الانتخابات البلدية: قراءة وعبر

 

     انتهت المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، فذاب الثلج وبان المرج...

انتخبنا المختار بذهنيّة "الباب العالي"، امّا المجالس البلديّة "فالله يعلم ايّة معايير حكمت التراشيح والدعم والاختيار"...

المشهد اختلطت فيه الصور... فمن هو خصم سياسيّ أصبح حليفا انتخابيا...  مشاهد انتخابية غربية، وتحالفات اغرب...

 الحزب يعتبر العائلة الاساس في انتقاء المرشحين، والعائلات تنفض عنها فكرة أنّ أفرادها اختاروا مرشحيهم، بل جاء المرشح حاضرا وجاهزا ومدعوما  وجال ببذلته الجديدة على بعض من بيوت اقاربه والتي لا يعرف الطريق اليها عادة، وطلب دعمهم... وكيف لا، وهو من سيمثّلهم  ل6 سنوات قادمة في المجالس والحفلات الرسميّة والندوات والى ما هنالك من "روحات ومجيات" .

جميل هذا المشهد "الديمقراطي" ....

   أمّا بالنسبة للبرنامج!!! صديقي المرشح  والفائز بعد فزر نتائج الانتخاب ، سألناك عن البرنامج فلم نسمع الجواب .

انحصرت البرامج "في حال وجدت" ببعض مما طالب به  الطامحون لتذوق طعم الجلوس على احدى الكراسي البلديّة ، بالجورة المحفورة قرب منزله وعامود الكهرباء الموجود في عقاره والنهر الذي يفيض فيغزو جنينته فكان هو ومشاكله  محور افكاره التنمويّة  ...

 وضاعت التنمية واختلط الحابل بالنابل، والمرشح الفائز المحظوظ لم يكن هو المنتسب الى حزب معين ،انمّا هو من استفاق في الصباح ووجد اسمه بين اسماء مقرر ايصالهم الى هذا المجلس، وأصبح واحدا من آخرين على لائحة مدعومة   بصرف النظر عن كونه حليفا سياسيا او لا.

   وانتهى مشهد الانتخابات وابتهج الناجحون بالفريقع والزمامير، ولم يصح بعض الخاسرون حتى الآن ليقوموا باعادة تقييم او حتى تقويم الاستراتيجيّة التي اتّبعت في هذه الطبخة البلديّة .

 

أيّها المواطن اللبناني "المناضل للخير العام "

ألم يحن الاوان بحسب رأيك، في هذا العصر لتتطور الذهنيّة والعمل في الشأن العام في لبنان؟

 ألم يحن الوقت أيّها المواطن لمعرفة حقيقة ما للبلديّة من أهميّة بغض النظر عن الاحزاب والعائلات...

فالطعمة "البلدية " للمجالس للبلديّة  تفقد نكهتها خارج اطار البلدة وفي قلب القوالب الحزبية !!!!....

 

   على أمل ان يصير المواطن اللبنانيّ على مستوى الشعوب الراقية في تعاطيه   وادارته للشأن العام...

 اكيد... ليس بعد عام! وانما نأمل ان يتمّ هذا التغيير قبل مرور مئة  عام...   

 

                                                            بسكال الديب       

                                                                  06-05-2010