مع نمو قواعد مستخدمي الكومبيوتر والانترنت

كشف تقرير حديث بعنوان "مجرمو الانترنت" أن عام 2008 شهد تطوير ونشر برمجيات خبيثة وفيروسات غير مسبوقة. ويضيف التقرير، الذي صدر عن إحدى شركات البرمجيات التي تحضّر برامج مضادة للفيروسات، أن ناشري الفيروسات واصلوا العمل بسرعة خاطفة بُغية تطوير برمجياتهم ونشرها بمجرّد اكتشافهم لثغر على الانترنت يمكن اختراقها. ويؤكد الباحثون الذين اعدوا التقرير أنهم شهدوا ورصدوا السنة الماضية كميةً غير مسبوقة من البرمجيات الخبيثة التي يمكنها اختراق الأماكن غير الحصينة. ويعتقد خبراء صناعة الحلول الأمنية أن الوسائل التقليدية للحماية من البرمجيات والهجمات الخبيثة لم تكن كافيةً.
الأسبوع الماضي نشرنا الجزء الأول من هذا التقرير، اليوم ننشر الجزء الثاني والأخير.
يتوقع أن يشهد النصف الثاني من السنة الحالية زيادةً لافتةً في هجمات البرمجيات الخبيثة المصمَّمة للمطالبة بفدية. ومن المتوقع أن تستهدف هذه الهجمات الشركات الصغيرة والمتوسطة، لا المستخدمين المنزليين. وفي هذا الإطار، تكون الشركات ذات الموازنات المحدودة عرضةً لمثل هذه الهجمات ومن ثمَّ مطالبتها بفدية ضخمة. ويختار مجرمو الإنترنت الشركات الصغيرة والمتوسطة لأنها تملك الأموال الكافية التي يمكن ابتزازها من جهة، ولأنها لن تحتملَ كارثةً تقنيةً تلحق أضراراً بالغةً ببنيتها التحتية التقنية أو تعطِّل شبكتها
لفترات طويلة ومتكررة.

http://www.annahar.com/content.php?priority=1&table=takreer&type=takreer&day=Wed

إستهداف "ماكنتوش"

ويضيف التقرير أن كومبيوتر "ماكنتوش" يسجّل انتشارا متزايدا حول العالم. وهذه الكومبيوترات أكثر عرضة لهجومات الفيروسات لأنها أكثر ضعفا من غيرها، كونها ليست مزوَّدة عادة برمجيات مكافحة الفيروسات. وشكَّلت الرسائل المتطفلة مصدرَ البرمجيات الخبيثة التي استهدفت مستخدمي كومبيوترات "ماكنتوش" أخيراً، والتي تخفَّت في شكل مواد فيديوية تنشر نفسها بنفسها. وعندما ينقر المستخدمون على الوصلة المتضمَّنة في الرسالة المتطفلة لشاهدة المادة الفيديوية، فإنَّ الكومبيوتر يُصاب ببرمجيات خبيثة. ويتوقع خبراء "تريند مايكرو" أن تزداد التهديدات التي تعتمد على مناطق غير محصَّنة في نظم التشغيل البديلة، ولاسيَّما مع انتشار نظام التشغيل "لينوكس" الذي اقترن بانتشار "كومبيوترات النت".

مايكروسوفت هدف دائم

وبحسب التقرير أيضا، ستبقى برمجيات "مايكروسوفت" وحلولها الهدف الأول والمفضَّل لمطوِّري البرمجيات الخبيثة. ومن المتوقع أن يتصيَّد مجرمو الإنترنت أيَّ مناطق غير محصَّنة ضمن نظام التشغيل "ويندوز 7" أو حلول "مايكروسوفت سيرفس" أو "مايكروسوفت سيلفرلايت" أو "مايكروسوفت أزور". وسيواصل مجرمو الإنترنت تطبيق منهجية أكثر احترافية في توقيت هجماتهم لتعطيل الجدول الزمني الشهري لتحديثات "مايكروسوفت".
كما يتوقع خبراء الحلول الأمنية أن نشهدَ في المرحلة المقبلة "حروب الفيروسات" و"حروب الديدان" وغيرها، بسبب ازدياد المنافسة واحتدادها بين عصابات الإنترنت الساعية إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية من أعمال الاحتيال والتحايل. وكذلك بسبب تقلُّص نطاق عصابات الإنترنت وتطوُّر الحلول الأمنية. وبحسب التقرير أيضا، من المتوقع أن نشهد هذه السنة تنافساً متنامياً بين مجرمي الإنترنت في أوروبا الشرقية والصين ممَّن سيتنافسون لشنِّ هجمات استباقية تخترق المناطق الشبكية والإنترنتية غير المنيعة لتحقيق أكبر مكاسب مادية ممكنة قبل الطرف الآخر.
ويتوقع الخبراء ان تتركز التهديدات التي نواجهها في العالم الافتراضي، مثل Second life وسواه من العوالم الإفتراضية. إذ يحتاج مجرمو الإنترنت إلى أكبر عدد من الضحايا لنشر برمجياتهم الخبيثة، لذا فهم يتصيَّدون اليوم ضحاياهم في العوالم الافتراضية، ومنهم لاعبو ألعاب الإنترنت، وخصوصاً في القارة الآسيوية التي تلقى فيها مثل هذه الألعاب شعبيةً واسعةً. كما يتوقع الخبراء أن تزداد هجمات البرمجيات الخبيثة الهادفة إلى سرقة المعلومات ذات الطبيعة الحساسة، مثل المعلومات المصرفية والبطاقات الائتمانية وكلمة السر الخاصة بالمواقع المصرفية وغيرها. كما تشهد البرمجيات "المارقة" ازدهاراً لافتاً بين مجرمي الإنترنت، وكذلك مواقع المزايدة على البرمجيات الخبيثة.

الحاجة الى رادع

يُذكر أن عدداً محدوداً من دول العالم تطبِّق قوانين في مواجهة حالات الاجرام الرقمي، الأمر الذي يجعل خبراء الإنترنت يتوقعون ازدياد الجريمة الرقمية ووقوع أعداد ضخمة من مستخدمي الإنترنت كضحايا خلال السنة الحالية. ووفقاً لتقرير "مركز بحوث سرقة الهوية" ITRC بلغت حالات الإبلاغ عن سرقة بيانات شخصية مستويات قياسية في العام 2008.
وتورد تقارير المؤسسات البحثية المتخصصة أن 95 في المئة من الرسائل الإلكترونية التي تجوب العالم يومياً هي رسائل متطفلة. ويبلغ عدد الرسائل المتطفلة، التي ترسلها كومبيوترات مخترفة في العادة، زهاء 115 مليار رسالة يومياً، وذلك بعدما بلغ عددها زهاء 75 مليار رسالة في الفترة بين عامي 2005 و 2006. ويحرص مجرمو الإنترنت على إرسال أضخم كمية ممكنة من الرسائل المتطفلة المصمَّمة بطريقة احترافية من أجل زيادة فرص فتح تلك الرسائل من أكبر عدد ممكن من المستخدمين.