غرينبيس تدعو لتحويل المكبات الساحلية إلى محميات بحرية.. الآن
صيدا
اختار ناشطو منظمة غرينبيس البيئية مكب جبل النفايات الذائع الصيت في مدينة صيدا لإطلاق تحركهم السلمي لإقفال المكبات العشوائية في لبنان، وللمطالبة بتحويلها إلى محميات بحرية. وذكّر متطوعو المنظمة صانعي القرار بمعاناة البحر المتوسط وتلوثه نتيجة تراكم النفايات ، مع التأكيد على أن تحركهم بعيد عن التسييس
ووصل ناشطو غرينبيس والوفد المرافق إلى المكب لجهة البحر على متن مركب «نزهة» للصيادين أبحر من ميناء الصيادين وعلى متنه منسقة الحملة ياسمين الحلوي وأكثر من 20 صحافيا ومراسلا في منطقة صيدا. واستغرقت الرحلة أكثر من 30 دقيقة للوصول إلى سفح المكب من الجهة الغربية بعد تجاوز القلعة البحرية والانعطاف من خلف صخرة الجزيرة «زيرة صيدا» مرورا بصيدا من ناحية الجنوب.
وعند سفح النفايات المتراكمة الحديثة والمتراكمة منذ عقود وعقود والمتصلة بالبحر شوهد تسعة أعضاء من ناشطي غرينبيس بعد أن ارتدوا زيا خاصا مع كمامات للوقاية، وقد رفعوا يافطات كبيرة على الواجهة البحرية للمكب باللغتين العربية والأجنبية، تحمل عبارات «محميات بحرية الآن» و«أغلقوا المكبات» و«أنقذوا المتوسط» وذلك للتذكير بمخاطر هذه المكبات ومنها مكب صيدا على خط الساحل اللبناني.
وتولت منسقة حملة المحيطات في غرينبيس لبنان ياسمين الحلوى التعريف بمكب جبل النفايات في صيدا وتاريخه والملوثات التي يتكون منها. ومن بين ملوثات المكب نفايات صلبة وعضوية ونفايات المستشفيات وغاز الميثان. وقالت الحلوى «لطالما كان مكب صيدا عرضة للتجاذب السياسي بين مختلف أطياف السياسة، لذا تطالب غرينبيس بتحييد هذا الملف والمبادرة فوراً إلى العمل نحو إيقاف إضافة النفايات وإطلاق مشروع معالجته». وأعلنت أن مكب صيدا يشكل كالعديد من المكبات الأخرى على الساحل اللبناني خطراً مباشراً على الحياة البحرية، والصحة العامة، كونه مصدراً للملوثات العضوية والكيميائية التي تؤثر على التوازن البيئي. ولفتت إلى إن المجتمعات البحرية من صيادين وغيرهم باتوا يعانون من تراجع الإنتاج وبخاصة مخزون الثروة السمكية نتيجة لهذا الخلل، كما أن بعض النفايات كالأكياس المصنوعة من النايلون تسبب ضرراً لمحركات القوارب المتواضعة.
إلا أن الحلوى أشارت إلى ان لا المكبات وحدها الخطر الوحيد الذي يتهدد الساحل، مشيرة إلى تحويل مياه الصرف الصحي الآسنة إلى البحر دونما معالجة، ومعها ملوثات المصانع الكيميائية، والصيد الجائر، والنمو العمراني الساحلي العشوائي، وشفط الرمول من قاع البحر، «كلها تشكل خطراً على الساحل وقاطنيه وثرواته السمكية». وأطلقت الحلوى تحذيرا أعلنت من خلاله «أن الساحل اللبناني بات هشاً، وبحاجة ماسة للحماية، مشددة على إن إنشاء شبكة من المحميات البحرية هي الأداة الأساسية ومفتاح الحل لإعادة ما تهدم من التوازن البيئي وبالتالي إعادة الحياة إلى بحرنا».
وتهدف الحملة وفق الحلوى «للإعلان عن عريضة إلكترونية تجمع التواقيع الداعمة لإنشاء شبكة المحميات البحرية في المتوسط»، مناشدة «جميع المواطنين اللبنانيين وناشطي مؤسسات المجتمع المدني بالتوقيع على العريضة المنشورة على موقع المنظمةالإلكترونيwww.greenpeace.org.lb. وتهدف العريضة إلى الضغط على المسؤولين الرسميين لتسهيل إنشاء المحميات البحرية على المتوسط وعلى الشاطئ اللبناني. وأشارت الحلوى إلى أن غرينبيس تعمل اليوم على حملة لإنشاء المحميات البحرية الساحلية وفي أعالي البحار لتغطي مساحة تقارب الـ 40 في المئة من مساحة البحر المتوسط كأداة رئيسية لحمايته و لتأمين استدامة مصادره، خاصة أن بعض المجتمعات تعتمد عليه بشكل أساسي