اليمونة و بعلبك - الهرمل تستعدان لمشروع السد

تستعد بلدة اليمونة ومنطقة بعلبك - الهرمل للمشاركة في استقبال رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونواب المنطقة ومسؤولين وفاعليات في السابع من تشرين الثاني الجاري وستكون الزيارة الرسمية الاولى التي يقوم بها رئيس للجمهورية لليمونة منذ الإستقلال (الرئيس كميل شمعون كان يزور المنطقة في رحلات صيد)، لوضع الحجر الاساس لمشروع انشاء سد وبحيرة طال انتظارهما في منبسط اليمونة على ارتفاع 1370 متراً عن سطح البحر غرب مدينة بعلبك ليشكل مع ملحقاته جزءا من الخطة العشرية لوزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للموارد المائية والكهربائية القاضية بإنشاء السدود والبحيرات الجبلية بهدف ترشيد إستثمار الموارد المائية السطحية وتغذية المياه الجوفية .
وتقع بلدة اليمونة التي تبعد عن مدينة بعلبك نحو 15 كيلومتراً فقط بين جبال المكمل والمنيطرة وصنين في منخفض جعل منها خزانا طبيعيا للمياه الجوفية العذبة وتتفجر في البلدة عشرات الينابيع التي يصل تصريفها خلال الفيضان السنوي الى ما يقارب 12 أو15 متراً مكعباً في الثانية مما يؤدي الى تشكل مسطح مائي تقارب مساحته خمسين هكتارا ويغمر سهل اليمونة المنخفض حتى مستوى الينابيع .
وينتظلر الاهالي بفرح وامل زيارة رئيس الجمهورية صباح الاربعاء المقبل ليضع الحجر الاساس لسد بحيرة اليمونة الذي يؤمل ان يحول المنطقة الى اقتصاد خدمات وسياحة عبر اتاحة المجال لممارسة رياضة القوارب والنشاطات السياحية والشبابية وزيارة معالم اثرية تعود الى حقب رومانية وبيزنطية ويونانية، وعربية ومنها "معبد ادريانو" الذي يعود الى عام 134م و"معبد إله الماء" الروماني الذي كرس لعبادة احدى ربات المياه والى جانبه بقايا بحيرة كانت تعج في العصور القديمة بالاسماك المقدسة إضافة الى قلعة البرج .
وشدد رئيس بلدية اليمونة طلال شريف على اهمية المشروع لما فيه من "انصاف انمائي لليمونة التي تعتبر واحدة من أجمل المناطق". واشار الى ان الهيئة العليا للإغاثة تولت دفع تعويضات استملاك الأراضي الخاصة بمشروع سد اليمونة للاهالي الذين شغلوها منذ 1936". ودعا رئيس جمعية حماية الطبيعة في اليمونة حكمت شريف الأهالي الى التعاون من أجل إنجاح هذا المشروع الذي يهدف الى انماء االبلدة ويساهم في تنشيط الحركة السياحية وحماية الآثار، لافتا الى انه صدر في عام 1999 قانون يجدد اعتبار مشاعات اليمونة محمية طبيعية وأثرية وعلمية "فهي تقع في منخفض طبيعي، يعرف بفالق اليمونة، يبدأ من تركيا وينتهي بالقرب من البحر الميت مما يعطيها مزيداً من الجمال الطبيعي، ويجعلها واحة خضراء وسط سلسلة من الجبال القاحلة".
وحصلت" النهار" على دراسة اولية لمشروع سد بحيرة اليمونة لاعادة السطح المائي بانشاء سد قليل الارتفاع يخزن 1,5 مليون متر مكعب من مياه نبع الغزارة نظراً الى أن منطقة البحيرة منطقة زلزالية متعارف عليها عالميا ويتألف السد القابل للغمر في فصل الغزارة من الردميات الصلصالية المحمية بالقماش الجيوتقني تعلوه "الغابيونات" الصخرية الموضوعة ضمن اقفاص من الشبك المعدني المغلف بالبلاستيك بحيث تتناسق مع المحيط الطبيعي للموقع وتمنع انجراف التربة الصلصالية لجسم السد وتضفي جمالية خاصة على المنطقة.
وستكون مساحة البحيرة 32 هكتاراً، ويبلغ عرض جسم السد ثلاثة امتار افقيا ومتراً واحداً عموديا وانحناء الجسم الخلفي للسد سيكون اربعة أمتار افقياً ومتراً واحداً عموديا وارتفاعه الاقصى سبعة امتار اما طول الطريق الدائرية فتبلغ 2520 متراً وعرضها ثلاثة امتار.
اما المنشآت الملحقة فهي:
- منشآت تصريف الفائض وتتألف من هدارين سطحيين ومتراً واحداً يشكل الاول مجرى لمياه الري بتصريف قسم من مياه الفائض نحو نفق اليمونة والثاني يقوم بتصريف مياه الفائض في اثناء الغزارة في "البواليع" الجوفية.
- منشآت المأخذ وتتألف من هدار سطحي يسمح باستعمال المياه خلال النهار وتخزينه خلال الليل.
- منشآت تفريغ القعر وتتألف من قسطل حديد قطره 800 ميلليمتر ينطلق من النقطة الاكثر انخفاضا في البحيرة مرورا تحت السد ووصولا نحو منطقة "البواليع" الطبيعـية .
ويتضمن برنامج الاحتفال وضع الحجر الاساس والذي يبدأ الساعة العاشرة صباحا بكلمات لرئيس بلدية اليمونة طلال شريف ، المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير، وزير الطاقة والمياه آلان طابوريان وكلمة رئيس الجمهورية وتقديم درع تكريمية ومفتاح البلدة الى رئيس الجمهورية ولوحة تذكارية من مزارعي مشروع مياه اليمونة للري وازاحة الستار ووضع الحجر الاساس ليختتم الساعة الثانية عشرة بكوكتيل في حديقة البلدية.
وتبقى آمال اهالي بعلبك الهرمل معلقة على انجاز هذا المشروع والمشاريع الانمائية للمياه الاخرى في القضاء وهي: مشروع ري العاصي، مشروع سد رأس بعلبك، مشروع سد الفاكهة، مشروع ري الرعيان، مشروع سد نحلة، مشروع سد جريبان، مشروع سد وادي سباط، مشروع سد ماسا، مشروع بحيرة النجاصة (قضاء الهرمل)، مشروع بحيرة شعث (نبع هلا)، ومشاريع ري بساتين بعلبك.

بعلبك - من وسام اسماعيل