about kfardebian

 

تقع كفردبيان، وهي من أكبر بلدات لبنان مساحة، في أعالي جبل كسروان بين 600 و 2800م عن سطح البحر. تبلغ مساحتها 40كلم2. يبلغ عدد سكانها 12 الفاً، وتبعد عن بيروت 44كلم، وعن جونيه 27كلم.

تنشط الحركة فيها صيفاً وشتاءً، إذ يؤمها أبناء الساحل للتمتع بمناخها اللطيف صيفاً، ويقصدها هواة التزلج لممارسة هواياتهم في مركزي فقرا وعيون السيمان. تشتهر بإنتاجها الزراعي وبعسلها. كما تمتاز بغزارة المياه التي تغذي البلدة من ينابيع عديدة أهمها: اللبن والعسل.

نصل إليها عبر طريق بيروت جونيه، ومن ثم نأخذ الطريق، على اليمين، بعد نهر الكلب صعوداً نحو فيطرون ومنها نأخذ طريق اليمين نحو كفردبيان.

 

نبذة تاريخية

اسم كفردبيان من أصل سامي، وربما ينحدر من السريانية التي تعطيه معنى قرية الغزلان.

يعود تاريخ البلدة إلى حقبة قديمة غامضة حتى الآن، وذلك بسبب غياب الأصول الأثرية والتاريخية. وقد لعبت، في العصر الحديث، دوراً مميزاً إذ غدت مركز مقاطعة الجرد في عصر المتصرفية (1860 ـ 1914). تأسست أول بلدية فيها العام 1900 واعتبرت الأولى في جبل كسروان. إن آثار فقرا والبيوت اللبنانية القديمة والجسر القديم والمعاصر والمطاحن الباقية في وادي الصليب هي خير دليل على أهمية البلدة وعلى عراقتها التاريخية.

تضم كفردبيان، حالياً، 4500 بيتاً، و15 كنيسة وديراً بُنيت بمعظمها بين القرن 16 و 20، ومدرستين، و 6 أندية ,وبيوت ضيافة و مركزاً طبياً، وآخر للصليب الأحمر اللبناني وصيدليتين، ومركزاً للبريد وآخر للدرك، والعديد من المطاعم والفنادق والمحّلات التجاريّة، والمصانع الصغيرة التي تُصّنع الانتاج الزراعي والحيواني.

 

آثار فقرا

تقع أثار فقرا في كفردبيان وتحتل هضبة صغيرة (1600م عن سطح البحر) تطل على واد عميق تنساب فيه مياه نبعي اللبن والعسل. يتمتع الموقع بجمال طبيعي تزيده روعة صخور الدولوميت التي ترتفع كغابة من الأنصاب حول الآثار. جذبت فقرا الرحالة الغربيين منذ القرن الثامن عشر واستوقفتهم بأبنيتها المميزة، حتى قال فيها أرنست رينان، في كتابه رحلة في فينيقيا، "إنها الأكثر عظمة بين أثار جبل لبنان". وتنقل فيها، سَنَة 1770، الرحّالة الفرنسي فرنسوا دو باجيس فوصفها وصفًا دقيقًا لاسيما آثار وادي الصليب وموقع فقرا. كما أبرز عاداتها وتقاليد الضيافة فيها. عنيت بفقرا عدة دراسات أثرية وتاريخية، أبرزها تقرير البعثة الألمانية لعام 1938، لكن لم تجر فيها حفريات أثرية حتى الآن.

 

بناء الموقع

تعيد ثلاثة نصوص أسطورية بناء الموقع إلى عصور مختلفة: تبدأ بعهد الملك سليمان (القرن التاسع ق.م.)، مروراً بحقبة البطالسة (القرن الثاني ق.م.)، أو تعيدها إلى عصور غامضة وغير محددة.

بينما تفيد كتابتان يونانيتان محفورتان: الأولى على عتبة الباب الرئيسي للبرج، والثانية على حجر الزاوية على يمين البناء المذكور، بأنه بني في السنة 43 على عهد الإمبراطور الروماني تيباريوس كلوديوس. أما معبد أترغاتيس فقد وُجدت فيه مجموعة نقوش يونانية تحدد السنة 49 لبنائه. بينما لم يعثر في الهيكل الكبير على دليل حسي يفيد عن بداية وجوده.

