التوقعات الإنتخابية 2009

مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية المقبلة وبعد إقرار قانون الإنتخاب العتيد وفقاً لتقسيمات العام 1960 وبالرغم من نسف الإصلاحات التي عملت عليها لجنة فؤاد بطرس وناقشتها لجنة الإدارة والعدل ، سواء لجهة إقتراع المغتربين او إشراك العسكريين او إعتماد بطاقة الإقتراع الموحدةّ ، لا بدّ لنا من التنويه بدور كتلة التغيير والإصلاح الوحيدة التي صوتتّ مع التعديلات وان نضع نقطة إستفهام كبيرة حول موقف الجميع وان نسأل ماذا حصل في الجلسة الأخيرة  ؟؟ وإذا كان من بينهم من يجرؤ فليجيب !!!

 

بناء عليه ، وإنطلاقاً من المعطيات السياسية كان من الضروري ان نسلط الضوء على الواقع الإنتخابي والسياسي للمحافظات اللبنانية ونحاول قراءة التوقعاتّ المرتقبة اخذين بعين الإعتبار التوزيع الطائفي للناخبين في كل قضاء، كذلك التوزيع الحزبي والسياسي ،دون إغفال عدد الناخبين مع نسبة الإقتراع المتوقعةّ ، ونتائج الإنتخابات السابقة وذلك من أجل رسم الصورة الأفضل لما نتوقعه في إنتخابات العام2009 .

قبل الإنطلاق في دراسة كل قضاء على حدى لا بدّ من إستعراض توزيع الدوائر مع عدد المقاعد وتوزيعها الطائفي إضافة إلى عدد الناخبين .

 

                        

                                   

عدد الناخبين

 

عدد

القضاء

المحافظة

 

ارمن

كاثوليك

دروز

ارثوذكس

سنة

شيعة

موارنة

المقاعد

 

 

87477

 

 

 

 

 

 

5

5

كسروان

 

74386

 

 

 

 

 

1

2

3

جبيل

 

153923

 

 

1

 

 

2

3

6

بعبدا

 

167238

1

1

 

2

 

 

4

8

المتن

جبل لبنان

117893

 

 

2

1

 

 

2

5

عاليه

 

182157

 

1

2

 

2

 

3

8

الشوف

 

783074

1

2

5

3

2

3

19

35

المجموع

 

 

 

اولاً : قضاء جبيل :

( إزدواجية  طائفية وغالبية سياسية)

 

بالنسبة لقضاء جبيل وبعد إستعراض كافة العوامل المؤثرة في العملية الإنتخابية يتبينّ ان المعركة محسومة لصالح تكتل التغيير والإصلاح وتحديداً التيار الوطني الحر فالكتلة الناخبة المسيحية تشكلّ 78% من عدد الناخبين الوارد في الجدول اعلاه بينما يشكل الشيعة حوالي 22% .

هذا بالإضافة إلى ان إستطلاعات الرأي قد أظهرت ان 48% من الجبيليين يؤيدون التيار الوطني الحرّ و12% فقط يؤيدون القوات اللبنانية مع عدم إغفال الكتلويين الذي اصبحوا بأغلبيهم من مؤيدي التيار الوطني .

 إنطلاقاً مما تقدم وإذا جمعنا النسبة الشعبية التي تؤيد التيار مع الكتلة الناخبة الشيعية تصبح المنافسة مستحيلة . يبقى موضوع المرشحين الأساسيين فمن الأكيد ان يبقى النائب عباس هاشم في موقعه اما الترتيبات فتتمّ حول ترشيح كل من جان حواط في الساحل او الإبقاء على وليد خوري مع حفظ الألقاب الذي يحكى عن إمكانية ترشيحه في كسروان ،اما عن جرود جبيل فيحكى عن ترشيح سيمون ابي رميا  شامل موزايا، او بسام الهاشم.

من جهة أخرى تحاول القوى الأخرى تجميع قواها من أجل مواجهة المدّ البرتقالي إذ تدور في الأجواء إمكانية ترؤس فرانسوا باسيل لهذه الائحة المدعومة من القوات وقوى 14 اذاركما تتداول اسماء فارس سعيد ناظم الخوري وسواهم .

في الخلاصة نقول انها مهما إختلفت الأسماء فالنتيجة محسومة لصالح تكتلّ التغيير والإصلاح بثلاثة مقاعد.

 

ثانياً : قضاء كسروان :

( غالبية طائفية وغالبية سياسية )

 

أما في كسروان فالمعركة ايضاً شبه محسومة لاسيما وان الكتلة الناخبة المسيحية تشكلّ 98% من مجموع الناخبين اعلاه بالإضافة إلى ان نسب توزيع القوى السياسية تتراوح كالتالي :

46% للتيار الوطني الحرً و15% للقوات اللبنانية  و2.5% لحزب الكتائب دون إغفال الدور الهام لبعض البيوتات والعائلات السياسية التي لها وزنها ولا يمكن تجاهلها.

بناء عليه وحول ما يدور على الساحة الكسروانية ونتيجة لإستطلاعات الرأي يتبينّ ان التيار يتحضرّ للمعركة التي لم تظهر ملامحها بعد . فنواة الائحة المنافسة لم تظهر بعد إذ يحكى على تحالفات كثيرة لم تتأكد  ولكن البارز هو الخلاف بين النائب السابق منصورغانم البون ( الأقوى في اللائحة المنافسة )والقوات اللبنانية والذي تجلىّ بغيابه عن حضور قداس الشهداء . كما يحكى عن تقارب مع  النائب السابق فريد هيكل الخازن ومن المتوقع ان يشكلان معاً نواة اللائحة المقبلة مع إشاعة جوّ بإنضمام سجعان القزيّ لهذا التحالف وإمكانية دخول روجيه ادة  ايضاً. هذا مع التأكيد على الدور البارز الذي تلعبه عائلة إفرام على الصعيد الإنمائي والصناعي والسياسي وتحظى بتأييد شعبي واسع ولها ثقلها الإنتخابي إلاّ انه ولغاية اليوم لم يتضحّ موقفها بعد ومن المؤكد ان دخولها المعركة يخلط الأوراق .

