التوقعات الإنتخابية للعام 2009

دراسة تفصيلية عن التوقعّات الإنتخابية للعام2009

 

الحلقة الثالثة : محافظة البقاع

10 مقاعد محسومة للمعارضة في بعلبك الهرمل مقابل منافسة حادة على 6 مقاعد في البقاع الغربي مرجحّة للموالاة و7 مقاعد مفترضة للمعارضة في زحلة

 الجزء الثاني : دائرة البقاع الغربي

 دائرة البقاع الغربي – راشيا:

( تنوعّ طائفي وتنوعّ سياسي  )

 

إن الموزاييك الطائفي والسياسي في دائرة البقاع الغربي - راشياّ يظهر الصورة المصّغرة عن الخارطة اللبنانية برمتها فكل الطوائف متواجدة وكل التيارات السياسية على حدّ سواء ، وبالتالي تشكل هذه الدائرة مثالاًً للعيش المشترك  ونموذجاً  للواقع السياسي والطائفي اللبناني بكل اطيافه .

 

بالنسبة للتوزيع الطائفي فيشكلّ السنة النسبة الأكبر التي تبلغ 46% من مجموع الناخبين ، تليها الكتلة الناخبة المسيحيةّ التي تشكل حوالي 25% ، فالدروز الذي يشكلوّن 15% اما الشيعة فيشكلونّ 14%.

 

اما بالنسبة للتوزيع السياسي فتيار المستقبل حاضر بقوة ، كذلك حزب الله وحركة امل فالتيار الوطني والحزب الإشتراكي والقوات والشيوعيون بحيث إستطاع فاروق دحروج في الدورة السابق ان يحصل على رقم لا يستهان به .

إستناداً إلى نتائج العام 2005 إستطاعت لائحة المستقبل ان تفوز نتيجة للحلف الرباعي الذي إنهار اليوم ، بالإضافة إلى عدم توافق المعارضة على لائحة واحدة فتشكلت لائحتين غير مكتملتين تنافست فيما بينها وادتّ إلى تشرذم الأصوات المعارضة لصالح الموالاة ولو إتحدتا لكانت إمكانية الخرق ممكنة.

بالنسبة للواقع السياسي اليوم يفترض ان يكون التحالف سنياً درزياً مقابل تحالف مسيحي شيعي إذا صحّ القول فيتحققّ التوازن تقريباً. وبالتالي إذا جمعنا الأصوات الموالية فنحصل على 60% من مجموع الناخبين بينما تكون نسبة الأصوات المعارضة حوالي 40% تقريباً.

 

انطلاقاً مما تقدمّ يفترض فوز الموالاة او تيار المستقبل ، إلا اننا لا يمكن ان نغفل ان الكتلة السنية لا تصبّ بغالبيتها لتيار المستقبل فللوزير السابق عبد الرحيم مراد حيثيته التي لا يستهان بها ، والأمر سيان بالنسبة للنائب السابق فيصل الداوود وبالتالي يكفي لهذين الزعيمين ان ينتزعا فقط 20% إلى 30 % من الأصوات السنية الدرزية لصالح لائحتهم لكي يصبح الخرق ممكناً وبالتالي تصبح نسبة الأصوات المقدرّة لكلتا اللائحتين 50% تقريباً. هذا في حال كانت نسبة التصويت المسيحي بمستوى تصويت باقي الطوائف لأنه في الدورة السابقة لم يتخطى 29% بينما كان التصويت السني 45.2% والدرزي 57.8% والشيعي 55.8% 0

هذا مع الإشارة ان الأصوات التي من الممكن ان تخسرها لائحة المعارضة او الكتلة المسيحية الشيعية اقل بكثير من الأصوات التي سيستقطبها الداوود  - مراد.

