تحفظات على الوفد اللبناني إلى كوبنهاغن

تحفظات على الوفد اللبناني إلى كوبنهاغن

بسام القنطار
لكثرة الأنشطة التي أُقيمت في لبنان خلال الأشهر الماضية، المتعلقة بقضية تغيّر المناخ وقمة كوبنهاغن التي سيشارك فيها رئيس الحكومة سعد الحريري على رأس وفد رسمي ومدني، يطغى انطباع بأنّ الجهوزية اللبنانية في أعلى مستوياتها، إن لجهة الدراسات أو الخطط، أو لجهة تحديد الالتزامات وطلب المعونات، وخصوصاً أن الاتحاد الأوروبي فتح المزاد، أمس، عبر إعلانه تقديم مساعدة بقيمة 2.7 مليار يورو على مدى ثلاث سنوات، اعتباراً من العام المقبل إلى الدول الأكثر فقراً لمساعدتها على مواجهة التغيرات المناخية.
الدرج الروماني الذي يقع أسفل السرايا الحكومية، كان أمس على موعد واحد من هذه الأنشطة حيث وُضعت لافتة كُتب عليها: «بيروت تريد اتفاقاً حقيقياً عادلاً وطموحاً وملزماً في كوبنهاغن». ووقّع عدد من النواب والشخصيات على اللافتة وأضاؤوا الشموع. تنوع طيف المشاركين من النائب نديم الجميّل إلى فنانة فرقة «الفوركاتس» مايا دياب، مروراً بوزير البيئة محمد رحال والمهجّرين أكرم شهيب والنائب غسان مخيبر وممثل وزير الداخلية زياد بارود المهندس أديب الهاشم.
الجميّل اختار أن يضيف إلى توقيعه عبارة «نريد عالماً أفضل»، أما مخيبر فكتب: «نحن جزء من المشكلة، ونحن جزء من الحل أيضاً». أما الوزير رحال، فأدى وصوله المتأخر إلى إعادة تمثيل المشهد مجدداً، وخصوصاً أن العدسات تغري للتمثيل، فلا بأس من «أكشن ـــــ المشهد الأول ـــــ إعادة ثانية»، كرمى لعيون كوبنهاغن والبيئة.
رحال أكد في حديث مع «الأخبار» أن الوفد اللبناني يحمل في جعبته العديد من الملفات إلى القمة، معلناً تعهد لبنان إنتاج 12% من الطاقة الكهربائية، بالاستناد إلى طاقة بديلة بحلول عام 2020. لكن كيف يمكن لبنان أن يتعهد هذا الرقم في ظل غياب استراتيجية وخطط وتمويل، وفي ظل تخلف غياب ورشة تحديث للقانون، وخصوصاً قانون «احتكار بيع الكهرباء»؟ يجيب رحال بأنّ وزار
ة البيئة ستطلق أطلس الرياح اللبناني مطلع العام المقبل، وهي بصدد إطلاق ورشة عمل متكاملة حول الطاقة البديلة. بدوره، نوّه شهيب بمبادرة الرئيس الحريري إلى دعم مشاركة عشرة أعضاء من المجتمع المدني اللبناني إلى كوبنهاغن على نفقته الخاصة، ويضم الوفد القيادية في حزب الخضر، ندى زعرور، ومديرة جمعية الثروة الحرجية سوسن فخر الدين، ممثلاً عن القطاع الشبابي في حركة التجدد الديموقراطي، وممثلاً عن حكومة الظل الشبابية. ولقد علمت «الأخبار» أن عروضاً قدمت لكل من جمعية الخط الأخضر وحزب البيئة للمشاركة في الوفد، لكنهما امتعا عن ذلك بسبب تأخر وصول الدعوة أولاً واقتصارها على تذكرة السفر، علماً بأن التكلفة الأساسية هي في نفقات الإقامة في كوبنهاغن التي أقفلت حجوزات جميع فنادقها منذ أكثر من شهرين. رئيس جمعية الخط الأخضر، علي درويش، أشار إلى أن الجمعية ليست في وارد المشاركة إذا كانت للسياحة ولا تتضمن إبداء رأي أو مناقشة الأوراق والمشاريع التي سيتقدم بها الوفد الرسمي.



ملل في الأسبوع الأول

رغم الضجيج وزحمة دخول أكثر من 30 ألف مشارك يومياً إلى «بيلا سنتر» في كوبنهاغن، إلا أن أجواء مجموعات العمل تظهر أن هناك بطئاً شديداً تعانيه المفاوضات التي تنتهي اليوم. إذ يتوقع بدءاً من الاثنين المقبل وصول الرؤساء والوزراء ليظهروا ما في جعبهم من نصوص. وأفاد فريق الخبراء في رابطة الناشطين المستقلين «إندي ـــــ أكت» أن أعمال المؤتمر الخاصة «ببروتوكول كيوتو» متوقفة، وأن تقدماً ضعيفاً تحقق في مناقشات «الرؤية المشتركة»، ولا تزال المناقشات المتعلقة «بالتخفيف» تعاني تناقضات الأطراف، ولا اختراقات أو تقدم يذكر. ويجري تقاذف كرة الأرقام بين مختلف الأطراف، ولا سيما البلدان المتقدمة والبلدان النامية، ولا اتفاقات أو تقارب في هذا الموضوع.


عدد السبت ١٢ كانون الأول ٢٠٠٩

 Reference: Al-akhbar.com