إنتخابات إتحاد بلدية جبيل

 

اتحاد بلديات جبيل: مبادرة مارتينوس تحرج الآذاريين

 

مارون ناصيف-

على الرغم من أن «التيار الوطني الحر» استطاع أن يحصد تارةً منفرداً وطوراً عبر تحالفاته 22 مجلساً بلدياً من أصل 37 بلدية جبيلية، إلا أن الحظ لم يكن الى جانب العونيين في أكثرية البلديات التي تشكّل الاتحاد الجبيلي والتي يبلغ عددها 13 بلدية. وبينما فاز العونيون في بلديات جاج، إهمج، المنصف، ونهر أبراهيم، حافظ «حزب الله» على موقعه في بلدية لاسا. وفي المقابل، فازت قوى 14 آذار في كل من ترتج، العاقورة، حالات، جبيل، قرطبا، وميفوق... طبعاً بالتحالف مع رئيس الجمهورية في عدد من البلدات.
وفي عمشيت، ترأس البلدية التوافقية التي ضمت مختلف الأفرقاء طوني عيسى وهو أحد المقربين من رئيس الجمهورية. أما في فتري، حيث ترأس البلدية عوني، ففرضت شروط التحالف أن يمثل المجلس البلدي في اتحاد البلديات عبر نائب الرئيس وهو المحسوب سياسياً على رئيس الجمهورية.

بحسب هذه التركيبة، تصبح النتيجة 8 / 5 في الاتحاد لمصحلة الآذاريين، غير أن رياح التوافق المتنية عبرت كسروان لتصل الى جبيل بعد إقفال صناديق الاقتراع والانتهاء من عمليات الفرز، وخير دليل على ذلك هو المبادرة التي قام بها رئيس بلدية قرطبا فادي مارتينوس، وهو المرشح لولاية جديدة الى منصب رئيس الاتحاد، إذ اتصل برئيس بلدية المنصف فوزي نصر طالباً منه أن يقبل اختياره له نائباً لرئيس الاتحاد، علماً أن نصر ليس من الرؤساء الثمانية المنتمين الى فريق 14 آذار.
وبعد ترحيب نصر بهذه المبادرة، تفيد المعلومات المتابعة لعملية المفاوضات، أن مارتينوس أجرى اتصالاً بعضو تكتل التغيير والإصلاح النائب سيمون أبي رميا وهو الذي تجمعه به صداقة قديمة، مبلغاً إياه تفاصيل المبادرة، الأمر الذي شجّعه ابي رميا مثنياً «على مثل تلك المبادرات التي تعبّر عن حسن نية وإيمان بالشراكة التي لا بدّ إلا أن تنعكس إيجاباً على مصلحة البلدات والقرى الجبيلية».
هذه المبادرة وبحسب مصادر جبيلية أثارت حفيظة كل من النواب السابقين فارس سعيد، أميل نوفل وناظم الخوري الذين يُحكى أنهم بعثوا برسالة الى عمشيت تعبّر عن رفضهم التنازل عن الأكثرية في الاتحاد والتفريط بمنصب نائب الرئيس.

الثانية عشرة ظهر أمس، الموعد المحدد لانتخابات الاتحاد، حضر رؤساء البلديات الى مكتب قائمقام جبيل حبيب كيروز وانتخبوا مارتينوس رئيساً بإجماع الحاضرين أي بنسبة 12 صوتاً من أصل 12 مقترعاً، كما انتخبوا نصر أيضاً نائباً للرئيس وبعدد الأصوات عينه.
أما الغائب الوحيد فكان آذارياً بامتياز وهو رئيس بلدية حالات شارل باسيل الذي ربطت المعلومات سبب غيابه بنيته الحصول على منصب نائب الرئيس الأمر الذي اعترضته مبادرة مارتينوس.
وللتخفيف من وقع ما أنتجته مبادرة مارتينوس، تحدثت روايات عدة عن عدم قرب نصر من التيار الوطني الحر حتى وصل الأمر الى تسميته عبر بيان كأحد المقربين من رئيس الجمهورية، علماً أنه فاز في حالات على لائحة من تسعة أعضاء، ضمّت عونيين أيضاً، خلال منافسة مع مرشح واحد فقط محسوب على الفريق الآذاري، أي جاء الفوز عبر شبه تزكية.

نصر الذي شكر عبر «السفير» جميع الذين دعموه في الجولة الأولى كما في انتخابات الاتحاد، كشف أن الاتفاق مع مارتينوس جاء انطلاقاً من خرق المبدأ القائل إن منصب نائب رئيس الاتحاد يجب أن يكون دائماً من نصيب بلدية كبيرة كعمشيت أو العاقورة أو غيرها، الأمر الذي يقطع طريق تبووّئه على البلديات الصغرى كالمنصف التي لا يتخطى عدد ناخبيها الـ 400 ناخب. وأشار نصر الى «تأييده الكامل لمارتينوس في مسيرته الإنمائية الجبيلية»، نافياً توزيعه أي بيان يتعلق بانتمائه السياسي وقربه من هذا الفريق أو ذاك واصفاً المعركة الانتخابية في المنصف بـ«العائلية».
أخيراً، يمكن القول إنها قد تكون المرة الأخيرة التي تحصل فيها انتخابات اتحاد بلديات جبيل في ظل مشاركة 13 مجلساً بلدياً فقط، لأن الهاجس الأول بالنسبة الى نواب المنطقة هو إدخال كل بلديات القضاء الى التركيبة الاتحادية كما هي الحال في الجارة الجبيلية كسروان، وهذا ما بدأ يعمل عليه أبي رميا مع مارتينوس.

 Reference: Tayyar.Org