السمك يرفع مستوى ذكاء المراهقين

السمك يرفع مستوى ذكاء المراهقين

 

 

كشفت دراسة سويدية نشرتها مجلة أكتا بيدياتريكا أن تناول المراهقين السمك مرة واحدة على الأقل أسبوعياً يزيد من مستوى ذكائهم. وشملت الدراسة حوالي 4 آلاف مراهق من الذكور تناولوا السمك مرة أسبوعيا ليلحظ على اثر ذلك، زيادة في قوة الإدراك والبديهة بحوالي %6، فيما ازدادت هذه القدرة بحوالي %11 عند تناول الأسماك أكثر من مرة أسبوعياً. كما ارتفع معدل الذكاء العام لدى من تناولوا السمك أكثر من مرة أسبوعياً بنسبة %12 وتحسنت قدراتهم الذهنية والتركيز، بالمقارنة بنظرائهم ممن تناولوه اقل من مرة أسبوعياً. وعلق الباحث كيجيل تورين من أكاديمية سهلنغرسكا العسكرية، قائلا: «وجدنا صلة واضحة بين تكرار تناول السمك وارتفاع مستوى الذكاء عند المراهقين. ويعزى هذا الأثر لغنى الأسماك بالأحماض الامينية المفيدة جدا للجسم، فهي تدعم عمل الدماغ والنواقل العصبية وسيولة الدم.

لوز وزبيب وتمر لتعزيز خلايا الذاكرة
تعتمد الذاكرة على كفاءة عمل مجموعة وافرة من الناقلات العصبية والكيميائية. لذا فهي بحاجة إلى مواد خاصة تساعدها على إتمام عملياتها وتجديد نشاطها. وهنا يأتي دور الأحماض الامينية (تسمى أحماض اوميغا) المهمة، لكونها أحماضا تدخل في تركيب الخلايا العصبية. وهو ما يعلل إثبات الأبحاث اقتران نقص معدلها في الجسم مع ارتفاع خطر الإصابة بالخرف (الزهايمر)، فيما يقرن التزود بها برفع القدرات الذهنية. وتتوافر من خلال مصادر غذائية كالأسماك الدهنية (السلمون والزبيدي) والأطعمة البحرية وبذرة الكتان أو من خلال حبوب المكملات الغذائية.
ولتقوية الذاكرة أيضا ينصح بزيادة تناول الفيتامينات، مثل : فيتامين (ه ــ
E) الموجود في الزيوت وبخاصة زيت الزيتون وفيتامين (ج ــ C) الموجود في الحمضيات والطماطم والجوافة والفلفل بأشكاله. فهذان الفيتامينان غنيان بمضادات الأكسدة ويحفظان خلايا الذاكرة من التلف. كما يرتبط تناول فيتامينات ب6 وب12 وعناصر الزنك والحديد والفوليك أسيد بمضاعفة قدرة التذكر بشكل ملحوظ. ومادة الكولين التي من مشتقات فيتامين ب من المواد المدعمة للذاكرة، وتوجد في الخضار الخضراء والحبوب بكثرة.
ومما ذكر يمكن تفسير قدرة خليط من الزبيب واللوز والتمر على تخفيف مشكلة النسيان وتنشيط خلايا الذاكرة. حيث أثبتت عدة دراسات ارتباط تناول أطعمة مثل المكسرات وصفار البيض والمأكولات البحرية وزيت الزيتون والتمر مع ارتفاع معدل الذكاء والذاكرة للأطفال.

.. والهواء والماء والنوم
ولا يغفل هنا ذكر أهمية الثلاثي الأساسي لنشاط وكفاءة صحة الخلايا العصبية، وهم: الماء والأكسجين والغلوكوز. فالماء يشكل أكثر من %70 من أجسامنا، لذا يرافق حالة الجفاف تشويش وانخفاض التركيز وأحيانا الذهان. أما الأكسجين، فانقطاعه لأكثر من خمس دقائق يسبب موت خلايا الدماغ، وبالنسبة للغلوكوز فهو مصدر الطاقة لجميع الخلايا. ومما سبق، تتضح أهمية الماء والرياضة في الهواء الطلق والتغذية لتعزيز صحة الدماغ ونشاط الذاكرة.
بينما أكد عديد من العلماء على أهمية النوم العميق لشحن الذاكرة ودعم القدرات العقلية، ومنهم باحثون من جامعة شيكاغو، بينت نتائج أبحاثهم أن نشاط الدماغ أثناء النوم يعزز من قدرات ومستويات التعلم. ووجد أن النوم له تأثيران مهمان: 1ــــ تقوية الذاكرة وحمايتها من التشويش، 2ــــ إنعاش وتنشيط استعادة الذكريات القديمة.