 

الموقع

تتألف فقرا حالياً من مجموعة أبنية ذات طابع ديني، وهي التالية:

 

البرج الكبير

يتكون البرج الذي له شكل مربع، من طابقين. أما سقفه الهرمي فهو مقولة نظرية بحاجة إلى إثبات. ندخل إليه عبر درج صغير يؤدي إلى المدخل الرئيسي الذي كان جيد الإقفال بواسطة بابين ما تزال أثارهما ظاهرة على حجارة المدخل. نلج البرج عبر درج ينفصل إلى اثنين يلتقيان عند سطح الطابق الأول. نجد في الداخل غرفة مقفلة بواسطة باب منزلق. كما نلاحظ فتحات في حيطان البرج ومن كل الجهات كانت تستعمل لمراقبة كل أنحاء الموقع.

وُجد في البرج نقشان يونانيّان يفيدان أن أهالي المنطقة قد قدموا في السنة 43 لعصرنا هذا البناء للإمبراطور تيباريوس كلوديوس. يعكس مضمون النقشين حالة تاريخية تسيطر عليها النزاعات التي عاشها الشرق تحت سيطرة الرومان خلال القرن الأول م. لذا لا نعلم إن كانت فقرا قد بقيت تحت سيطرة أغريبا ملك "كلسيس لبنان" في البقاع، أو كانت جزأً من مقاطعة بيروت أو جبيل، أو بقيت فعلاً تحت السيطرة المباشرة لطيباريوس كلوديوس كجزء من الأراضي الإمبراطورية. إن أهالي فقرا، ضمن هذا الواقع التاريخي، قد بنوا على نفقتهم وعلى نفقة الهيكل الكبير، هذا البرج. كما أن إهداء البناء للإمبراطور كلوديوس جعله في منأى من الصراعات التي عصفت بمقاطعة الشرق، وهكذا أبعد البرج عن النهب وحُفظ من التدمير.

إن موقع البرج، فضلاً عن هندسته المعمارية تجعل له عدة وظائف أبرزها: مركزاً للمراقبة والإشارة، وخزنة الموقع المحصنة لحفظ ثروات المعابد الدينية.

 

المذبح

يقع المذبح المربع الشكل (ضلعه = 75،5م) قبالة المدخل الرئيسي للبرج. رُمم في الأربعينيات. إن تأثيرات الفن المصري والشرقي ظاهرة للعيان في هندسة حجارة الإفريز. لا نعلم تاريخ بنائه. إنما من المرجح أن يكون معاصرًا للبرج.

 

المزار

بني على قاعدة مربعة (ضلعها = 5،2م) يعلوها رواق من اثني عشر عمودًا يحيط بحجر كبير يحمل سقفاً مكوراً. نُقش على الحجر، في جهته الشرقية، هلال ضمن نصف شمس مُشعة. تتبع هندسة بناء هذا المزار تقليدًا قديمًا يعود إلى ما قبل التأثير الهلنستي على الشرق.

 

المعبد الكبير

يقع هذا المعبد المستطيل (34×14م) إلى جنوب الأبنية المذكورة سابقًا، ويتجه من الشرق إلى الغرب. وهو الأكثر حفظًا من بين هياكل المواقع الثانوية في لبنان. لكنه رُمم بطريقة غير علمية. يتقدم المدخل الرئيسي رواق خارجي من الأعمدة الكورنثية. وينقسم داخل الهيكل إلى: فناء داخلي حيث المذبح ويحيط به رواق من الأعمدة الكورنثية يزينها ملاكان، من ثم تؤدي عدة درجات إلى فسحة الأعمدة ومنها إلى قدس الأقداس. يفترض أن يكون القسمان الأخيران مسقوفين، ربما، بالخشب. كما له بابان في الحائط الشمالي. وإن قسماً من حيطانه قد حفر في الصخر. يتبع بناء هذا الهيكل نمطًا هندسيًّا ساميًّا قديمًا معروفًا في مواقع لبنانية وفي مناطق أخرى من الشرق. عُثر فيه على مجموعة نقوش يونانية نُشرت مؤخرًا، لكنها لم تحلّ زمن بنائه. إن المقارنة المعمارية للهيكل مع بقية أبنية فقرا تدفعنا إلى افتراض حقبات مختلفة لبنائه.

