وصلت «جعيتا» إلى مرحلة متقدمة جدا

هي مغارة جعيتا.. «أعجوبة الأعاجيب التي تزخر بمنحوتات طبيعية فريدة من نوعها في الدنيا، هي قلب لبنان، وحبكة لا تنضب لا في الصيف ولا في الشتاء، رسمها الخالق ووضعها لنا بقدرته وجلاله، ولم تتدخل يد احد غيره في ذلك، ونحن في لبنان اليوم بتنا بحاجة كبيرة الى ارتقاء بلدنا من جديد خارطة العالم السياحي والجمالي، بعدما اختنق بدخان السياسة التي أشبعته مآس وانكسارات». اليوم، تترقب هذه المغارة الباهرة، ومعها اللبنانيون جميعا، استحقاقا أساسيا يتوّجها على لائحة «عجائب الدنيا السبع» كما تستحق، وذلك بعد أن تم ترشيحها لذلك من قبل شركة new7wonder المنظمة لهذه المسابقة، وهو «استفتاء عجائب الدنيا السبع للمواقع الجغرافية الطبيعية».


للتصويت على الموقع الرسميhttp://www.new7wonders.com

وصلت «جعيتا» إلى مرحلة متقدمة جدا، حيث تتنافس بين 28 موقعا طبيعيا لدخول عجائب الدنيا السبع، وباتت على «قاب قوسين من الفوز»، لكنها تحتاج الى نسبة تصويت أعلى، نسبة الى عدد سكان لبنان مقارنة مع باقي الدول المشاركة وعدد سكانها، لاسيما في ظل المشاكل الكبيرة التي تعاني منها المغارة بين بلدية «جعيتا» والأهالي وشركة «ماباس» وهي الشركة المستثمرة لها والتي ينتهي عقد التجديد لها في العام 2022.

ويكشف رئيس بلدية جعيتا بالإنابة بشارة يوسف أن «مغارة جعيتا حاليا هي في المرتبة التاسعة وتحتاج الى مرتبتين لدخول المسابقة»، ويشير الى ان «المغارة يدخل عليها 450 ألف زائر».

ويلفت يوسف إلى أن التهديد الإسرائيلي الدائم للبنان حاضر هنا أيضا. ويقول: «إسرائيل تنافسنا على هذا الموضوع، عبر دعمها للبحر الميت». ويشير الى أن الأردن لا تكترث لدعم البحر الميت لأنها تعتبر أن من يزور البتراء تلقائيا سيمر بالبحر الميت لذا الداعم الأساسي لفوز البحر الميت في المسابقة هو إسرائيل لأنه الموقع السياحي الوحيد هناك. ويشرح طبيعة الممارسات الاسرائيلية العدوانية حتى على صعيد التصويت: «خلال مشاركتي في مؤتمر للتنمية السياحية في الشرق الأوسط بالأردن بتنظيم من منظمة المدن التاريخية في العالم والتي انتسبت لها بلدية جعيتا منذ عام، وتم اعلامنا في هذا المؤتمر أن إسرائيل وكلت «روبوت» يعيق التصويت في بعض البلدان بحيث ان من يريد التصويت لمغارة جعيتا على سبيل المثال يفاجأ بعبارة أنه لا يحق له التصويت لأنه صوت مسبقا وبالحقيقة انه لم يصوت مسبقا».

ويتوقف يوسف أيضا عند المشكلة الواقعة بين البلدية وشركة «ماباس»، ويوضح في هذا الإطار أن الشركة تقوم بإدخال اشخاص مجانا الى المغارة دون دفع ثمن «التيكيت»، علما أنه يتوقع ان يصل عدد السياح الى جعيتا الى حوالي مليون و200 ألف».

ويذكر يوسف ان «أن عدد زوار البتراء كان 200 ألف زائر سنويا وبعد انضمامها الى عجائب الدنيا السبع من صنع الإنسان تضاعف العدد الى 600 ألف بغضون عامين فقط واحصاءاتهم تشير الى أنه من المتوقع أن يبلغ عدد الزوار مليون زائر سنويا، ومقارنة مع لبنان يمكن ملاحظة الإفادة من انضمام مغارة جعيتا الى عجائب الدنيا السبع للمواقع الجغرافية الطبيعية بحيث سيتخطى عدد زوار المغارة المليون و200 ألف زائر سنويا.

ويضيف: «اليوم مغارة جعيتا وصلت الى المرحلة النهائية وهي بين المركز 9 و11 على أن يتم الإعلان عن النتيجة في تاريخ 11/11/2011، وحملة التصويت من لبنان وصلت لغاية كتابة هذه السطور الى حوالي 10500 صوتا».

ويشرح رئيس بلدية جعيتا بالإنابة ماهية الخلاف بين بلدية جعيتا وشركة «ماباس» المستثمرة لها ويقول: «الشركة دعمها قليل لحملة التصويت على المغارة ان كان من ناحية الاعلانات والدعم المادي»، ويعتبر ان «من المفروض ان تقوم الشركة بحملة كبيرة لاسيما وانها تملك ملايين الدولارات وتربح حوالي 6 مليارات ليرة بالسنة ولا تقوم بأي شيء للمغارة وساهمت مع الجمعيات بشكل بسيط كجمعية «FOR LEBANON» بالقيام بفيديو كليب شارك فيه أهم الممثلين من أجل دعم حملة التصويت للمغارة».

