التوقعات الإنتخابية 2009

دراسة تفصيلية عن التوقعّات الإنتخابية للعام2009

 

الحلقة الثالثة : محافظة البقاع

10 مقاعد محسومة للمعارضة في بعلبك الهرمل مقابل منافسة حادة على 6 مقاعد في البقاع الغربي مع ارجحية للموالاة و7 مقاعد مفترضة للمعارضة في زحلة

الجزء الاول : دائرتي بعلبك الهرمل وزحلة

بعد دراسة محافظتي جبل لبنان والجنوب في الحلقات السابقة نسلط الضوء اليوم على محافظة البقاع التي ستشهد معركتين كبيرتين بإستثناء بعلبك الهرمل المحسومة للمعارضة ، وقبل الإنطلاق في دراسة كل دائرة  على حدى لا بدّ من إستعراض تقسيم  الدوائر مع عدد المقاعد وتوزيعها الطائفي إضافة إلى عدد الناخبين في كل دائرة .

 

عدد الناخبين

التوزيع الطائفي للمقاعد

عدد المقاعد

القضاء

المحافظة

بالالاف

ارمن

كاثوليك

دروز

ارثوذكس

سنة

شيعة

موارنة

 

 

 

284789

 

1

 

 

2

6

1

10

بعلبك الهرمل

 

158525

1

2

 

1

1

1

1

7

زحلة

البقاع

120295

 

 

1

1

2

1

1

6

البقاع الغربي- راشيا

 

563609

1

3

1

2

5

8

3

23

المجموع

 

          

 

          

اولاً : دائرة بعلبك الهرمل  :

( غالبية  طائفية وتنوعّ سياسي)

 

تتميزّ دائرة بعلبك الهرمل بكثافة الصوت  الشيعي بحيث يشكل 70.5% من مجموع اصوات الناخبين بينما تشكلّ الأصوات المسيحية نسبة 14% والأصوات السنية ما يقارب 15% فقط.

اما بالنسبة  لتوزيعّ القوى السياسية فحزب الله هو الأقوى تليه حركة امل بالإضافة إلى الحزب القومي والتيار الوطني والكتائب والبعث وتيار المستقبل  والحزب الشيوعي .

إنطلاقاً من النتائج السابقة من المتوقعّ ان تحصد لائحة حزب الله امل  كافة المقاعد لاسيما وان المنافسة شبه مستحيلة إستناداً إلى التركيبة السياسية والطائفية .

 

ومن المرجحّ ان يبقى حزب الله على نوابه مع إمكانية إستبدال النائب  الماروني السابق المحسوب على كتائب بقرادوني انذاك   ، بمرشح لكتلة التغيير والإصلاح  وقد يكون  اميل رحمة كما يحكى عن إمكانية إستبدال مروان فارس الكاثوليكي ممثل الحزب القومي بأخر من الطائفة الشيعية .

إضافة إلى ذلك من المتوقعّ ايضاً ان تعطى احد المقاعد لفايز شكر الأمين العام القطري لحزب البعث وذلك بدل المقعد السني  في مرجعيون والذي يحتله قاسم هاشم والذي من المرجحّ إعطائه للحزب الشيوعي وبالتحديد  لخالد حدادة إلا إذا طرأ أي تحولّ فيعطى عندها المقعد الشيوعي  لسعدالله مزرعاني الشيعي في بنت جبيل .

 

بناء عليه يفترض ان تحصل المعارضة على المقاعد العشر المخصصة لهذه الدائرة لاسيما وان الأصوات الشيعية في بعلبك الهرمل غير منقسمة وموحدةّ تقريباً حول حزب الله امل . غير ان كل ما نتمناه هو إرتفاع نسبة التصويت المسيحي التي تراوحت بين 10 و18% في الدورة السابقة كذلك الأصوات السنية التي تراوحت ايضاً بين 13 و19% والتي من المرجحّ ان تزداد نتيجة للفرز السياسي بعدما استحال إعادة إحياء  الحلف الرباعي .

