فتوح كسروان: اختلاط حابل السياسة بنابل العائلات

معارك في غزير والبوار والكفور والغينة وغبالة. فتوح كسروان: اختلاط حابل السياسة بنابل العائلات

 

غراسيا بيطار-

للفتوح الكسرواني ساحله وجرده وكذلك عاصمته. فإذا كانت جونيه تتربع اليوم على عرش عاصمة القضاء العاصي ففي الواقع إن «مفتاح» العرش تسلمته من غزير. القرية الفتوحية التي تشكل أكبر قلم اقتراع في القضاء الى جانب كفرذبيان وصربا، والتي كانت عاصمة كسروان في زمن الأمراء. وإذا كان المشهد الانتخابي ارتدى في جونيه أمس، ثوب التوافق مع «لائحة الإنماء التوافقي» التي يرأسها أنطوان إفرام وتضم مروحة من الإئتلاف السياسي والعائلي مقابل لائحة «كرامة جونيه» التي يعلنها اليوم رئيس البلدية الحالي جوان حبيش، فان عدوى مشابهة من التوافق والمعركة ينسحب على ساحل الفتوح وجرده.

في العاصمة الفتوحية يتوضح المشهد أكثر في جنوحه نحو المعركة العائلية بامتياز. ونظرا لحدة التنافس الموزع بين لائحة لرئيس البلدية الحالي إبراهيم حداد مع مروحة من العائلات الأكبر في غزير مقابل لائحة يترأسها كريستوف باسيل غير مكتملة بعد، تقف القوى السياسية على الهامش وفي مقدمها «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وإن كان حضورها أقل من التيار في غزير. كلتا اللائحتين تحترم التثميل العائلي لآل حداد وصليبي وغزال وصفير ومراد والمعوشي ومطر... ولكن التعويل على ما يبدو على «بيضة القبان» المتمثلة بالصوت الأرمني في البلدة والبالغ عدده نحو 150 صوتا تصب عادة لصالح إبراهيم حداد. والجهد متواصل حاليا من الجانبين للإستفادة من الصوت الأرمني كل لصالحه.

الحضور السياسي الى انكفاء على طول قرى الساحل تقريبا. تلوح معركة في الأفق في طبرجا كفرياسين وفي الصفرا مع علم كل القوى السياسية أنها ذاهبة حكما نحو الخسارة إذا ما استفردت في خوض غمار الإستحقاق. في وقت أعيد خلط الأوراق في البوار بعد محاولة التفاف القوات على أكبر عائلات البلدة «بو مصلح» بينما نجحت في تبني ترشح المختار من آل عازار. وفي جديدة غزير مسقط رأس النائب السابق كميل زيادة، لم تفلح مفاوضات الوفاق ووصلت الأمور الى تنافس لائحتين الأولى لعائلات البلدة مطعمة ببرتقاليين والثانية لرئيس البلدية روبير رعيدي. أما في العقيبة فالاتجاه نحو السياسة أكثر في لائحتين قواتية كتائبية من جهة وعونية عائلية من جهة أخرى. وصعودا نحو الغينة يبدو موقع رئيس البلدية شهيد ناضر مرتاح على عكس المعركة المحتدمة في غبالة بين العائلات وفي مقدمهم من آل زوين وآل قرقماز في جورة الترمس حيث الحظوظ شبه متساوية.

في الكفور فشلت محاولات الوفاق فاكتملت لائحة رئيس البلدية الحالي أنطوان بو صعب وهي تضم العائلات بميولها البرتقالية والقواتية والكتائبية على عكس لائحة منافسة لم تكتمل بعد بالإضافة الى مرشحين منفردين. في وقت يتنافس على المقعد الاختياري ثلاثة مرشحين منهم المختار الحالي. ووصلت رياح التوافق الى الجرد الجنوبي للفتوح كما في عرمون وشحتول والحياطة. ليترجم الوجود «الشيعي» الخجول في الفتوح توافقا بين «حزب الله «وحركة أمل في «المعيصرة «و»زيتون».
أقفل باب سحب الترشيحات منتصف ليل أمس لكن أبواب التفاوض بين العائلات الفتوحية لم تقفل بعد وقد تبقى مشرعة الى اللحظات الأخيرة لعملية الإقتراع الأحد المقبل. فكل شيء في العائلات وارد كما في السياسة وإن كان «قاموس» الأولى أصعب بكثير من الثانية.


Reference: Tayyar.Org