: Baldati.com جمهورية لبنان الإلكترونية

 

: Baldati.com جمهورية لبنان الإلكترونية

http://www.albaladonline.com/html/story.php?sid=93448

ديانا سكيني

جيش التنمية

بنى المهندس شاكر نون جمهوريته الإفتراضية ليشبّك بين الواقع والمرتجى. بنى الوطن الذي حلم به وإخوانه من الناشطين في المجتمع المدني، فترجم مصطلحات كالعلمانية والإنــمــاﺀ المتوازن والــحــوار عبر مشاريع عملية كــان فضاﺀ الإنترنت حاضناً للترويج لها عبر موقع.Baldati.com الموقع الذي تحولَ الى خارطة للتشبيك بين القرى والبلدات اللبنانية، وبين أبنائها في الوطن والإغــتــراب، ساهم في خلق شبكة اجتماعية الكترونية تلاقي التفاعل والحوار المفقودين.

 تقاربُ جمعية "بلدتي" العمل الوطني من زوايا الثقافة والبيئة والإنماﺀ. وهي تهدف الى إيجاد حــلــول بسيطة وعملية لإحــيــاﺀ القرى اللبنانية من خلال المبادرات العملية والتشبيك، ومــن خلال دعم مؤسساتها وتنشيط الحوار بينها وبين جميع اعضائها.

ولعلَ مشروع الجمعية بخلق مجتمع افتراضي من مدن وقرى على الإنترنت والربط بينها، كان الفكرة الراجحة والرائدة في عوالم الشبكات الاجتماعية اللبنانية.

أمــا الــحــوار الإلكتروني فكان عامل جذب لبرنامج أفكار الممول من الإتحاد الاوروبي.

وجاﺀ تنفيذ المشروع في زمن شحت فيه فرص التلاقي والحوار بين اللبنانيين قادة وشعبا على ارض الواقع.

المشروع الذي اختتم في العام 8 0 0، 2 شمل تطبيقه شر يحة متحاورين ضمت اولويات محاور نقاشاتهم حوار الأديان والنظام التربوي وحــوار الأجيال والــزواج المدني وأفضل نظام حكم وأفضل نظام اقتصادي ودور الدين في الحكم والاستراتيجية الدفاعية وقانون الانتخاب.

يـــعـــود مـــؤســـس الــجــمــعــيــة ورئيسها شاكر نون الى 6 سنوات خلت، حين كان الفضاﺀ الالكتروني اللبناني مولودا جديدا يتفاعل مع مجتمع يوجد جفاﺀ بين قسم كبير منه وبين الانترنت لظروف متشعبة، ابــرزهــا مــا هــو متعلق بامكانية وسهولة وصول الشبكة الاخطبوطية الــى كافة الاراضــي اللبنانية.

في ذلك الحين "كنا رواد خلق الشبكات الاجتماعية اللبنانية عبر الانترنت وتمكنا من خلق مفاهيم تواصل جديدة بين اللبنانيين في الوطن، وبينهم وبين مدهم الاغترابي الكبير".

اليوم كثُرت شبكات التواصل الاجتماعي لكن baldati.com ما زال في الصدارة من ناحية الاصالة بــرأي نــون، وذلــك لأنــه أتقن فن التشبيك بين اللبنانيين وقراهم مبتدعا اســلــوبــه الــخــاص، حيث تحوّل الموقع الــى مساحة حرة لكل لبناني في الخارج يستطيع تسجيل نفسه كمسؤول او محرر في الخانة المنشأة لقريته وذلك ومخيمات تدريبية في القرى النائية بمتابعة الادارة، ليتمكن بعدها من نشر الاخبار والقصص والمعلومات المتعلقة بها. هكذا يتكون مع الزمن بنك معلومات خاص بكل قرية ومدينة لبنانية مهما كبر او صغر حجمها وتأثيرها.

قد نكون أمام نسخة منقحة من صحافة المواطنة التي تتيح للمدون خلق مساحته الاخبارية الخاصة، لذا يصبح السؤال عن موضوعية المعلومة المنشورة ملحا. يقول نــون "نعتمد على مراسلين فــي لبنان وفــي دول انتشار كثيرة، يقومون بنشر الاخبار عن الاغتراب اللبناني وعن قراهم، ونرى ان هؤلاﺀ قد يكونون الاكثر أمانة على نقل المعلومة الــخــاصــة بــحــيــزهــم الــجــغــرافــي الذي يعيشون فيه او يتحدرون منه"، مضيفا "نهدف الى خلق واحــة تفاعلية تحرض الآخرين عــلــى الــمــشــاركــة عــبــر اضــافــات تر فد هد فية مشر وعنا بقيمة مضافة".

