السر ليس في تعديل نسب الأمطار وإنما في كميات الثلوج المتراكمة

السر ليس في تعديل نسب الأمطار وإنما في كميات الثلوج المتراكمة

تسلم العاصفة الأوروبية التي خيمت على لبنان طوال الأسبوع المنصرم راية الثلوج والأمطار لعاصفة من شمال ايطاليا تصل إلى لبنان غداً، ولكنها اقل حدة إذ تستمر، ووفق مصلحة الأرصاد الجوية، ليومي الثلاثاء والأربعاء، على أن يصحو طقس يوم الخميس المقبل. ويكون طقس اليوم غائماً جزئياً مع ضباب على المرتفعات دون تعديل يُذكر في درجات الحرارة. وحذرت المصلحة من تشكل الجليد على الطرقات الجبلية. ويترافق طقس الغد الغائم والممطر مع عواصف رعدية متفرقة وثلوج على ارتفاع 1200 متر وما فوق.
وتتراوح درجات الحرارة من 8 درجات إلى 15 درجة على الساحل، ومن صفر إلى سبع درجات على الجبال، وفي الداخل من واحد تحت الصفر حتى عشر درجات.
وأزاحت العاصفة الثلجية المنصرمة خطر الجفاف الذي قضّ مضاجع المزارعين والمواطنين الذين عانوا من انحسار الأمطار والثلوج التي انتظرها طويلاً اللبنانيون بعد أن بدأوا بشراء المياه من الصهاريج في ظاهرة لم يشهدها لبنان من قبل في مثل هذه الفترة.
وشهد لبنان نهاية أسبوع بيضاء نثرت خيراتها وثلوجها وأمطارها الغزيرة على القرى والمناطق في لبنان كافة، وأدت المتساقطات المطرية والثلجية التي أغدقتها العاصفة الأخيرة إلى رفع أرقام المتساقطات المطرية التي تجاوزت في مدينة زحلة معدلات السنة الماضية لمثل هذه الفترة. وسجلت أرقام المتساقطات المطرية في زحلة لغاية صباح أمس ما مجموعه 432 ملم يقابلها للفترة نفسها من السنة الماضية 385ملم، أما المعدل العام التصاعدي للفترة نفسها فيبلغ 470 ملم.
وأشارت دائرة المناخ في حوش الأمراء إلى أن مجموع المتساقطات المطرية للعاصفة الثلجية الأخيرة بلغت 54,9 ملم إنما الأهم هو تساقط الثلوج بشكل كثيف مما يعزز من منسوب المياه الجوفية ويروي عطش الأراضي الزراعية، خصوصاً زراعات الحبوب والبطاطا والقمح. وتسببت العاصفة الثلجية بتوفير خميرة من الثلوج التي تراكمت على الجبال والقمم وأعالي البلدات الجبلية، كما زادت من منسوب الأنهر بشكل واضح.
وفي البقاع بدأ تساقط الثلوج اعتباراً من ليل الجمعة ـ السبت الى صباح امس، وعملت قوى الامن الداخلي على إقفال طريق ضهر البيدر فقط خلال ساعات الليل، خصوصاً مع اشتداد العاصفة الثلجية فيما بقيت الطريق الدولية مفتوحة في فترات النهار أمام السيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية وسيارات الدفع الرباعي، في حين منعت قوى الأمن الداخلي عبور الشاحنات طريق ضهر البيدر.
ووصل ارتفاع جدران الثلوج على جوانب طريق ضهر البيدر الى حدود ثلاثة أمتار.
وارتفعت نسبة تراكم الثلوج في قرى وبلدات منطقتي راشيا والبقاع الغربي، وذلك بعدما تدنت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في القرى الجبلية.
وتسببت العاصفة الثلجية بانقطاع التيار الكهربائي نتيجة الأعطال التي طرأت على خطوط نقل الطاقة إلى القرى، وتحطم بعض أعمدة الكهرباء، وتعمل فرق الصيانة التابعة لمركز راشيا على إصلاحها رغم الظروف الصعبة.
كما علقت المدارس الرسمية والخاصة الدروس، إلى حين انحسار العاصفة.
وحاصرت الثلوج المئات من قطعان الماشية في مزارع الفاقعة واليابسة القريبة من مرتفعات جبل الشيخ ومزرعة جعفر، حيث لم تتمكن من الخروج من حظائرها إلى المراعي.
وتسببت العاصفة بأضرار مادية جسيمة بالأشجار واللوزيات والنصوب الصغيرة، وأتت على بعض البيوت البلاستيكية والهنغارات الزراعية.
وفي الضنية، تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية بانهيار كميات كبيرة من الصخور والحجارة والأتربة على الطريق الرئيسي الذي يربط بلدتي بخعون وطاران في الضنية قرب جسر حقليت، في مشهد يتكرر للمرة الثانية على التوالي في أقل من عشرة أيام ويؤدي إلى قطع الطريق في الاتجاهين وتهديد سلامة العابرين. وجدد الأهالي مطالبتهم الجهات المعنية بضرورة معالجة هذه المشكلة قبل حصول ما لا يحمد عقباه، خصوصاً أن الطريق تشهد حركة عبور كثيفة لسكان القرى والبلدات الجردية.