 

 

ثانياً : قضاء زحلة  :

( تنوعّ  طائفي وتنوعّ سياسي  )

 

بالنسبة لقضاء زحلة فللإنتخابات فيها نكهة مميزة لإن للموزاييك الطائفي والسياسي رونقاً لا نجده في باقي الدوائر.

فالكتلة الناخبة المسيحية تشكلّ حوالي 58% من مجموع الناخبين بحيث يشكل الكاثوليك 30650 ناخب والموارنة 25580 والأرثوذكس 15223 اما الأقليات المسيحية والإنجيليين فيشكلون حوالي 8072 ناخباً وبالنسبة للأرمن فيبلغون 10480 ناخباً.

هذا من الجهة المسيحية اما الشيعة فيشكلون 14.50% من مجموع الناخبين بينما يشكلّ السنة حوالي 26%  والدروز حوالي 1% تقريباً او اقل .ّ

 

وكما نلاحظ تتمثلّ في زحلة تقريباً كافة الطوائف والمذاهب سواء المسيحية او الإسلامية ، والأمر سيانّ بالنسبة للأحذاب السياسية فكلها موجودة وفاعلة سواء الكتائب اللبنانية او القوات او التيار الوطني او المستقبل او حزب الله وحركة امل وإن بصورة غير مماثلة لما هي عليه في الدائرة الاولى ، هذا مع الإحتفاظ  بالمكانة الكبيرة التي تحتلهّا العائلات السياسية لاسيما سكاف ومعلوف والهراوي .

 

 

بناء عليه وإستناداً إلى نتائج الإنتخابات السابقة وبغية تحليل الواقع السياسي والإنتخابي لا بد من التذكير انه وفي إنتخابات 2005 كانت نسبة التصويت السني بحوالي 58.7%  حصلت لائحة المستقبل يومها على 75.5%  من اصوات السنة بينما لم تحصل لائحة المعارضة على اكثر من 12%.

اما نسبة التصويت الشيعي فبلغت 53%  حصلت يومها لائحة سكاف على 30.7% فقط من اصوات المقترعين بينما حصلت لائحة المستقبل على 48% نتيجة للحلف الرباعي الذي جمع حزب الله وحركة امل مع تيار المستقبل .

اما نسبة المقترعين الأرمن فبلغت 28% فقط صوتتّ بمجملها للائحة سكاف بكاملها بإستثناء فؤاد الترك الذي استبدلته بنقولا فتوش الأمر الذي ادى إلى إختراق لائحة الكتلة الشعبية برئاسة سكاف .

 

 

 

إنطلاقاً مما تقدمّ وبناء على الواقع السياسي الحالي وتموضع القوى السياسية الجديد ودفن الحلف الرباعي لا بدّ من إبداء الملاحظات التالية  لاسيما وإن المعركة الحالية ليست بسهلة وستشهد منافسة حامية بين اللائحتين :

1-    ففي حال بقاء   نسبة التصويت عند الأطراف الإسلامية  على حالها من المرجحّ ان تستفيد كتلة سكاف من النسبة الأكبر من اصوات الشيعة لتصل لغاية 80% من اصوات المقترعين بعكس المرة السابقة بحيث حصلت لائحة المستقبل على النسبة الاكبر.

2-    بالنسبة للتصويت السني من الضروري  والمطلوب ان ترتفع نسبة الأصوات السنية التي صوتت للائحة سكاف في المرة السابقة من 12 إلى 20% كحدّ ادنى .

3-    بالنسبة للأرمن يتوقعّ ان تبقى نسبة 90% من المقترعين لصالح كتلة سكاف لاسيما وان الطاشناق اليوم على علاقة ممتازة وحلف سياسي وإنتخابي مع التيار الوطني ومن المفترض والضروري ان ترتفع نسبة التصويت الأرمني من 28% إلى حد ادنى لا يقل عن 40% من مجموع الناخبين الأرمن لتشكل عاملاً  إضافياً مساهماً في إنتصار  للائحة المعارضة .

