مقارنة بنتائج الانتخابات البلدية والنيابية

ستشكّل الانتخابات البلدية لسنة 2010 الحدث الأبرز سياسياً، وكما هي العادة فإن الأنظار تتجه دوماً الى المناطق المسيحية حيث النزاعات لا ترسو على برّ. وعلى غرار الانتخابات النيابية يبدو من جولة «بانورامية» سريعة على أبرز المدن المسيحية من الشمال الى الجنوب، أن المعارك البلدية التي ستدور رحاها هناك ستكون حامية في معظمها، ولن تكون ائتلافات أو تحالفات بين القوى المتصارعة، وأن السياسة ستتسلل أيضاً الى العائلات المنقسمة بدورها بين فريق وآخر.  تقدّم «السفير» صورة موجزة، عن أبرز البلديات المسيحية مذكرة بنتائج الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2004 والانتخابات النيابية عام 2009 في كلّ منها، وهي مؤشر هام على مزاج المعارك البلدية والاختيارية القادمة. أما الأرقام فمستقاة من مكتب «الإحصاء والتوثيق»، وبالطبع فإن الحديث هنا يدور عن البلدات بحد ذاتها وليس عن القضاء. هل ستكون المعارك سياسية أم عائلية؟ يقول الخبير الانتخابي ومدير مكتب «الإحصاء والتوثيق» كمال فغالي: «طبيعة المعارك ستكون مختلطة وبحسب المناطق، لكن طابعها السياسي سيكون حاسماً في مدن مثل زحلة، أما في بقية المناطق فستكون مختلطة بين سياسية وعائلية مع غلبة للطابع الأول».
البلديات الأبرز مسيحياً هي: القبيات، رحبة، زغرتا، شكا، البترون، عمشيت، جبيل، جونيه، الجديدة – البوشرية - سدّ البوشرية، سن الفيل، الحدث، الشياح، بحمدون، الدامور، دير القمر، جزين وزحلة.

الشمال
في القبيات، وهي بلدة مخايل الضاهر وهادي حبيش، ستدور معركة شرسة حيث كان الفارق في الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2004 بين أول الرابحين وآخر الخاسرين 16 صوتاً، ما يعني أن المنافسة كانت شديدة، إذ راوحت أصوات الفائزين بين 2350 و2050 صوتاً، والخاسرين بين 2034 و1800 صوت، وفي الانتخابات النيابية 2009 بلغ متوسط لائحة المعارضة 2370 صوتَا بنسبة 56.8 في المئة ومتوسط لائحة الموالاة 1929 صوتاً بنسبة 46.2 في المئة.
في رحبة، وهي بلدة النائب السابق عبد الله حنّا، كانت المنافسة قوية أيضاً في الانتخابات البلدية 2004، إذ بلغ الفارق بين آخر الرابحين وأول الخاسرين 3 أصوات، وراوحت الأصوات عند الرابحين بين 1398 و1184 صوتاً، ولدى الخاسرين 1181 و1016 صوتاً. أما في نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة فقد نالت المعارضة 60,1 في المئة والموالاة 27,9 في المئة.
مدينة زغرتا محسومة للنائب سليمان فرنجية، ففي الانتخابات البلدية الأخيرة كان الفارق بين آخر الرابحين وأول الخاسرين 3083 صوتاً بنسبة 36 في المئة، وفي الانتخابات النيابية أخيراً نالت المعارضة 65,4 في المئة والموالاة 29,2 في المئة ما يعني ألا معركة حقيقية في زغرتا.
أميون هي بلدة النائب السابق سليم سعادة، ومركز القضاء. في الانتخابات البلدية عام 2004 فازت المعارضة. في الانتخابات النيابية أخيراً نالت المعارضة 69,9 في المئة، والموالاة 22,3 في المئة ما يعني ألا معركة حقيقية في أميون.
في أنفة قرية النائب فريد مكاري لم تحصل فيها معركة في الانتخابات البلدية الماضية، وفي الانتخابات النيابية الأخيرة نالت الموالاة 60,4 في المئة، والمعارضة 35,4 في المئة ما يعني أن المعركة ستغيب أيضاً عن الانتخابات البلدية عام 2010.
كوسبا، بلدة آل غصن وفريد حبيب، دارت معركة انتخابية قوية وبلغ الفارق بين أول الرابحين وآخر الخاسرين 12 صوتاً وراوحت الأصوات بين 911 للرابحين و769 وللخاسرين بين 757 و637. في الانتخابات النيابية الأخيرة نالت الموالاة 50.3 في المئة (918)، والمعارضة 46 في المئة (1003
في شكا، بلغ الفارق في الانتخابات البلدية عام 2004 بين الرابح الأخير والخاسر الأول 186 صوتاً. في الانتخابات النيابية الأخيرة نالت الموالاة 57.8 في المئة (1547)، والمعارضة 39.5 في المئة (1057
في البترون، مدينة الوزير جبران باسيل، كان الفارق بين الخاسر الأول والرابح الأخير عام 2004، 4 أصوات. أمّا اليوم فإن خصمي الأمس في انتخابات عام 2004 هما حليفان، إلا أن المعركة التي ستدور رحاها في البترون شبه محسومة للمعارضة إذا أخذ بعين الاعتبار نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث نالت الموالاة في المدينة 29.9 في المئة 977)، والمعارضة 64.7 في المئة 2115

