دراسة للهيئة الصحية الإسلامية عن نظافة المطاعم

دراسة للهيئة الصحية الإسلامية عن نظافة المطاعم في غياب الاهتمام الحكومي: 87 ٪ يتركون الطعام المطهو خارج الثلاجة، و72 ٪ يغسلون أيديهم فقط بالماء
زينب ياغي

دراسة للهيئة الصحية الإسلامية عن نظافة المطاعم في غياب الاهتمام الحكومي: 87 ٪ يتركون الطعام المطهو خارج الثلاجة، و72 ٪ يغسلون أيديهم فقط بالماء
زينب ياغي "السفير"


ليست مطاعم الضاحية الجنوبية على لائحة الاهتمام والرقابة الحكومية الصحية، على الرغم من تزايد عددها، وانتشارها في جميع الأحياء تقريبا.
لا تزال وزارة الصحة غير معنية بها حتى اليوم، إلا في حال حصول تسمم غذائي يطال مجموعة أفراد تناولوا الغذاء نفسه، ولا وزارة الاقتصاد، إلا في حال ورود شكوى من مخالفة خاصة بعدم صلاحية غذاء معين.
يعود السبب لدى وزارة الصحة إلى النقص في عدد المراقبين الصحيين، وعدم توظيف مراقبين في أشد المسائل حيوية وضرورية، وهي السلامة الغذائية، تحت عنوان قرار الحكومة بوقف التوظيف، كما يؤكد رئيس مصلحة الصحة في جبل لبنان ميشال كفوري. وبناء عليه هناك خمسة مراقبين فقط في قضاء بعبدا الذي يمتد من الجناح حتى حمانا، ومن ضمنه الضاحية.
وقد قامت الهيئة الصحية الإسلامية مؤخرا بمحاولة لسد النقص في الاهتمام، وإن جزئياً، وأجرت دراسة خضع بموجبها عدد من مطاعم الضاحية، للمرة الأولى منذ إقامتها، لعملية استطلاع، تناولت مدى توافر شروط السلامة الغذائية فيها.
وشملت الدراسة، كما أوضحت إحدى المتابعات لها زينب صباغ، واحدا وستين مطعما، توزعت بين منطقتي حارة حريك وبئر العبد، وأوتوستراد السيد هادي نصر الله، وقد جرى اختيار المطاعم كعينات عشوائية، لأن الهيئة لم تستطع إجراء عملية إحصاء شاملة للمطاعم، نظرا لعددها الكبير، إذ تبين لدى البدء بإحصائها أن هناك واحدا وسبعين مطعما فقط في نطاق بلدية الغبيري.
استندت الدراسة إلى استمارة أعدتها متخصصة بالصحة الوبائية من الجامعة الأميركية في بيروت تدعى رنا بشير، ومولت منظمة الصحة العالمية جزءاً من تكاليف المشروع، كونه يدخل ضمن معاييرها المعتمدة لتوافر الشروط الصحية في المطاعم، فيما جرى التنسيق جزئيا مع بلديتي المنطقتين.
كان الهدف هو الحصول على صورة عامة عن مستوى النظافة في المطاعم، يتناول نظافة العاملين فيها ومدى التزامهم بالشروط الصحية لإعداد الأطعمة وكيفية تخزينها وحفظها أو غسلها، كذلك كيفية تنظيف الغرف والمساحات التي تستخدم لاستلام الأطعمة وإعدادها أو تخزينها.
وتقول صباغ إن المشروع لم يشمل فحص نوعية المواد الغذائية التي تعد في المطاعم، لأن ذلك يستدعي التعامل مع مختبرات خاصة بفحص المواد الغذائية، وتلك من مهمة البلديات، أو الوزارات المعنية، وليست من مهمة مؤسسة أهلية، موضحة في ذلك الإطار أن هناك نوعين من للدراسات، إما تدخلي إجرائي، وإما معرفي.
وقد أمكن من خلال الدراسة الوصول إلى تصور حول الشروط الغذائية في المطاعم حتى لو كانت إجابات بعض العاملين غير صحيحة، وتبين بموجبها أن النسبة الأكبر من أعمار العاملين في المطاعم، تتراوح بين ثلاثين وأربعين عاما، وبلغت خمسة وثلاثين بالمئة، يليها نسبة العاملين من أعمار تتراوح بين تسعة عشر وتسعة وعشرين عاما وبلغت واحدا وثلاثين بالمئة، وبلغت نسبة الذكور بين العاملين تسعين بالمئة والإناث عشرة بالمئة، أما نسبة حاملي الشهادت الفندقية فقد بلغت خمسين بالمئة.