 

بالإستناد إلى الواقع الإنتخابي الإسلامي والارمني والذي يظهر تقدماً بسيطاً للائحة الموالاة او المستقبل إلا ان النتائج الاساسية تتوقف على اصوات الناخبين المسيحيين غير الأرمن والتي يتوجبّ على التيار الوطني الحر والنائب الياس سكاف إستقطابها بكافة الوسائل لأن الحصول على اقل من 60% من اصوات الناخبين المسيحيين وتدني نسبة الإقتراع الأرمنية قد يصيب لائحة المعارضة بالنكسة.

إذاّ وبغية الفوز  على لائحة المعارضة ان تحصل على النسبة الأكبر من اصوات الشيعة وعلى ما لا يقلّ عن 20% من اصوات السنة كما من الضروري ان يتخطى التصويت الأرمني نسبة 28% بكثير ومن المطلوب ايضاً الحصول على ما يتراوح بين 55 او 60%  من اصوات الميسيحيين كحدّ ادنى .

 

اما في الأسماء فمن المتوقعّ ان تبقي المعارضة على العناصر الموجودة مع ترك الخيار لحزب الطاشناق بإختيار مرشحه ، والغير واضح هو مصير عاصم عراجي الذي يحتلّ المقعد السنيّ اما بالنسبة لفؤاد الترك فسيعود إلى اللائحة للثأر إذا صحّ القول .

 

اما في المقلب الأخر فتسعى الموالاة وتيار المستقبل تحديداً لدعم لائحة الوزير والنائب السابق محسن دلول التي تضمّ بالإضافة اليه نقولا فتوشّ وايلي ماروني وميشال اليان نقيب المحامين السابق والمحافظ السابق نقولا سابا والعمل ما زال جارياً بالتنسيق مع القوات وتيار المستقبل لإكمال اللائحة مع إمكانية ترك المقعد الكاثوليكي الثاني لصالح سكاف .

 

خلاصة القول ، المعركة ًحساسّة جداً  ، ومن المرجحّ ان تفوز لائحة المعارضة إلا ان الأرقام متقاربة جداً وعلى التيار الوطني والوزير سكاف ان يسعوا جاهدين للحصول على اكبر نسبة إقتراع وتأييد مسيحي ، لأن لائحة الموالاة تعتمد على  الكتلة السنية التي تشكلّ حوالي ربع الناخبين أي 25%  مضافاً اليها حوالي 40% من الأصوات المسيحة  والتي تتساوى تقريباً مع لائحة المعارضة التي تعتمد على الكتلة الناخبة الشيعية التي تشكلّ حوالي 15% من اصوات الناخبين مضافاً اليها 55% من الأصوات المسيحية المعارضة.

 

قبل النهاية وعلى الصعيد الشخصي اعتبر ان المعركة هذه المرة اسهل من الدورة السابقة إنطلاقاً من التموضع الإنتخابي للقوى ، فالكتلة الشيعية صوتت في الدورة السابقة بأغلبيتها لكتلة المستقبل نتيجة الحلف الرباعي اما اليوم فمن المتوقع ان تعطي اصواتها لكتلة سكاف والتيار العوني ، بالنسبة للكتلة الأرمنية ونتيجة تمتين العلاقة بين الأرمن والتيار الوطني من المتوقع ايضاً ان تزداد نسبة التصويت الأرمني من 28% إلى 40% كحدّ ادنى.

بالنسبة للكتلة السنية لقد صوتت بنسبة 57% في المرة السابقة ومن المتوقع ان لا تزيد عن 60% هذه المرة الأمر الذي لن يؤثر بشكل كبير على اللائحة المنافسة.

بالنسبة للأصوات المسيحية فلنفترض ان كتلة سكاف – عون قد خسرت جزءاً من الأصوات التي حصلت عليها في الدورة السابقة وهذا للإفتراض فقط ستعوضّه من زيادة الأصوات الشيعية ونسبة التصويت الأرمني الذي من المتوقعّ ان يرتفع .

 

في الختام وكما ذكرنا سابقاً يتوقعّ الفوز للائحة المعارضة ومن شبه المؤكد حصولها على اربعة إلى خمسة مقاعد على الأقل  ، إلا ان لا شيئ في السياسة مستحيل وفي النهاية نتمنى  للجميع ان لا تجري رياح الصناديق بما لا تشتهي سفن المرشحينّ .