مهرجان الصابون

إنطلقت الاستعدادات في خان الصابون في طرابلس القديمة، لاقامة مهرجان الصابون السنوي الأول في 21 حزيران المقبل، والذي يهدف الى تفعيل السياحة الثقافية مع بداية فصل الصيف، ولفت نظر السياح العرب والاجانب الى المدينة الأثرية بقلعتها ومساجدها وخاناتها وزواياها وحماماتها ومعالمها المختلفة التي ما تزال تشكل متحفاً حياً يضرب في عمق تاريخ طرابلس الممتد الى أكثر من 700 عام.
وقد بدأ القيمون على خان الصابون بتذخير الحركة السياحية باتجاه الخان، وذلك تسويقاً لفكرة المهرجان الاول من نوعه في لبنان، والذي سيتضمن عرضاً شاملاً لكيفية صناعة الصابون بدءاً من قطاف حبة الزيتون وعصرها واستخراج زيتها، والحصول على زيوت الاعشاب المنتشرة في المناطق النائية، مروراً بالتصنيع وإدخال العطور والمستحضرات الطبية، وصولاً الى تظهير الصابون الطرابلسي بصورته واشكاله والوانه النهائية، وتغليفه وعرضه.
كما باشر القيمون على الخان بارسال الدعوات الى كل سفراء الدول المعتمدة في لبنان والقناصل والملحقين، والشخصيات اللبنانية والجمعيات والهيئات المختلفة ووسائل الإعلام العربية والعالمية للمشاركة بهذا الحدث السياحي، الذي يهدف الى تأكيد حضور طرابلس على الخارطة السياحية العالمية كثاني مدينة مملوكية بعد القاهرة، واستعادة دورها على صعيد تصدير الصابون الطبيعي الى كل انـحاء العالم، وبالتالي تفعيل حركتها الاقتصادية والتجارية، وإعطاء الدفع المطلوب لصناعاتها التقليدية والتراثية.
وفي هذا الإطار يحرص خان الصابون على استضافة عدد من الشخصيات ذات الصلة بمشروعه السياحي بغية تأكيد جديته وتأمين الرعاية الكاملة له، فبعد اليوم الدبلوماسي الذي ضمّ عدداً من السفراء والقناصل الذين جالوا في الخان واطلعوا على هذه الصناعة، وزيارة وزير السياحة إيلي ماروني مطلع الاسبوع الفائت وتأكيده على رعاية أي نشاط سياحي يتعلق بأي صناعة تقليدية، وتشديده على تضافر الجهود لإنجاح المهرجان وحماية صناعة الصابون التي تحمل معاني النظافة والطهارة التي يحملها لبنان الى كل العالم.
وأمس الأول، فتح خان الصابون ذراعيه لاستقبال ملكة جمال لبنان روزاليتا الطويل التي اقيم لها مهرجان تراثي مميز خرج من خان الصابون الى الاسواق المجاورة التي جابتها الزفة الطرابلسية حاملة الملكة اللبنانية على هودج يتقدمه السيف والترس، وسط نثر الأرز والورود، الامر الذي اعطى اسواق المدينة نكهة سياحية مميزة شكلت عامل جذب لكثير من السياح الذين حضروا من دون دعوة مسبقة، وإنضموا الى أهالي المدينة، فضاقت بهم جنبات الخان الـذي استعــاد بـــعضاً من ألق التراث وعبق التاريخ.
إستهل المهرجان التراثي بالنشيد الوطني اللبناني، فترحيب من نبيل الرفاعي، ثم رأى بدر حسون أن لسفيرة الجمال مسؤوليتين. مسؤولية: نقل الصورة البهية عن هذا الوطن الصغير، ومسؤولية الدفاع عن صناعاته التقليدية والتراثية في إطار عملها الهادف الى تفعيل السياحة الثقافية. وأعلن حسون أن التحضيرات تسير على قدم وساق من اجل إقامة مهرجان الصابون السنوي الأول في 21 حزيران المقبل الموافق لبداية فصل الصيف، مؤكداً بذل كل الامكانيات في سبيل تحقيق التنمية المحلية، ودعم السياحة وتفعيلها في طرابلس.
وبعد كلمة أمير حسون الذي أشار الى النشاط التسويقي لخان الصابون في العالم، نوّهت الطويل في كلمة بالجهود السياحية التي يبذلها القيمون على خان الصابون