وأظهرت الاستمارة أن نسبة الذين يغسلون أيديهم قبل تحضير الطعام وبعده 45 بالمئة، أي أقل من نصف العاملين، أما الذين يغسلون أيديهم بعد معالجة اللحوم البحرية فقد بلغت فقط 12 بالمئة، ونسبة الذين يغسلون أيديهم بالماء فقط من دون الصابون 72 بالمئة، وبالماء والصابون 28 بالمئة، والذين يفركون أيديهم تحت الماء الوقت اللازم وهو عشرون ثانية، فقد بلغت نسبتهم 39 بالمئة، يقابلها معرفة العاملين بضرورة غسل الأيدي بعد استعمال الحمام وبلغت 98 بالمئة، وبعد العطس واستخدام المحارم الورقية 80 بالمئة، وبعد رمي النفايات 93 بالمئة.
وتبين أن ثمانية بالمئة فقط من العاملين في المطاعم يعودون إلى منازلهم في الحالات المرضية، ونسبة الذين يتأكدون من أن لون عصارات اللحوم والدواجن لم يعد ورديا، أي أصبحت تالفة، 32 بالمئة، وبلغت نسبة المطاعم التي لا تستخدم ميزان الحرارة لقياس درجة حرارة الطعام خمسة وثمانين بالمئة، ونسبة الذين يتركون الأطعمة المطهوة في درجة حرارة الغرفة 87 بالمئة وهي كما هو معروف مسألة خطرة جدا تؤدي إلى تزايد البكتيريا في الأطعمة، لكن تلك المعلومة مجهولة لدى أصحاب المطاعم وأصحاب المنازل على السواء.
في المقابل بلغت نسبة الذين يحفظون الأطعمة لدى شرائها فورا في الثلاجات 87 بالمئة، والذين يحفظون الأطعمة السريعة الفساد في مبردات خاصة إذا طالت المسافة من مكان الشراء إلى المطعم ستة وتسعين بالمئة، ومن يضع البيض المكسور سابقاً في صناعة المايونيز ثلاثين بالمئة، وكان التقدير أن النسبة أكبر، لأن البيض المكسور يستخدم بكثرة في صناعة المايونيز، لدى المطاعم، فيما بلغت نسبة الذين يغطون جروحهم بضمادات طبية 93 بالمئة، وبلغت نسبة الذين ينظفون طاولات وأطباق تحضير الطعام 49 بالمئة بعد استخدامها فورا، ومن يتخلصون من النفايات باستمرار 56 بالمئة.
تقول صباغ إن تلك النسبة تشير إلى مدى أهمية الانتباه للنظافة، وقد وُزّعت عينات من اللوازم الضرورية لصحة الغذاء في المطاعم، تضمنت قفازات نايلون ومراييل نايلون وأغطية للشعر.
أما النقطة الأهم في المشروع فهي إقامة ورشات تدريبية للعاملين في المطاعم، بعد إجراء الدراسة، من أجل توعيتهم وإرشادهم على كيفية القيام بعملهم، وسوف يجري من أجل ذلك إرسال رسائل إلى جميع المطاعم ومحال السناك للمشاركة في الدورات، وتبلغ مدة كل منها ثلاثة أيام يقوم بها اختصاصيون في التغذية والصحة البيئية والصحة العامة.
وتوضح أنه بعد التدريب سوف تتم متابعة العاملين، بالتنسيق مع البلديات، لمعرفة مدى استفادة المطاعم من الدورات، ومدى تطبيقها للمعايير الصحية، وربما ستوضع خطة تدخلية تقوم بها البلديات.
أما الخطوة التالية للهيئة الصحية فهي إقامة دراسة خاصة بشروط السلامة الصحية في صالونات الحلاقة الرجالية لأن أدوات قص الشعر وحلاقة الذقون غير النظيفة تنقل الكثير من الأمراض.
مع ذلك يبقى السؤال الأهم: ما هي نوعية الغذاء الذي يجري تناوله أو تقديمه؟ النظافة ضرورية، لكن كيف يتم تنظيف خضار وفواكه جرى رشها بالمبيدات السامة، ولحوم مليئة بالهرمونات؟

 Reference: Lebanonfiles.com