كسروان على أحرّ من الجمر لتتوّج ملكًا على الموارنة

على الرغم من أن موعد لبنان مع الاستحقاق النيابي ما زال مبكراً، الا أن وهج الجوّ الانتخابي في الصالونات الكسروانية يتصاعد يوماً بعد يوم، وكأنك عشيّة الاستحقاق النيابي.
فبعد أن خاض الناخب الكسرواني معركة "التغيير والاصلاح" عام 2005، ها هو اليوم يستعد لخوض معركته، ولكن لحسابات مختلفة، طارحاً على نفسه سؤال: من سيتربع على عرش المملكة المسيحية هذه المرّة، وتحديداً على عرش المملكة المارونية؟ هل سيحافظ العماد عون على صولاجنه الماروني المسيحي في كسروان كما حصل في العام 2005؟
الصوت المسيحي المرجّح في دائرة كسروان يعطي هذه الدائرة رمزية مسيحية، تمنح الفائز فيها تاجاً مسيحياً، يمتد تألقه على كامل مساحة الوطن.
ومن يراقب الشارع الكسرواني يلحظ بأن لدى المرشحين نية باعادة احياء ارثهم السياسي التاريخي، بعد أن فقدته في الانتخابات النيابية السابقة.
والظاهر حتى الان حسب المصادر العونية بأنه سيكون هناك لائحتين: لائحة لـ"التيار الوطني الحر" تضمّ المحامي فادي بركات، على الرغم من أنه ليس معروفًا حتى الان من سيختار "التيار" بين النائبين نعمة الله أبي نصر وفريد الياس الخازن وفارس بويز.
وتكشف المصادر عن نيّة التيار باستبدال فريد الياس الخازن بفريد هيكل االخازن، واعدةً فريد الياس الخازن بمنصب وزاري.
ويطرح اسم فريد هيكل الخازن كمرشح جدّي في الأوساط العونية والكسروانية.
في وقت بدأت الماكينات الانتخابية منذ شهرين تقريباً عملها الاّ أن أسماء المرشّحين والاعلان عنها سوف تكون في يد الجنرال عون.
أما اللائحة الثانية والّتي يجري الحديث عنها بأنها سوف تكون غير مكتملة بحسب المصدر العوني، إذ ستتخلى "14 اذار" عن مرشح للتيار الوطني الحر، وذلك لأخذ عطف القاعدة الشعبية الكسروانية الكبرى، ولكن التيار يدرك أبعاد هذه الأمر تماماً.
وعن تراجع العماد في كسروان نظراً لعدم تقديمه الخدمات المرجوّة، يؤكّد المصدر بأن "الناخب الكسرواني اكتشف اليوم الكذبة الكبيرة التي كانت تحاك له ابان الوجود السوري آنذاك كانوا يقولون له بأن سوريا مسؤولة عن الفساد والسرقة في لبنان وهي مسؤولة عن الدين العام، الا أن السوري خرج اليوم والدين ما زال يعشعش في كنف الدولة اللبنانية".
ويختم المصدر بـأن المعركة اليوم بين التوطين واللاتوطين، بين المزرعة واللامزعة، وبين الفساد والاصلاح.

من ناحية أخرى يبدو أن النائب منصور غانم البون سيرأس لائحة "14 اذار"، وتشير مصادره في هذا الاطار الى أن اللوائح في أحسن الأحوال لن تتجاوز الثلاثة، منها واحدة قد لا تكون مكتملة. واذا اضطر الى تشكيل لائحة مستقلّة فسيترك مقعداً شاغراً للعماد عون. وأشار المصدرالى أن من المحتمل التحالف مع مرشح الكتائب سجعان القزي.  ولـ"الأحرار" مرشحه أيضاً وهو قد تمثل بالانتخابات الماضية بالوزير الأسبق فريد هيكل الخازن، ولكن مصادر "النشرة" أكدت بان علاقة الخازن بـ"الاحرار" ليست على ما يرام، نتيجة لمواقفه السياسية البعيدة عن الحزب، وأوضحت هذه المصادر أن مرشح الحزب سيكون مارون الحلو. الى ذلك يبدو أن "القوات اللبنانية" تعمل بجدّ وجهد كبيرين في كسروان وهي التي لها معها قصة كبيرة، اذ يعتقد البعض أن الكثير من الكسروانيين يفضلون الابتعاد عنها، إنما الواقع هو غير ذلك ومعاكس تماماً لما يقال. فـ"القوات" موجودة في كسروان ولحضورها تأثير كبير، وهي تتمتع بتنظيم جيّد، وستخوض المعركة الانتخابية بقوّة، عبر دعمها للائحة "14 اذار".

يبدو أن في كسروان معركة احياء الاقطاعية السياسية العائلية، معركة زعامة، الزعامة المارونية المسيحية، فمن سيكون الزعيم والشيخ هذه المرّة؟ وهل سيصوّت الناخب الكسرواني للعماد عون وتيّاره، وخصوصاً أنًه الحليف الأول لـ"حزب الله" أم أن المزاج المسيحي تغيّر حسب ما تقول قوى "14 آذار؟ السابع من حزيران ينتظره الكثيرون بفارغ الصبر لأن المعركة الانتخابيّة تحمل هذه المرّة طابع السيطرة على القرار المسيحي فلمن ستؤول هذه الامبراطوريّة؟ ومن سيكلّل تاجه على عرشها لا بدّ من أن تكون له الكلمة الفصل، الاّ اذا انقسمت الأصوات المسيحيّة بين المعارضة والموالاة!.

 Ref:http://elections.elnashra.com/articles-1-1336.html