يــتــحــولُ الــمــوقــع بما يمتلكه مــن خــبــرة طويلة فــي التعريف الإلــكــتــرونــي بــالــقــرى الــى نافذة تستفيد منها بعض البلديات للترويج لتاريخها وحاضرها كما لشق الانماﺀ الموجود والمفقود والمنشود. وفي حال كان للقرية مــوقــعــهــا الـــرســـمـــي، فــــان ربــط الموقعين ببعضهما يوسع حلقة المجتمع الافتراضي حيث يمكن ان يــتــواصــل الــفــرد مــع عائلته الكبرى عبر هذا الموقع الذي يضم القرى اللبنانية كافة.

ويشير نــون في هــذا السياق الى ديموقراطية الانترنت التي تتيح للموقع الــنــفــاذ مــن تفرد بعض البلديات بالمعلومة الخاصة بالمحلة التابعة لها، ما كان يغيّب في بعض الاحيان آراﺀ شريحة من السكان ممن لا يوافقونها رأيها السياسي الــذي كــان وراﺀ حجب معلومة معينة.

منذ سنوات والجمعية شعّبت عملها متعاونة مع حلقة واسعة مـــن الــجــمــعــيــات الاهــلــيــة ومــع القطاعين العام والخاص. فعلى سبيل الــمــثــال، قــامــت "بلدتي" بتسويق إنماﺀ المناطق النائية بالتعاون مع البلديات المحلية والمؤسسات غير الحكومية وذلك من خلال تنظيم رحلات ومخيمات تدريبية في القرى النائية عبر ناد خاص للمشي يضم رحلات للمشي في الطبيعة واقامة مخيمات.

أطــلــق نـــون الــشــعــار الــتــالــي الكبير "القرى اللبنانية تتعرض الى ما يشبه الاخلاﺀ بفعل الهجرة والنزوح الى المدينة، اذ اضحت القرى خالية من العنصر البشري مــمــا انــعــكــس عــلــى مــؤســســات من أبــرز عوامل استمرارية الموقع، نجاحه في الحفاظ على المعايير المنسجمة مع هويته كموقع تنموي ثقافي بيئي، كما يقول نون مشيرا الى "علامة 6 من عشرة التي منحها محرك غــوغــل للبحث للموقع والتي تعتبر مرتفعة كمعدل".

ويبلغ عدد زوار الموقع قرابة العشرين ألفا اسبوعياً يقومون بتصفحه فــي 122 مــن اصل 190 بلدا.

من المعايير المذكورة، تبرز الطريقة المحترفة للتسجيل في الموقع والتي تثني زوارا كثرا غير جديين عن العدول عن نيتهم في دخولهم، هكذا حافظ الموقع عبر نوعية الزوار على 5000 لبناني مــن كافة انحاﺀ العالم من حاملي صفة مــــدراﺀ ومــحــرريــن عــن خــانــات قراهم، هؤلاﺀ هم جيش من رواد التنمية في المناطق يتبادلون الآراﺀ، والخبراﺀ وفق نون.

المجتمع". شــعــارٌ كــان منطلقاً لبلورة فكرة جمعية" بلدتي "بربط المؤسسات الادارية، الاجتماعية والبيئية بالجمهور الباحث عن المعرفة من خلال الحيز التفاعلي الذي يروّج للمشاريع ويحرض على تطويرها.

ويــبــقــى ان مــقــاربــة مــوضــوع البلدات النائية بعين المجتمع المدني تتماهى مع طموح الأخير في بناﺀ الدولة - المؤسسة التي تــكــتــســب ولاﺀ مــواطــنــيــهــا عبر عدم التفريق بين مركز وطرف، يــقــول نــون مــعــدداً المنطلقات الإستراتيجية لـ "بلدتي: " خلق وطــن مــع آفــاق علمانية والعمل على بناﺀ القدرات ودعم مؤسسات المجتمع المدني.

رودريغ صالومي

Reference: Albaladonline.com