كلمة رئيس اتحاد بلديات الضنية د. محمد سعدية

كلمة رئيس اتحاد بلديات الضنية د. محمد سعدية

الدورة الرابعة للمنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث

جنيف سويسرا  19 – 23 أيار (مايو)2013

أيها السادة،

إنه لشرف لنا ان نقف امام حضرتكم في هذا المؤتمر الدورة الرابعة للمنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث بحضور وفود تمثل مختلف اقطار الدنيا منها الحكومية و غير الحكومية.

سيداتي سادتي،

انا واثق اننا نستطيع ان نؤسس لخطة عمل صلبة و قوية للحد من خطر الكوارث في كل اقطار الدنيا و ذلك بتفعيل مؤتمر هيوغو الأول HFA1و تطوير مؤتمر هيوغو الثاني  HFA2و عبر تبادل الخبرات اللازمة بيننا لنصل الى الغاية المنشودة التي من اجلها نحن هنا.

ايها السادة،

اتحاد بلديات الضنية تأسس في اخر العام 2004  في شمال لبنان و هو يضم الآن 23 بلدية نعمل متعاونين من اجل تحقيق الأهداف الإنمائية للمنطقة. إننا نعمل منذ تأ سيس الإتحاد من اجل تطوير الحياة  و تحديد الخسائر التي قد تحصل في حال الكوارث علماً أن هذه المنطقة معرضة دائماً للكوارث التي تصيبها باستمرار.

اذن ان مشاركتنا اليوم في هذا المؤتمر العالمي مع UNISDR  هو لقناعتنا التامة أننا سنتمكن من ايجاد الحماية اللازمة لمواطنينا و التقليل من مخاطر الكوارث.

فالضنية هي منطقة في شمال لبنان تبدأ من البحر و ترتفع حتى اعلى نقطة  قي الشرق الأوسط (القرنة السوداء) و هذه المنطقة تمتاز بمقوماتها السياحية، بجمالها الطبيعي، بتنوعها البيولوجي، بكثرة الينابيع فيها، بآثارها العديدة ، بمناخها الجميل جداً، بجبالها،  و أوديتها ، و بطبيعتها،  و غاباتها الفريدة التي تحتوي على اشجار الأرز و اللزاب، و بانتاجها كميات كبيرة من العسل الطبيعيسيس أأ، و بأنها تحتوي على اكبر خزان للمياه الجوفية في الشرق الأوسط و ذلك حسب احصائيات و دراسات البنك الدولي.

الضنية هي منطقة حساسة جداً و فقيرة جداً و قد تم تصنيفها حسب دراسات الأمم المتحدة انها الأفقر في كل لبنان و هي تعاني من  مشاكل عديدة مثل التصحر و زحل التربة و تلوث المياه و المناخ و النفايات الصلبة التي تبقى دون معالجة...

ان زحل التربة يؤدي الى امور سلبية خصوصاً بالنسبة الى البيئة و سببه المباشر هو عدم التفكير بحل له و عدم معالجته  و من اهم اسبابه هو قطع كميات كبيرة من الأشجار التي تم قطعها خلال الإحتلال لأغراض عسكرية و لمد شبكة السكة الحديدية في المنطقة و هذا ما أثر سلباً على تغير المناخ و على الثروة البيئية في المنطقة.

كما أن الإستثمار العشوائي للثروة الحرجية يساعد أيضاً في تغيير المناخ و ايجاد حالة عدم توازن في الطبيعة.

ان ازدياد عدد السكان الكبيرة  (و هذا طبيعي في المناطق الفقيرة) و عدم وجود التخطيط المدني للأبنية المستحدثة و حالة العشوائية الموجودة هي من أساس عملنا في الإتحاد.

لذلك فقد انجزنا التخطيط الإستراتيجي لإنماء الضنية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – آرت غولد و هذه الدراسة اصبحت جاهزة منذ عدة اشهر.

ان الحالة الصعبة التي تعانيها الطبيعة، و مصادر المياه و المياه الجوفية و التلوث و الصرف الصحي و معالجة النفايات و الى ما هناك ... تستلزم عملية تنمية فعلية للمناطق الفقيرة خصوصاً ذات الكثافة السكانية و ذلك لتفادي أهم عنصر في عدم توازن الطبيعية، و عندها يمكننا أن نبدأ مرحلة جديدة من تحديد الأخطار. و عندها يمكننا أن نضع خطة عمل و تخطيط استراتيجي للحد من الكوارث، عندها يمكننا أن نتكلم عن مؤتمر هيوغو  1 و مؤتمر هيوغو 2. لا بل يمكننا أن نؤسس و بقوة ل هيوغو 3.

سيداتي و سادتي، في الفليبين و في سان فرنسيسكو و في اندونيسيا و في مناطق الكوارث اقاموا مشاريع لدرء الخطر في حال تكرر. و لمجابهة الكوارث ضد تسونامي و الزلازل و لكن السؤال هو لماذا لم يفعلوا ذلك قبل حدوث الكوارث؟

الجواب هو: نحن هنا لنعمل ما يجب عمله لا أن ننتظر...

في النهاية  نأمل أن نصل معكم الى منطقة نستعدة ضد الكوارث و هدفنا في اتحاد بلديات الضنية ان نجد من يساعدنا لتحقيق الهدف لنصل الى حياة افضل و لنحقق مستقبل جيد للأجيال القادمة.

شكراً UNISDR و اشكركم جيعاً لإستماعكم.