وقد ذكرت النقوش اليونانية المنشورة إله الهيكل تحت اسم: بعل، أو بال، أو بل غلاسوس الأمر الذي يدفعنا إلى الاعتقاد بتأثير أيطوري ـ أرامي على الموقع كما هو واضح في معبد أترغاتيس، أو في الإطار التاريخي لبناء البرج. أن اسم غلاسوس يعكس إلهًا محليًّا هو بالواقع البعل الفينيقي المشهورة عبادته على المرتفعات حسب تقليد قديم. يدفعنا ذلك إلى الترجيح على وجود مركز ديني، في فقرا، وفق التقليد الكنعاني ـ الفينيقي، قبل بناء هذا الهيكل في حقبة التأثير اليوناني ـ الروماني على الشرق.

 

معبد أترغاتيس

يتبع هذا المعبد نسقًا هندسيًّا فريدًا، ويتألف من غرفتين من دون أروقة. يتجه من الشرق إلى الغرب. نلاحظ في الغرفة الداخلية مجموعة من الكوات الملاصقة للحيطان المتقابلة من أجل حمل المصطبة الخشبية لقدس الأقداس. لقد خضع المعبد لتحولات معمارية، بالأخص في الغرفة الداخلية التي تحولت في العهد البيزنطي إلى غرفة العماد لكنيسة بنيت خارجه وظلت قائمة حتى القرن السابع.

عثر في المعبد على نقش يوناني يحدد تاريخ بنائه. فقد بنى الكاهن الأكبر وأهالي المنطقة هذا المعبد وقدموه إلى ابني أغريبا الأول: جوليوس ماركوس أغريبا الثاني وأخته بيرينيس التي كانت زوجة هيرودوس ملك "كلسيس لبنان" من العام 41 إلى 48 لعصرنا.

إن مملكة خلقيس، بالواقع، قد أسسها الأيطوريون في القرن الثاني ق.م. وأصبحت سريعًا قوة مهمة. إنما، بعد أن غزا بومبيوس الشرق العام 63 ق.م.، أعاد الرومان تنظيم هذه المملكة ثم قسموها العام 36. أعطى الإمبراطور كلوديوس، أولاً، "كلسيس لبنان" إلى هيرودوس (حفيد هيرودوس الكبير)، وبعد موت الأخير، في العام 49/50، منحها لحفيده أغريبا الثاني الذي لم يتزوج إنما عاش مع أخته ـ الأرملة. خلال هذه الفترة قدم المعبد إلى ابني أغريبا الأول مع الإشارة إلى الإلهة أترغاتيس الموصوفة بالعربية. يدفعنا ذلك إلى الترجيح على سيطرة الأيطوريين على فقرا وبالتالي فإن المعبد كان على أيامهم، وأن الموقع بكامله كان تحت سيطرتهم. إذاً من الطبيعي أن يقدم أهالي فقرا معبدهم لأغريبا الثاني على اعتباره، مع أخته، الحاكم الجديد لمملكة "كلسيس لبنان".

 

المقابر

تنتشر المقابر حول معبد أترغاتيس وبالأخص إلى جهته الجنوبية ـ الشرقية. وهي مبنية وفق ثلاثة أشكال: مقابر محفورة في الصخور، ونواويس منحوتة في الصخر، ومغاور مهندمة من الداخل ومؤلفة من عدة حجرات مدفنية. حُفر على النوع الأخير صلبان ذات الشكل البيزنطي مما يعني أنها كانت في الاستعمال خلال الفترة المسيحية.

