إنفلونزا الخنازير: تطمين رسمي وتقص لاحق

في أول ردّ فعل رسميّ على وباء إنفلونزا الخنازير الذي يمكن أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، أعلنت وزارة الصحة في بيان لها أمس «أنه حتى تاريخه لم تسجّل ولم يتمّ الاستقصاء عن حالات من هذا الوباء في لبنان»، وأنها «تتابع التدابير اللازمة للمراقبة والاحتواء عبر كل مرافق الدولة»، أي المطار والمرافئ والمعابر، «إضافةً إلى تفعيل نظام الترصد الوبائي والتدخل السريع». وفي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن إصابتين لشخصين عائدين من المكسيك، البلد الذي انتشر فيه الوباء أولا وقتل 103 أشخاص حتى أمس، قالت الوزارة إنه حتى الآن لم تصدر توصيات من منظمة الصحة العالمية بمراقبة المرافئ والموانئ والمعابر، واتخاذ تدابير وقائية مباشرة من البلدان التي لم تُسجل فيها حالات إنفلونزا الخنازير.
ويعقد وزير الصحة، محمد جواد خليفة، ومدير مكتب منظمة الصحة العالمية في بيروت، حسين أبو زيد، مؤتمراً صحافياً استثنائياً عند العاشرة من صباح اليوم في وزارة الصحة لشرح الوباء وتداعياته.
وأعلنت الوزارة أنها طلبت عبر منظمة الصحة العالمية تأمين الكواشف الطبية اللازمة، لتتمكّن من تشخيص الحالات، لو وجدت، بأسرع وقت ممكن. كما أعلنت أنها تتعاون مع وزارة الزراعة لمراقبة الثروة الحيوانية، ولا سيما مزارع الخنازير في لبنان واتخاذ التدابير اللازمة.
وقال الدكتور نبيه غوش، مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، في اتصال مع «الأخبار» إن وزير الزراعة الياس سكاف اتخذ قراراً يحمل الرقم 1/195 يقضي بمنع استيراد الخنازير الحية ومنتجاتها غير المصنعة من الخارج. أما بخصوص المنتجات المصنّعة فلم يمنع استيرادها «لأنه ليس هناك دليل على أن إنفلونزا الخنازير تستطيع أن تنتقل عن طريق لحم الخنازير المطهو. كما قررت الوزارة تلف أي شحنة دخلت الى لبنان من بلد أعلن وجود إصابات فيه».
أضاف غوش: «ابتداءً من اليوم ستقوم فرق من وزارة الزراعة بالكشف على مزارع تربية الخنازير كلّها، وستُسحب عيّنات للتأكد من خلو لبنان من هذا المرض. كما ستعمد الفرق إلى توعية المزارعين على أساليب العمل الآمنة واستخدام أجهزة التهوية السليمة فى المزارع»، إضافة إلى فرض الحصول على ختم مصلحة الأبحاث الزراعية على اللحوم المذبوحة.
وتظهر دراسة اقتصادية ازدياد الطلب على لحم الخنزير في لبنان، رغم أنه لا يدخل في صميم العادات الغذائية اللبنانية كثيراً. ويقدّر غوش «عدد المزارع في لبنان بين 20 و30 مزرعة»، مؤكداً أن «عمليات الكشف ستسهم في تحديث المعلومات بشأن عددها الفعلي». تجدر الإشارة إلى أن إعلان إسرائيل عن وجود إصابتين، يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية أمنية تتشدد في تطبيق قرار منع صيد الخنازير البرّية، التي من المحتمل أن تنتقل عبر الحدود إلى الجنوب اللبناني. ومن المعلوم أن لبنان شهد ازدياداً في أعداد الخنازير البرية بسبب إطلاق الإسرائيليين سراح العشرات منها عبر الحدود بعد انسحاب عام 2000.

 

بسام القنطار