ويلاحظ يوسف أن شركة «ماباس» لم تقم بتقديم أي شيء والبلدية رغم امكاناتها القليلة قادرة على ايصال صوتها، ويشير الى ان «العقد الموقع مع «ماباس» تجدد بطريقة غير شرعية وكان يجب ان ينتهي في العام 2014، وهي تستفيد من «ticket» الدخول الى المغارة، والمعروف ان التعرفة هي 18200 ألف ليرة لبنانية، تستفيد الشركة المستثمرة بحوالي النصف، والبلدية تأخذ لها حوالي 300 ليرة والباقي للدولة، مع العلم أن هذه الشركة لم تظهر حسن نية من أجل دعم المغارة».

ويشدد على ان «قصة التصويت محيدة عن المشاكل الحاصلة بين البلدية وشركة «ماباس».

ويلفت يوسف الى ان «البلدية قامت بتوجيه كتاب الى وزير الاتصالات السابق طالبت فيه بخط دولي مجاني خاص بالتصويت لمغارة جعيتا لكننا لم نحصل على أي رد رغم أن المشروع كان يشمل وضع مجسم ضخم لأرزة في باحة مغارة جعيتا يشمل الحصول على برنامج الكتروني متصل بالخط الدولي وبالتالي يقوم الزائر بالتصويت من خلال هذا المجسم لدى زيارته للمغارة خاصة أننا لم نحصل على أي رد من قبل وزارة الاتصالات رغم أن البلدية كانت ستتحمل تكاليف هذا المشروع والذي يصل الى 20 ألف دولار، مستنكرا ما كتب على سيارة للنفايان «صوتوا لجعيتا». ويضيف: «كذلك لم نتلق أي رد من وزارة السياحة وقمنا بارسال كتاب مجددا الى الوزارة منذ حوالي الشهر نقدم فيه المشروع مجددا وأعربنا عن استعدادنا لتنظيم احتفال في باحة المغارة لاطلاق هذا المشروع برعاية رئيس الجمهورية ولو أن الوقت الذي يفصلنا عن اعلان النتائج هو شهران فقط لكننا لم نحظ بأي رد مجددا».

وإذ يشير يوسف الى ان 3% فقط من اللبنانيين الذين صوتوا الى المغارة والباقي من خارج لبنان، يدعو الوسائل الاعلامية لتكثيف الاعلانات الدعائية عن المغارة، علما أنها لا تكلف شيئا. كما يأسف يوسف أيضا ان توضع اعلانات للمغارة على سيارة تنقل النفايات وهذا امر غير مقبول ويكتب عليها «Vote for jeata».

وفيما يشدد يوسف على أن «ماباس» لا تقوم بشيء وأن البلدية هي التي حصلت على رعاية من بنك «سوسيتيه جنرال» بقيمة خمسة آلاف دولار، يقول: «عندما شعرت «ماباس» اننا نقوم بدعايات حاولت الحرتقة علينا». ويسأل: «كيف نطلب الاذن وهذه ضيعتنا».

ويضيف: «قمنا بشعار للتصويت للمغارة يقول: «بصوتك صارت قريبي، جعيتا تصفي عجيبي»، ودعت بلدية جعيتا جميع اللبنانيين للتصويت بكثافة للمغارة عبر موقعها الجديد www.jeitavillage.com علما ان مغارة جعيتا قد وصلت الى مرتبة متقدمة في سياق مسابقة عجائب الدنيا السبع الطبيعية فيما لم يتجاوز عدد أصوات اللبنانيين الـ 3%، وتتوقف عملية التصويت في 11/11/2011.

المغارة في سطور

يذكر أن جعيتا تنافس الآن مواقع طبيعية مميزة مثل شلالات نياغرا وغابات ونهر الأمازون وقمة إفريست وجزر وصحاري وبحيرات وجبال بركانية وغابات وأدوية من الصين حتى فنزويلا.

وتقع المغارة في وادي نهر الكلب على بعد نحو عشرين كلم شمال بيروت وتتكون من طبقتين أو مغارتين، عليا وسفلى.

توالى على اكتشاف المغارة عبر التاريخ رواد أجانب ومغامرون لبنانيون. تم اكتشاف الجزء السفلي في العام 1836، والجزء العلوي عام 1958. وما يميزها طبيعيا هو حجمها وشكلها الداخلي الناتج عن الترسبات الكلسية، التي يصل عمرها إلى ملايين السنين.

ويبلغ ارتفاع المغارة في أعلى نقطة في الداخل إلى نحو 108 أمتار، وهو أعلى ارتفاع في أي مغارة في العالم، فتتسع بذلك لبناء مبنى من 23 طابقا.

وعن التصويت لجعيتا بشكل كبير من الخارج، يؤكد بارود على أهمية إشراك غير المقيمين في لبنان بالانتخابات نظرا لاهتمام المغتربين بإنجاح لبنان «والحملة للتصويت للمغارة يجب ألا تعرقلها امور خلافية، وعلى الجميع ان يكون واعيا لهذا الأمر، وجعيتا لديها ما يكفي من المؤهلات التي تساعدها على الوصول الى عجائب الدنيا السبع، ولا نعلم قيمة ما لدينا».

 

Tayyar.org