 

اما لناحية التكتلّ فالحديث عن الإبقاء على بعض النواب الحاليين ،اوإدخال عناصر جديدة كالوزير السابق فارس بويز ما زال موضوع الساعة اليوم ،فالإشاعات والاجواء على الأرض تتحدثّ عن اسماء من هنا واسماء من هناك . اما عن الأسماء المتداولة فيما خصّ مرشحي التيار فهم كثر ويحكى عن ايلي زوين مع حفظ الالقاب وفادي بركات ونعمان مراد وطوني الكريدي وجوزف بارود .هذا مع تأكيد موقف العماد عون  من الترشح في كسروان الأمر الذي له اهميته القصوى في مسار المعركة.

 

خلاصة القول ، المعركة تقريباً محسومة ، وبالتالي وإنطلاقاً مما سبق ذكره يتوقعّ ان يحصل التكتلّ على المقاعد الخمسة في كسروان ولكن لا بدّ من التذكير ان المفاجأت في السياسة متوقعّة .

 

 

ثالثاً : قضاء المتن :

( غالبية طائفية وتنوع سياسي )

لإنتخابات المتن نكهة مميزة ّ وإن كانت الغالببية الطائفية للناخبين تتمثل ب 94% من المسيحيين مثلها مثل كسروان تقريباً إلا ان التوزيع السياسي للقوى الفاعلة هو الذي يعطيها هذه النكهة  فالتنوع الحاصل والإصطفاف السياسي لمختلف اللاعبين وتشكيل اللوائح يشكلان العناصر الاساسية لحسم المعركة.

فالتيار الوطني الحرّ مثلاّ يشكلّ 40% من مجموع الناخبين بينما تشكل الكتائب 20.6% اما الكتلة الارمنية فتشكلّ 12% ، 9.8 لتيار المرّ و9.7% للقوات و8% للحزب القومي و5% للحزب الشيوعي .

إنطلاقاً مما ورد أعلاه وفي حال بقيت التحالفات على ما هي عليه وإذا جمعنا اصوات التيار الوطني مع اصوات الارمن مع القومي والشيوعي نحصل على 60% من الاصوات الناخبة هذا إذا لم نحتسب اصوات الحزب الشيوعي التي من المرجحّ ان تصب في خانة المعارضة .

إضافة إلى ذلك وإذا إعتبرنا ان الكتلة الارمنية ستعطي اصواتها لميشال المر ايضاّ حليفها التاريخي بصفته الشخصية فقط وليس لكامل الأ ئحة بسبب ما صدر عن حلفائه بحقّ الأرمن في الإنتخابات الفرعية ،  فستكون النتيجة 52.5% لميشال المر وحده والنسبة لن تتعدى 40% كحدّ اقصى لسائر افراد اللأئحة المنافسة .

إلا اننا لا يمكن ان نغفل الوجود التاريخي والسياسي لعائلة الجميلّ التي ما زال العطف الشعبي يمدهاّ ببعض الأصوات والتي يمكنها ان تشكلّ مع ميشال المرّ القوة المنافسة .

اما بالنسبة لإعتماد البعض على نتائج المعركة الفرعية لخوض نعركة 2009 فأعتقد انهم من غير الجائر مقاربة الموضوع من هذه الناحية لاسيما وان التصويت لمرشح مقابل مرشح غير التصويت للائحة بكاملها ولنفترض ان الجميل سيحصل على ما حصل عليه في الإنتخابات الفرعية الماضية إلا ان هذه الاصوات لن تمرّ من خلاله إلى سائر افراد اللائحة التي من المرجح ان تضمّ إضافة إلى المر الإبن وسامي الجميلّ ، نسيب لحود ميشال عقل ربما وديع الحاج وسركيس سركيس الذي لا بدّ من التذكير  بالقوة التجييرية التي يتمتع بها ، كذلك يحكى عن احد افراد عائلة ابو جودة ومخيبر .

 

 بالنسبة لمرشحي تكتل التغيير والإصلاح الحاليين فقد اظهروا انفسهم جميعاً كلاعبين فاعلين على الساحة المتنية وقرار الإبقاء عليهم او تغييرهم رهن التيار الوطني والظروف الإنتخابيةكما يحكى ان تتضمنّ اللائحة احد الصناعيين البارزين المحسوبين على الحزب القومي غلا ان شيئاً لم يبتّ بعد .

 

خلاصة القول ان المعركة محسومة في المتن لصالح التكتل إلا انني اتوقعّ ان النائب ميشال المرّ وإستناداً إلى خبرته الكبيرة وحنكته السياسي ما زال يراهن على التوافق مع العماد عون لأن المعركة وإن حصلت فغير مضمونة وإمكانية الخرق لا يمكن ان تتعداه هو وسامي امين الجميل وغيرأكيدة .

بناء عليه ونتيجة قراءة الواقع المتني من المتوقعّ ان تتألف لائحة التكتل من ستة مقاعد مع ترك مقعدين ماروني وارثوذكسي شاغرين لكل من أل المرّ وسامي الجميل .

وبالتالي تكون النتيجة 6 مقاعد للمعارضة وتحديداً للتكتلّ ومقعدين للموالاة .

 

يتبع ..............