عندما يبكي الوزير في العلن

عندما يبكي الوزير في العلن

جو معلوف
البلد


توفيق ابراهيم شاب لبناني تــخــرج فــي 11 تموز من جامعة اللويزة وغـــــادر حــفــل الــتــخــرج في اتجاه جبيل يقود سيارته دون ان يعلم ان وقته حان وانه للاسف ســوف يتعرض لحادث سير مميت.

هــذا الــحــادث كــان ليمر مــرور الكرام لولا فرار مسببه، ولولا سقوط اللوحة وهي تحمل رقم "221851" مسجلة فــي قطر. ترجل سائق جيب الـــ "بــورش" وشاهد توفيق يــفــارق الحياة. فــي هــذه الاثناﺀ اتصل مواطنان بعمليات جونيه الاول بلغ بالحادث، والثاني حاول منع القطري من المغادرة علما ان اسمي الشاهدين لم يدونا في محضر التحقيق. واتصل مسبب الحادث بصديق لبناني صاحب محطة بنزين وعــده بانه سوف يهتم بكل شيﺀ فغادر القطري ومن كان معه بكل برودة أعصاب دون الشعور بذرة مسؤولية تجاه الشاب الممدد على الارض.

وصــل الصليب الاحــمــر وكــان توفيق لا يــزال يلتقط انفاسه الاخيرة فتم نقله الى المستشفى ليفارق بعدها الحياة. علما ان سرية جونيه تبعد دقائق فقط عن مكان الحادث وان احدا لم يصل من القوى الامنية الا بعد نصف ساعة اي بعد ما ضرب من ضرب وهرب من هرب... وبــدأ التحقيق.

وارسلت السرية برقية الى الجمارك اللبنانية تطلب الافادة عن تفاصيل صاحب اللوحة القطرية وعنوانه وللاسف لم ترسل الجمارك اجابة شفافة وواضحة حتى كتابة هذه السطور.

   اتصل اهل الفقيد بالوزير بارود طالبين منه التدخل الفوري لايجاد الفاعل وبما ان افـــادة الجمارك لم تتضمن اســم مالك السيارة ومحضر القوى الامنية لم يكن اكتمل، لم يتحرك بارود كونه لا يملك معطيات. وبعد ايام استطاع اهل الفقيد الحصول على اسم مالك السيارة من مصدر في قطر وسلم الاسم الى بارود الذي طلب وضع الاسم على قائمة الممنوعين من السفر في المطار وعلى الحدود والاسم لم يوضع الا بعد ساعات وبــعــد الاتــصــال بــمــراجــع امنية وقضائية.

المهم ان الفاعل هرب والسيارة المسببة للحادث اختفت واداﺀ الاجهزة الامنية لم يكن بالمستوى المطلوب ما اضطرني اللجوﺀ الى الضغط على كل الاجهزة المقصرة عبر برنامجي التلفزيوني وتحميل المسؤولية لــلــوزيــر بـــارود الــذي اتصل مستنكرا وكنت آنذاك ازور العائلة المفجوعة فتحدث الوزير مع والــدة توفيق ووعدها بايجاد الفاعل مهما كلف الامر واعلمنا انه سوف يكون معنا في اليوم التالي في جامعة سيدة اللويزه ليشارك الاهــل القداس عن روح الفقيد. وقبل اقفال الخط قال الوزير بالحرف "رح جيب الفاعل حتى لو كان عالقمر".

بعد انهاﺀ المكالمة بساعات قليلة اعلمنا الوزير بــارود انهم وجدوا السيارة القطرية في فيلا في ادما وانها اصبحت في حوزة مفرزة جونيه.

في اليوم التالي توجهنا الى جامعة اللويزة "العائلة, اصدقاﺀ ورفــــاق تــوفــيــق, والــقــيــمــون على الــجــامــعــة "ووصـــل الــوزيــر بـــارود وشاركنا القداس وعندما قدمت ادارة الجامعة شهادة توفيق لاهله انهمرت دمــوع بــارود الــذي تأثر بالمشهد المؤلم، وبعدها تقبل التعازي الى جانب الام المفجوعة والاب الذي كان يبكي كالطفل.

واطلعنا الوزير بكل المستجدات وبــاتــصــالاتــه بالقضاﺀ المختص وبوزير الداخلية القطري ووعدنا انه لن ينام لحين معاقبة الفاعل.

وتـــبـــقـــى اســـئـــلـــة بـــرســـم الــمــعــنــيــيــن... لــمــاذا لا تشكل لجنة خبراﺀ سير وعــدم السماح بالتلاعب بــالــتــقــاريــر خصوصا ان شــركــة الــتــأمــيــن كــانــت منذ اليوم الاول على اتصال بمحامي الهارب وصاحب السيارة وعلى علم بمكانها في ادما ولم تسلم المعلومات للاجهزة المختصة.

ولـــمـــاذا لا يــتــم الاســتــمــاع الــى الــشــاهــديــن الــلــبــنــانــيــيــن لانــه وبحسب روايــة الطرف القطري السائق يدعى "خالد" وهو قريب صاحب السيارة.