.. ويقي من الخرف
فكرة أن استهلاك السمك قد يقي من الإصابة بالخرف موجودة منذ زمن، لذا فليس من المستغرب ان تشير دراسة فرنسية حديثة إلى ارتباط تناول السمك والطعام البحري مرة أسبوعيا مع تقليل خطر الإصابة بالخَرَف. وشارك أكثر من 1670 شخصا، تزيد أعمارهم عن 68 سنة من فرنسا، تم تقسيمهم في هذه الدراسة بحسب عاداتهم الغذائية إلى: مجموعة تأكل لحما أو سمكا كل يوم، أو مرة في الأسبوع على الأقل، أو لا تأكل لحما أو سمكا أبدا. وعلى أثره لوحظ وجود علاقة بين تناول السمك، الذي يحتوي على مستويات عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة، وبين انخفاض ظهور حالة الخَرف بما فيها مرض ألزهايمر. وقد استمرت هذه الملاحظة حتى عند مراجعة نتائج البحث بعد سنتين، وخمس سنوات، ثم سبع سنوات من الدراسة الأولى. وخلصت الدراسة إلى أن الذين يأكلون سمكا أو طعاما بحريا مرة على الأقل أسبوعيا لديهم ميل أقل بنسبة ذات شأن للإصابة بالخرف أثناء سني الدراسة السبع. وعزا العلماء ذلك الى احتواء الأسماك على الأحماض الدهنية الأمينية التي لها تأثير وقائي على الجهاز الدوري، بما يقلل من حدوث التهابات الأوعية عموما والدماغ خصوصا. كما ان لها دورا فعالا في تقوية القدرات الذهنية وتجديد الخلايا العصبية.
وقالت باسكال باربارجيه جاتو، قائدة فريق البحث من جامعة فيكتور سيجالن في بوردو: «ان كبار السن الذين يأكلون سمكا أو طعاما بحريا مرة أسبوعيا على الأقل معرضون بصورة أقل للإصابة بالخرف». وكمثال واضح على هذا الأثر، بينت دراسات سابقة بأن اليابانيين الذين هاجروا إلى بلاد أخرى تتناول الأطعمة البحرية بنسبة أقل كثيرا من ديارهم يعانون من الخرف بمعدلات أعلى مقارنة بمن ظلوا في اليابان. وهو ما ينفي كون انخفاض نسبة إصابة اليابانيين بالخرف نتيجة عامل الوراثة.

أيمكن محو الذكريات الأليمة؟
يعكف علماء من جامعتي هارفرد وماغيل على التوصل إلى اكتشاف وإثبات دور العقاقير في إمكانية محو الذكريات الأليمة من الذاكرة عن طريق تعطيل التفاعلات الكيميائية المسؤولة عن استعادتها. ومن أهم هذه العقاقير هو عقار
Propranolol. وهو بالأصل أحد الأدوية التي يصفها أطباء القلب عادة لعلاج اضطرابات إيقاع النبض وارتفاع ضغط الدم، لكن الباحثين وجدوا له دوراً في تخفيف التهيج والهلع الذي ينتاب البعض عند تذكرهم لحوادث مؤلمة تعرضوا لها.
واخضع 19 متطوعا للعلاج بالعقاقير لمدة عشرة أيام، ثم طلب منهم بعد ذلك استرجاع أحداث تجارب أليمة حدثت قبل عشر سنوات. لتظهر النتائج بأن استرجاع تلك التجارب المريرة كان أثره اقل إيلاما وحدة لدى الذين خضعوا للعلاج. وأوضح العلماء ان تخزين التجارب التي تحدث صدمات نفسية وعاطفية يترتب عليه إفراز الدماغ لهرمونات تختلف عن تلك التي يفرزها أثناء تخزين الذكريات العادية، وبالتالي فهم يرون أن إمكانية إعاقة تلك الهرمونات من خلال العقاقير هو الطريق لتقليل أو نسيان الذكريات المؤلمة.

 

Reference: alqabas.com