الصحافة النازية في الأسواق
ارتفعت مبيعات مجموعة من الصحف الألمانية، بعد ما تبين أنها تأتي كجزء من مشروع يقدم نسخ من صحف يعود تاريخها إلى عام 1933.
وتعتبر هذه الظاهرة جديدة في ألمانيا، التي حرمت في عام 1945 من استخدام أي رموز مناهضة للدستور، كالصليب المعكوف أو تحية النازي المسلحة.
المشروع Zeitungszeugen، يقدم سلسلة من أهم الجرائد التي كانت تنشر أيام النازية، مثل جريدة Der Angriff، التي ترأسها أكثر الكتاب تحيزا في ذلك الوقت، جوزيف جيوبلز، بالإضافة إلى جريدة Der Kampfer وجريدة Deutsche Allgemeine Zeitung.
وكان المؤرخ والكاتب البريطاني بيتر ماكجي، قد بدأ نفس المشروع في ثماني دول أوروبية، كانت النمسا من بينها، وذلك بمساعدة أبرز المؤرخين، أمثال هلنس مومسن، وولفغانغ بينز، الذي يترأس مركز برلين للأبحاث المعادية للسامية.
المسؤولة عن المشروع، ساندرا باورونشيتز، علقت على الأمر بالقول: "نريد منح الناس الفرصة لتكوين صورة خاصة بهم عن طبيعة الأحداث السياسية في ذلك الوقت، بالإضافة إلى تصور حال الحياة ومواقف الناس آنذاك." هذا، وقد تفاوتت الآراء في ألمانيا بين مؤيد ومعارض.
فقد اثار المشروع استياء البعض الآخر، مثل شارلوت نوبلوش، مديرة المجلس المركزي لشؤون اليهود في ألمانيا، التي قالت: "كوني إحدى الناجين من تلك الفترة، أعتقد أن هذا المشروع ليس لمجرد التذكير بأحداث تاريخية مهمة، ولكنه يمثل واقع مؤلم تمكنت من الهرب منه، في حين أن الكثير من اليهود لم يستطيعوا النجاة منه."
ويشكك بعض المحللين بمدى نجاح هذا المشروع في بلاد تعاني من خلفية "معقدة" على حد تعبيرهم، ولكن ارتفاع مبيعات هذه الصحف يجعل البعد التجاري صاحب الراي والحكم النهائي.