 

إذا إذا كان المعارضة الشيعية والمسيحية ستعطيان اللائحة حوالي 60 إلى 70% من ال؟أصوات العائدة لطوائفهما فعلى المعارضة السنية الدرزية ان تؤمن حوالي 30% من اصوات ناخبي  طوائفهما ليحصل الخرق كما يكفي للائحة الموالاة ان تحصل على 30% من اصوات المعارضة المسيحية الشيعية لكي تضمن الفوز .

 

اما لجهة تأليف اللوائح يفترض ان تضمّ لائحة المستقبل كل من روبير غانم الماروني واديب الفرزلي او انطوان سعد عن المقعد الأرثوذكسي إضافة إلى وائل ابو فاعور عن المقعد الدرزي ومرشح من ال القادري عن المقعد السني الأول مع الإحتفاظ بالمقعد الثاني لجمال الجراح او أي مرشح يعينه تيار المستقبل والمرشحون كثر .اما بالنسبة للمقعد الشيعي لم يحكى عن أي جديد بإنتظار أي مقايضة قد تطرأ.

 

اما بالنسبة للائحة المعارضة فمن المؤكد ان تتوحدّ اللائحتين برئاسة عبد الرحيم مراد عن المقعد السني الأول وإيلي الفرزلي وفيصل الداوود اما بالنسبة للمقعد الشيعي فالقرار لم يتخذ بعد ، فعبد الرحيم مراد على علاقة جيدة بمحمود ابو حمدان ، إلأ ان الكلمة لتحالف امل حزب الله الذي من المستبعد  ان يوافق ، كما يمكن ان يبقي المقعد لناصر نصرالله عضو اللائحة المنافسة في الإنتخابات الماضية  او قد يلجأ إلى تعيين أي مرشحّ اخر .

اما المقعد الماروني فمن المرجّح ان يحتله هنري شديد المدعوم من التيار الوطني الحر ، فيبقى المقعد السني الأخر موضوع نقاش بإنتظار التطورات السياسية والإنتخابية المقبلة  إذ يحكى ان يكون للحزب الشيوعي الممثل بفاروق دحروج او محمد قرعاوي ابن القرعون .

 

في الخلاصة اعتقد ان معركة البقاع الغربي راشيا هي من المعارك الأعنف في دورة 2009 بالإضافة إلى بيروت الأولى وزحلة والبترون والكورة ، فمن المرجحّ ان تخترق المعارضة او تفوز بالرغم من ان الدفةّ تميل لصالح الموالاة فالإعتماد على نسبة الأصوات السنية والدرزية التي ستحصل عليها لائحة المعارضة.

كما لا يمكن ان ننكر ان العامل الشخصي والعائلي لبعض المرشحين يلعب دوراً بارزاً في العملية الإنتخابية ويتعالى عن التحالفات السياسية الأمر الذي يبشرّ بالتشطيب ويجعل من اللوائح لوائح مفتوحة على كافة الإحتمالات الأمر الذي يستبعد فوز أي لائحة بكاملها .

 

 

خلاصة :

 

أخيراً وبناء على ما تقدمّ اعلاه يتوقعّ حصول كل من  المعارضة وفريق 14 اذار على المقاعد التالية :

 

اولاً بالنسبة للمعارضة هناك 10 مقاعد محسومة في بعلبك الهرمل مع 7 مقاعد مرجحّة في زحلة والتي  من الممكن ان يتمّ خرقها  من قبل لائحة السلطة ، كما هناك إمكانية لخرق لائحة المستقبل في البقاع الغربي راشيا..

 

ثانياً بالنسبة لتيار المستقبل  وحلفائه فمن المرجحّ الحصول على اغلبية المقاعد في البقاع الغربي راشيا دون إستبعاد إمكانية الخرق من اللائحة المنافسة ، كما يمكن حصول خروقات في لائحة المعارضة في زحلة ، إلأ ان الكلمة الفصل تعود للصناديق وحدها فالشعب هو مصدر السلطات وله القرار اولاً واخراً .