التلوث يهدد ينابيع شبعا ويزيد عطش قرى العرقوب

يجتاح الريف اللبناني المشهد نفسه. لم يعد هناك ينابيع مياه طبيعية أو ارتوازية لم يُصبها التلوث. فالتمدد السكاني وغياب شبكات الصرف الصحي يجعلان مياه الينابيع غير قابلة للشرب. بلدة شبعا، المصنّفة كأغنى قرى العرقوب وحاصبيا بالمياه بعد الوزاني والحاصباني، مهددة بتلوث أهمّ نبعين فيها. يعلو نبع «عين الجوز» الجهة الشرقية من البلدة فيغذيها بمياه الشفة ويروي بساتينها. أما نبع «المغارة» فتتفجّر مياهه من مغارة عند أسفل البلدة في واد يكوّن مجرى لمياه عين الجوز. تصبّ مياه نبع المغارة في نهر الحاصباني، بالقرب من سوق الخان، حيث تغذّي العديد من قرى العرقوب وحاصبيا وصولاً حتى مرجعيون.
موقع شبعا المميز في قلب جبل حرمون على منحدر حاد، أفقدها مساحات وأماكن صالحة للبناء، فكانت المنبسطات والمسطّحات الضيقة البديل الوحيد في استيعاب المد السكاني، التي تؤثر سلباً في مياه نبع «المغارة» عند أسفل المنحدر، وذلك بسبب عدم وجود شبكة للصرف الصحي، فضلاً عما تخلّفه هذه الأحياء من نفايات تلحق ضرراً بمياه النبع.
رئيس بلدية شبعا عمر الزهيري، أوضح أن مياه نبع «المغارة تغذي» 11 قرية، وذلك بواسطة شبكة تغذي سابقاً قرى في قضاء مرجعيون ويعود تاريخها إلى زمن الانتداب الفرنسي. وأضاف الزهيري: «شهدت البلدة، وخصوصاً الأماكن القريبة التي تعلو النبع قيام أبنية عشوائية، وتحولت تدريجاً إلى أحياء سكنية تفتقر الى شبكة للصرف الصحي». وأعلن الزهيري أن «البلدية قدمت مشروعاً اإلى مجلس الإنماء والإعمار مرفقاً بدراسة لإنشاء شبكة للصرف الصحي تخدم البلدة والجوار وهي بانتظار إيجاد مصادر التمويل».
وأكد رئيس بلدية كفرشوبا عزت القادري «أن كمية المياه المخصصة للبلدة لا تكفي حاجة الأهالي». وأضاف: «شهدت البلدة أزمة مياه حادة في العام الماضي، وراوحت تكلفة شراء المياه للمنزل الواحد بين 300 و600 ألف ليرة». المعاناة نفسها شرحها رئيس بلدية راشيا الفخار غطاس الغريب، وقال: «تتغذى راشيا بمياه الشفة من مياه بلدة شبعا، والكمية المخصصة غير كافية وليس لدينا مصدر آخر. هناك بئر حفرها مجلس الجنوب تعرضت للتلوث نتيجة زيبار الزيتون وأوقف العمل بها لتُستخدم مياهها في ري الزراعات.

 

http://www.al-akhbar.com