تجدر الإشارة، أخيراً، إلى وجود أبنية متنوعة، بالأخص إلى جانب معبد أترغاتيس، يغلب عليها نسق بنائي بدائي ومختلف عن طريقة البناء المهندمة والمستعملة في الموقع، فمن المرجح أن تكون قد أُنشئت في عصر متأخر، ربما يعود إلى العصور الوسيطة.

يبدو أن فقرا قد بنيت وتوسعت خلال حقبات مختلفة، لكن من دون أن نتمكن من تحديد فعلي لزمن بناء كل الأبنية الحالية، هذا بالرغم من العثور، في القرن التاسع عشر، على تمثال لإلهة يغلب عليها النمط الحربي المصنوع محليًّا، والموجود، حالياً، في متحف اللوفر في فرنسا، وهو يعود إلى القرن السابع ق.م. إنه البرهان المادي الأثري الوحيد على قدم موقع فقرا. لذا فإن حفريات أثرية لهذا الموقع المميز، هي ضرورية لحل مسائله التاريخية والأثرية، وتنقذ ، بالتالي، تراثاً مُهددًا بالخراب.

 

 

الجسر الطبيعي

نتوقف بعد فقرا، على مسافة 5،3 كلم، وننحدر إلى الشمال لنتأمل جسر الحجر: عمل الطبيعة المميز. إنه قوس (فتحته 38م، وعلوه 58م) تسير من تحته مياه نبع اللبن، وتنحدر كشلال في واد سحيق. لا بد من زيارة هذا الموقع ليلاً للتمتع بإنارته وروعة منظره. تكثر تحت الجسر وفي واديه المتحجرات البحرية المتنوعة الأشكال والأجناس.

 

مركز عيون السيمان للتزلج

إنه أول مركز للتزلج أُسس، تحت اسم المزار سَنَة 1957، في كفردبيان. كما تأسس مركز ثان باسم الوردي سَنَة 2000. جُهز هذا الموقع بعدة مصاعد كهربائية،فأصبح عددها 18 مدرجاً وهو مفتوح لجميع هواة التزلج. كما تقوم فيه عدة فنادق ومطاعم فخمة يديرها نخبة من الاختصاصيين. لقد أصبح المركز، بمبارياته الرياضية الشتوية، محط أنظار واهتمام محلي وإقليمي ودولي. يمكن الوصول، من عيون السيمان، إلى البقاع عبر الطريق التي تخترق شرقاً الجبل وتؤدي إلى بعلبك.

 

مركز نادي فقرا

تأسس سَنَة 1973 على مجموعة تلال قبالة آثار فقرا. إنه نادٍ  خاص يجذب إليه فئة محلية وإقليمية وعالمية معينة. وهو مجهز بالمصاعد الكهربائية للتزلج شتاءاً و مدرج للتزلج على العشب صيفاً بالإضافة إلى منتجعان سياحيان  والفنادق والمطاعم والقصور الفخمة.

 

معلومات عامة

تكثر في كفردبيان المطاعم اللبنانية والغربية حيث نتذوق أشهى المازات اللبنانية وسمك الترويت ومختلف أنواع المشروبات بأسعار مدروسة.

لمزيد من المعلومات أو المساعدة، يمكن الاتصال بـ :

* موقع البلدية إلالكتروني: www.Kfardebian.com

                             www.kfardebien.com

* أو بالمركز السياحي الذي أنشأته البلدية لخدمة السائح. دوام المركز خلال أيام العمل بين الثامنة صباحاً والثانية بعد الظهر، هاتف: 710160 ـ 09، فاكس: 711160 ـ 09.

* المكتبة العامّة والمركز الثقافي، هاتف: 711030/09.

* المركز الطبي: يفتح بين الساعة 9 و 15 من كل يوم، هاتف: 710163/09.

* الدفاع المدني: 125.

* الصليب الأحمر: 140.

* الدرك: 112.

* فوج الإطفاء: 175.

 

النص   : الدكتور أنطوان القسيس

الإخراج:

الطباعة: بلدية كفردبيان

Ó جميع الحقوق محفوظة