الشباب و التعلم في وادي خالد

العلم,بمختلف فروعه,من الأدب إلى الفيزياء و الكيمياء و الهندسة و الطب مروراً بالفن و النحت و الرسم, ضرورة من ضروات الحياة المعاصرة.

و مع إنفتاح الحياة بواسطة وسائل الإتصالات و المواصلات,صار تعلم لغاتٍ جديدة شيءٌ أساسي و ملحَ.فالشاب الذي يسافر خارج وطنه,يجب أن يتقن لغةً واحدة غير العربية على الأقل لكي يستطيع الإنخراط في سوق العمل.

          و لكن ما رأيك بمنطقةٍ تائية عن كل وسائل الإتصال السريع و عن معاهد تعلم اللغات؟

لكي نستطيع تعلم لغةٍ ما(الإنكليزية-الفرنسية-إيطالية.....)يجب علينا أن نقضي معظم وقتنا على الطرقات.فالطريق من "وادي خالد" إلى طرابلس حيث توجد هذه المعاهد يأخذ قرابة الساعتين(ساعتين ذهاباً و ساعتين إياباً),

و كيف يستطيع هذا الإنسان المرهق أصلاً من طول الطريق أن يستوعب ما يتعلمه؟؟!!!

          هذا عن المعاهد,أما عن الجامعات فالأمر يزداد سوءً.فلكي تكمل تحصيلك العلمي –أنت يا إبن وادي الحرمان-يجب أن تضحي كثيراً!لأن الجامعة هي الأخرى بعيدة.و حتى الآن لم يخطر على بال دولتنا الكريمة أن تفتح فرعاً للجامعة اللبنانية في عكار!

لا يوجد من يُقدر معنى أربع ساعات على الطريق المحفرإلا من عانى منه.

          لذلك نطالب-نحن الشباب-أن تُفتح معاهد للغات في عكار و ألا يقتصر ذلك على معهد "واحد",نريد معاهد مُعترف بشهاداتها من قبل الإدارات الرسمية سواء هنا أم في الخارج.و نأمل أيضاً أن تُفتح فروعٌ للجامعة اللبنانية و الجامعات الخاصة أيضاً في عكار ,في قلب عكار ,موطن الحرمان و المعاناة!

هناء الغازي