ويسود المنطقة جو عاصف وممطر، بالتزامن مع بدء تساقط الثلوج على ارتفاع 1000 متر، وتسبب بقطع بعض الطرقات المؤدية إلى قرى وبلدات جرد المنطقة بشكل مؤقت، وتحديداً طريق مستشفى سير ـ الضنية الحكومي، حيث عملت الجرافات التابعة لوزارة الأشغال والبلدية على فتحها مراراً، في حين قامت بلديات المنطقة برش الملح على الطرقات التي تكونت عليها طبقة من الجليد.
وفي البترون، تجاوزت الثلوج، أمس، نصف المتر في تنورين الفوقا وقطعت طريقي تنورين الفوقا ـ اللقلوق وتنورين الفوقا ـ حدث الجبه، وعملت جرافات وزارة الأشغال منذ صباح أمس على فتح الطرقات بين تنورين الفوقا وتنورين التحتا نزولاً نحو دوما وبشعله، حيث بقيت الطرقات حذرة وسالكة فقط للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية.
ووصلت سماكة الثلوج في إهدن الى نحو سبعين سنتمتراً للمرة الأولى هذه السنة ما جعل الطرقات الفرعية مقطوعة، حيث جاهدت جرافات وزارة الاشغال بالتعاون مع بلدية المنطقة، طوال يوم امس، لإبقاء الطريق الرئيسية التي تربط زغرتا باهدن وصولا الى بشري مفتوحة وسط ظروف مناخية قاسية.
اما في بشري فإن الطريق العام بقيت مفتوحة، رغم استمرار تساقط الثلوج التي وصلت سماكتها في مدينة بشري الى نحو خمسين سنتمتراً في حين بقيت طرقات بعض القرى والبلدات في القضاء مقطوعة. كما أدت العاصفة إلى تضرر بعض الأسلاك الكهربائية في العديد من القرى.
وفي الشوف غطت الثلوج معظم قرى وبلدات الشوف الاعلى وقطعت الطرقات عن بلدات، بعذران ـ الخريبة ـ المعاصر ـ الباروك ـ مرستي ـ جباع الشوف ـ نيحا ـ عين وزين ـ الورهانية ـ وبطمة طيلة فترة الصباح، حيث قاربت سماكة الثلوج الخمسين سنتمتراً في البلدات الملاصقة لجبل الباروك.
وعملت جرافة تابعة لوزارة الأشغال العامة على فتح طريق نيحا، جباع الشوف، مرستي، والخريبة.
وشهدت المنطقة انهيارات للصخور والأتربة على الطرقات منها انهيار صخرتين كبيرتين في بلدة المختارة بالقرب من حاجز لقوى الأمن الداخلي.
وترافق مع العاصفة الثلجية انقطاع في التيار الكهربائي لثلاثة أيام متواصلة.
وشهدت منطقة النبطية خلال اليومين الماضيين أمطاراً غزيرة ترافقت مع زخات كثيفة من البَرَد مصحوبة بعواصف رعدية قوية ورياح شديدة وانخفاض في درجات الحرارة، وحولت مياه الأمطار الشوارع والحقول والأودية إلى مستنقعات وسيول جرفت معها الصخور والأتربة والنفايات، وفاضت مياه نهري الليطاني وزريقون وينابيع الطاسة وشقحا والمئذنة والجرمق على جوانبها وتدفقت بأقصى طاقتها، وغطت الثلوج تلال وأعالي منطقة إقليم التفاح والجزء الجنوبي من قضاء جزين ودخلت المياه إلى عدد من المنازل المنخفضة، عرف منها في بلدة كفرتبنيت منزل علي حسين جابر المحاذي لطريق عام أرنون ـ كفرتبنيت.
لامست العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان خلال الساعات الـ48 الماضية، المناطق التي تقع على ارتفاع 500 متر، لتطال وادي الحاصباني و قرى حاصبيا والعرقوب كـــافة. ووصـــلت سماكة الثلوج في محور شبعا الى حوالى مئة سنتمتر.
وترافقت العاصفة الثلجية مع رياح سريعة هوجاء، ضربت كل شيء في منطقة حاصبيا لتخلّف أضراراً فادحة بالممتلكات وبالمواسم الزراعية على حد سواء، فتطايرت الهوائيات عن أسطح المنازل والستائر عن الشرفات، وتكسرت أغصان الأشجار خاصة الحمضيات والليمون والتي تساقطت ثمارها بنسبة 70 في المئة في سهول الماري ووادي خنسا والمجيدية. وتسببت الرياح في تمزيق الخيم البلاستيكية وتلف مزروعاتها، في حين غمرت السيول العديد من الحقول المزروعة بصلاً في الطرف الجنوبي لبلدة الماري، بحيث طالت الخسائر حوالى 150 مزارعاً.
وأدت الرياح أيضاً إلى أعطال في شبكة الكهرباء.
ورفعت مياه الأمطار والسيول منسوب مياه نهري الحاصباني والوزاني إلى أعلى مستوى لهما هذا العام، ففاضت مياههما على منتزهات ضفتيهما مسببة أضراراً فادحة بالمباني ومحتوياتها، كذلك أدت السيول الى هدم جدران الدعم للبساتين والعديد من اقنية الري في الحاصباني.