جبيل
عمشيت، بلدة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب وليد الخوري والمستشار الرئاسي النائب السابق ناظم الخوري، كان الفارق في الانتخابات البلدية الأخيرة بين آخر الخاسرين وأول الرابحين 130 صوتاً وكان الفارق بين أول الرابحين وأول الخاسرين 691 صوتاً. بينما في الانتخابات النيابية الأخيرة نالت المعارضة في عمشيت 50,3 في المئة والموالاة 47,1 في المئة.
جبيل مدينة، جان لوي قرداحي وآل الحواط، نالت المعارضة في الانتخابات النيابية الأخيرة 54,9 في المئة والموالاة 42,5 في المئة، أما بالنسبة الى البلدية فيبدو أيضاً أن خصوم الأمس هم حلفاء اليوم. في الانتخابات البلدية الماضية جاءت النتائج متساوية، فازت اللائحة المدعومة من الوزير السابق جان لوي قرداحي بـ7 أعضاء وربح خصومه 8 مقاعد، اليوم ثمة تحالف بين الطرفين في مقابل ترشح عتيد لزياد الحواط.

كسروان
في كسروان، الأبرز مدينة جونيه، حيث كانت نتائج الانتخابات البلدية عام 2004 متقاربة، الفارق اليوم أنه في الانتخابات النيابية كان الخصمان الرئيسيان متحالفان، أي فريد هيكل الخازن ومنصور البون وفارس بويز، وكانت النتائج متقاربة حتى بلغ الفارق 13 صوتاً في صربا و178 صوتاً في حارة صخر و227 صوتاً في ساحل علما و87 صوتاً في غادير
في الانتخابات النيابية الأخيرة نالت المعارضة 47.4 في المئة (4637) والموالاة 48.7 في المئة (4767

المتنان
في المتن، الأبرز بلدية البوشرية الجديدة سد البوشرية وهي منطقة آل كنعان، هناك يبدو الائتلاف صعباً. كان الفارق في الانتخابات البلدية كبيراً بين لائحة ميشال المرّ وخصومه، وبلغ الفارق في الجديدة بين الرابح الأخير والخاسر الأول 2027 صوتاً، في البوشرية 1997 وفي السّد 2416 صوتاً.
في الانتخابات النيابية الأخيرة حازت الموالاة على 50 في المئة من الأصوات والمعارضة على 46,7 في المئة ما يؤشر الى حظوظ أكبر لتحالف الموالاة/ المرّ.
في سن الفيل سيصعب الائتلاف أيضاً، كان الفارق بين الأخير والأول 29 صوتاً، أما في الانتخابات النيابية الأخيرة، فقد نالت المعارضة 49,6 في المئة والموالاة 47,2 في المئة.
في المتن الجنوبي،في بعبدا مركز القضاء ومحافظة جبل لبنان في الانتخابات النيابية الأخيرة نالت الموالاة 51,2 في المئة والمعارضة 44,3 في المئة، وفي فرن الشباك نالت الموالاة 51,6 في المئة والمعارضة 44,8 في المئة.
أما في الشياح فقد نالت الموالاة 54.5 في المئة والمعارضة 42,2 في المئة.
وفي الحدث نالت الموالاة 40,4 في المئة والمعارضة 54,7 في المئة.
يصعب الائتلاف في الكحالة، وقد نالت المعارضة في الانتخابات النيابية الأخيرة 62,8 في المئة والموالاة 31,7 في المئة.
وفي بحمدون نالت المعارضة 48,1 في المئة مقابل 43,3 في المئة للموالاة.

الشوف
من المتوقع ان تدور معارك شرسة في بلديتي الدامور ودير القمر. ففي الدامور في الانتخابات البلدية عام 2004 كان الفارق بين آخر الرابحين وأول الخاسرين 1587 صوتاً، وفي الانتخابات النيابية الأخيرة نالت الموالاة 46,2 في المئة والمعارضة 44,8 في المئة.
أما في دير القمر فقد كان الفارق في الانتخابات البلدية عام 2004 بين آخر الرابحين وأول الخاسرين 54 صوتًا، وفي الانتخابات النيابية نالت المعارضة 43,5 في المئة والموالاة 40,8 في المئة.

الجنوب والبقاع
وبسبب قبول التحالفات في جزين، ستدور معركة شرسة. كان الفارق في الانتخابات الماضية 38 صوتاً، غير ان هذا الرقم لم يعد مؤشراً يعتدّ به.
فقد نالت لائحة التيار الوطني الحرّ في الانتخابات النيابية 46,9 في المئة فيما نالت لائحة الرئيس نبيه بري 28,2 في المئة ونالت لائحة الموالاة 19,7 في المئة وبالتالي فإن تحالفت قوى الموالاة مع النائب السابق سمير عازار فقد يشكل ذلك خطراً على لائحة المعارضة.
في قضاء زحلة، في مدينة زحلة كان الفارق في الانتخابات البلدية 19 صوتاً، في الانتخابات النيابيّة نالت المعارضة 48,4 في المئة والموالاة 48 في المئة ما يؤشر الى منافسة انتخابية شرسة. 

Marleine Khalifeh

Reference: Tayyar.Org