كنوز جبيل وبيروت وكامد اللوز في معرض ما بعد بابل

 

 

القطع الاثرية المشاركة في معرض نيويورك هي عبارة عن تماثيل صغيرة  تسمّى «الفينيقي الصغير»  ومعها كنوز من جبيل مصنوعة من الذهب نُحتت عليها رسوم فرعونية، وأضيفت اليها عاجيات مكتشفة في موقع كامد اللوز وقطع فنية اخرى  مستوحاة من التحف الأثرية التي تتكفل «بوتيك المتحف» إنتاجها وبيعها في بيروت.


مشاركة لبنان أتت لتبرز هدف المعرض كما لتظهر اهمية الدور اللبناني التاريخي منذ أكثر من 5000 سنة كمركز تجاري اقليمي ودولي عابر للبحار والقارات. حيث كانت «بواخر جبيل» تبحر إلى دلتا النيل عبر مدن ساحل المتوسط ومنها تنقل البضائع بواسطة القوافل الى سائر المناطق المصرية والداخل السوري والفلسطيني عبر ثلاث من أكبر مدنه: إبلا وأوغاريت وماري.

تكشف سوزي حاكيميان، مديرة المتحف الوطني في بيروت، أن التحضير لمعرض المتروبوليتان دام أكثر من سنة، وشاركت فيه أكبر المتاحف في العالم من اللوفر الفرنسي إلى المتحف البريطاني ومتحف أنقرة والأقصر والقاهرة ومتحف أثينا وبرلين. وأكدت أن متحف المتروبوليتان تكفّل تكاليف النقل، وحتى تكاليف شركات التأمين على القطع التي تبلغ قيمتها أرقاماً خيالية.  وقد رافقت حاكيميان القطع الأثرية من المتحف الوطني إلى مطار بيروت وفقا لما تقتضيه  الإجراءات الأمنية المتّبعة ،بحيث كان عليها ان تتأكد من نقلها إلى الطائرة، ومن ثم ان تنتظرها في باريس ونيويورك لترافقها إلى قاعات المتحف. وستعاود حاكيميان الكرّة مرة أخرى في الأسبوع المقبل حين تعيد القطع إلى المتحف الوطني مع انتهاء العرض.
أن مشاركة لبنان في المعارض العالمية،  كما جري السنة الماضية في معرض الفينيقيين في باريس  تأتي لتؤكد أهميته التاريخية والأثرية، وتسهم في تعزيزحضوره على ساحة «الحدث» الثقافي  أينما يجري ،في حين يتعرض  وجود الوطن الصغير للطمس وحتى لمحاولة الالغاء عن الساحتين الاقليمية والعالمية. ألا أن بلد الفينيق يختزن من الطاقة في عمق كيانه ، اذا ما خفت عليه الوطأة ، ما يجعله أن ينهض بعد كل كبوة من جديد الى ضوء الحياة.