الوزير رحال لموقعنا: موضوع السلاح على طريق الحلّ في البيان الوزاري

كان عقرب الساعة يشير الى ما بعد الساعة التاسعة ليلاً بدقائق حين غادر وزير البيئة الجديد محمد رحال مكتبه الوزاريّ، في يومه الأول داخل هذه الوزارة التي تسلّم حقيبتها كأصغر الوزراء سنّاً. منذ إعلان تأليف الحكومة الحريريّة، تردّدت أقاويل كثيرة عن إبن البقاع الغربي الذي لم يتجاوز الثلاثين من العمر والذي لم يمرّ على انضمامه الى تيّار المستقبل أكثر من سنتين، آتياً من تجربة في حزب يشكّل النقيض السياسي للتيّار. لكن الوزير رحال، الذي تسلّم حقيبة لم يحقّق فيها أسلافه إنجازات كبيرة بسبب صعوبة ملفاتها وحاجتها الى غطاءٍ سياسي ودعمٍ مالي نادراً ما يتوفّران، يدرك جيّداً ما ينتظره في وزارة البيئة في زمن التلوّث السياسي. وما الإنتقادات التي تعرّض لها سوى دافع لبذل جهدٍ إضافيّ، يحثّه على العمل مع الجميع وخصوصاً مع الذين لم يحبّذوا قرار توزيره.
وفي ما يلي نصّ الحوار مع وزير البيئة محمد رحال:

شكّلت المفاجأة الأبرز في التشكيلة الحكوميّة، فلماذا تمّ اختيارك وكيف تبلّغت هذا الأمر؟
أتمنّى أن تكون هذه المفاجأة سارّة وتحمل الخير للوزارة التي تسلّمت حقيبتها. تمّ اختياري من كوادر تيّار المستقبل، ويعود هذا القرار الى رئيس التيّار، إذ كان لي شرف التدرّج في كوادر التيّار. ويشكّل اختياري دليلاً على إيمان الرئيس سعد الحريري بدور الشباب وببثّ دمٍ جديد في العمل السياسي العام، من خلال تمثيل أفكار الشباب وطموحاتهم في السلطة التنفيذيّة.

كيف علمت بقرار اختيارك وزيراً؟
تبلور الأمر قبل ساعات فقط من إعلان الحكومة.

ما هو ردّك على الإنتقادات الكثيرة التي طالتك من بعض الصحف؟
أكتفي بالقول إنّ الوقت هو للعمل، خصوصاً أنّ تأليف حكومة وحدة وطنيّة يشكّل فرصة يجب استغلالها، عبر التأكيد على أنّ مجلس الوزراء فريق عمل سياسي يضع نفسه في خدمة الشعب اللبناني الذي يعاني من الوضعين الإقتصادي والإجتماعي. أدرك جيّداً أنّ مسؤوليّات كثيرة باتت ملقاةً على عاتقي تجاه بلدي وتجاه البيئة في لبنان كما تجاه التيّار الذي أمثّله، وهو أمر يلقى اهتمامي أكثر من الردّ على الإنتقادات.

وما ردّك على ما يقال عن انتقالك من حزب الإتحاد الذي يرأسه الوزير السابق عبد الرحيم مراد الى تيّار المستقبل؟
أصبحت كادراً في تيّار المستقبل منذ سنتين، وتولّيت في هذه الفترة مسؤوليّات عدّة أنجزتها بنجاح، ونلت ثقة المسؤولين في التيّار. لذا، تمّ اختياري على أساس الأمانة والثقة اللذين نجحت بنيلهما من خلال عملي في تيّار المستقبل.

هل تشكّل الإنتقادات التي توجّه إليك حافزاً لك للنجاح في الوزارة التي تتولى حقيبتها؟
من الطبيعي أن يدفعني الامر الى بذل جهدٍ إضافيّ، ويحثّني على العمل مع الجميع وخصوصاً مع الذين لم يحبّذوا قرار توزيري.

هل أصبحت على اطلاع على واقع الوزارة وأبرز ملفاتها؟
إنّه يومي الأول في الوزارة (الإثنين)، وقد اطلعت من فريق عمل الوزارة على ما أنجز من مشاريع، وعلى المشاريع التي سيتمّ تنفيذها في المستقبل القريب، وسيكون معي فريق عمل متخصّص للبحث معاً في كيفيّة إيجاد الحلول لمختلف المشاكل البيئيّة. ومن الطبيعي أن تكون فترة الأسبوعين المقبلين مخصّصة للإعداد والتحضير.

هل تملك الحكومة الحاليّة فرصة للنجاح في ظلّ التنوّع في انتماء وزرائها؟
تمثّل الحكومة الحاليّة مختلف الأطياف، وهي فرصة للبنانيّين للعمل يداً واحدة، مع تمنياتي بأن تبقى أجواء الوحدة سائدة لنقدّم للبنانيّين ما يطمحون إليه.

هل تتوقّع حصول إشكالات في ما يتعلّق بموضوع السلاح في البيان الوزاري؟
لا أتوقّع ذلك، فموضوع السلاح على طريق الحلّ.

هل تتوقّع حصول زيارة قريبة للرئيس الحريري الى دمشق؟
سبق للرئيس الحريري أن أعلن أنّه حين سيصبح رئيساً للحكومة سيكون حريصاً على تمثيل جميع اللبنانيّين، وأرى أنّه لا مانع من أن يقوم رئيس الحكومة بزيارة الى سوريا أو الى أيّ دولة عربيّة أخرى ويتحاور معها من موقع الندّ والإحترام المتبادل، وعلى أساس احترام سيادة لبنان وحريّته واستقلاله.

جرت العادة أن ينتقل النوّاب من البرلمان الى الحكومة، فهل تطمح الى فعل العكس لتصبح نائباً في المستقبل؟
أمثّل تيّار المستقبل في البقاع الغربي وأطمح الى تمثيل لبنان في وزارة البيئة والنجاح فيها، وما عدا ذلك من أمور مستقبليّة يعود القرار في شأنها الى الرئيس سعد الحريري

Reference: Lebanonfiles.com