"الباولونيا".. شجرة تثمر 6 مليار دولار في لبنان دعا رجل الأعمال موريس زرد المهتم بزراعة شجر "الباولونيا" إلى تأسيس شركات ومؤسسات للإستثمار في زراعة هذه الشجرة، لما لها من أهمية إقتصادية وبيئية، متمنياً على مؤسستي "كفالات" و"إيدال" ضمان القروض اللازمة لمن يرغب من المزارعين والمستثمرين في هذه الزراعة. ودعا زرد وزارة الزراعة، التي تنوي زراعة 40 مليون شجرة حرجية في مختلف المناطق اللبنانية، إلى زراعة شجرة "الباولونيا" المهجنة نظراً لمردودها العالي، ومن أجل استرجاع نسبة المساحات الحرجية التي خسرتها، مشيراً إلى إمكانية زراعتها بين الأشجار المثمرة عبر اعتماد التقنيات المناسبة للري. وأوضح أنه "إذا زرعنا في لبنان 240 كيلومتر مربع بأشجار الباولونيا، أي ربع المساحة القابلة للزراعة، يكون المردود ستة مليارات دولار، بعد خمس أو ست سنوات من قدرتها على الإنتاج، أي ما يوازي مليار دولار سنوياً". من جهته، أشار ممثل مؤسسة "كفالات" لبرنامج "التنمية الريفية" في وزارة الزراعة والممول من الإتحاد الأوروبي، المهندس أحمد شمس الدين إلى وجود برنامج لتأمين القروض للأشجار المنتجة، يمكن تطبيقه على زراعة "الباولونيا"، وتصل قيمته إلى 480 مليون ليرة لبنانية أو ما يعادلها، ويستفيد منه الأفراد والمجموعات أوالتعاونيات. بدوره، لفت أستاذ هندسة الري في كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية المهندس داوود رعد الإنتباه إلى أهمية زراعة "الباولونيا" في كافة المناطق، خصوصاً إذا تمت زراعتها في المشاعات وعلى الطرقات، "حيث يصبح بالإمكان ري هذه الأشجار بمياه الصرف الصحي الممنوع إستخدامها لري الخضار والفواكه، وبالتالي نكون قد حولنا مياه الصرف إلى منفعة لشجر يعطينا الأوكسيجين والبيئة الخضراء النظيفة". وزرع رعد شتول "الباولونيا"، التي جلبها للمرة الأولى من المغرب في العام 1997، في سهل القاسمية داخل أرض تعود للنائب علي عسيران، فأنبتت حينها ألف شجرة استعملت في ما بعد لصناعة أثاث المنازل. ونظراً لأهميتها البيئية، يقوم رعد الآن بزراعة 200 "دونم" ( الدونم هو ألف متر) من شجر "الباولونيا" في عكار للإستفادة منها في تنقية الهواء وحفظ الغابات الخضراء ومكافحة التصحر، وهي شجرة سريعة النمو، ويصل طولها إلى عشرة أمتار ونصف خلال سبعة أشهر، وتعيش في ظروف مناخية وأنواع مختلفة من التربة، كما أن أهميتها البيئية تكمن أيضاً في إنتاج الفحم من دون الحاجة إلى قطع الغابات المعمرة، لكونها قابلة للقطع بعد ثلاث سنوات من زراعتها. وبحسب رعد، تتميز "الباولونيا" بقدرتها على امتصاص الغازات السامة وإنتاج الأوكسجين بنسب كبيرة، كما أنه يمكن استعمال الأجزاء المقتطعة منها في الطاقة. أما الإستثمار المجدي لهذه الشجرة على المدى الطويل فيكمن في قابليتها للتحريج، كما أن أهميتها الإقتصادية تأتي لأنها تدخل في الأغراض الصناعية، من خلال إنتاج الخشب الصلب المطلوب بكثرة لصناعة أثاث المنازل والبناء، وتشغيل اليد العاملة خاصة الشباب. ويذكر رعد بأسف بالغ أنه قام في وقت سابق بتوزيع الشتول على عدد من البلديات لزراعتها واستثمارها في هذه الصناعة، غير أنها (البلديات) لم تعر اهتماماً لهذا الأمر. يشار إلى أن شجرة "الباولونيا" بدأت زراعتها في مناطق عديدة من لبنان، لا سيما في عكار وترشيش والمتن والجنوب، أما في الصين فيتم زراعة شجرة "باولونيا" لكل مولود جديد، حتى إذا أتم العشرين من عمره يصنع له أثاث منزله من هذه الشجرة . زينب ضاهر السفير