الوزير زياد بارود على الـ"فايس بوك"

الوزير زياد بارود على الـ"فايس بوك"
جهاد الملاح -

مقاربة جديدة تَظهر في العالم العربي ، تستفيد مما تُقدمه التكنولوجيا الحديثة، التي بدأت تربط، في جديدها، المسؤول بالمواطن دون حواجز المغالاة والترفع، كما تربط بين الأصدقاء. فقد أصبح جلياً خلال الفترة الأخيرة، دخول السياسيين، كالفنانين، على موقع «فيس بوك»، وعبر أسمائهم الحقيقية، إذ يجرون محادثات مع أعضاء آخرين، خصوصا من بلدهم، كما يتبادلون الرسائل والتعليقات.

واللافت هو ما ينتهجه وزير الداخلية اللبناني زياد بارود في مشاركته على الـ«فيس بوك»، إذ يبدو مهتماً بحكم الناس، ويعبِّر عن أمله- بتواضع غير عربي- أن يكون «عند حسن ظن» أصدقائه في الموقع، الذين يعرفهم أو لا يعرفهم، وهم مواطنون بطبيعة الحال. وبدورهم، يبادرون الى إرسال التعليقات إليه، تارة سروراً بـ«صداقة» وزير الداخلية، وطوراً تعبيراً عن إعجابهم به وبنهجه، وعلى الملأ.

فإذا كان النموذج العربي غالباً ما يجنح الى التسليم بحكم الحاكم على أنه حكم القدر، قد يؤيده في حالة ويعارضه في أخرى، لكنه قلماً يتحمَّس له، فإن تقرّب الوزير بارود من المواطنين عبر «فيس بوك»، علماً بأنه غير مرشح للانتخابات، إضافة الى ما يلقاه من ردود، يدلان على أنه بالإمكان إعادة صياغة أبعاد العلاقة بين المواطن والمسؤول العربيين، خصوصا ما يتعلق بالتسليم لإدارة المسؤول، واعتبارها بمنزلة تمثيل لإرادة الجماعة، انطلاقاً من ان هذا المسؤول يربأ بنفسه عن حصر الفائدة بالموالين، بل يحرص على جعلها عامة.

على أي حال، ليس من المنطق توقع كسر الحواجز بين المسؤول والمواطن عند العرب، فهذه الحواجز، التي لا يبدو ان أي تكنولوجيا يمكن أن تذوِّبها، تتخطى في بنيانها التقرب من المواطنين والإصغاء إليهم، لتصل الى جدلية التمثيل الديمقراطي الحقيقي، وقواعد المحاسبة، والاقتناع بأن المنصب السياسي يضع المسؤول في مواجهة محكمة الرأي العام، لا أن يهاب الشعب المسؤول كمخلوق آتٍ من «كوكب» السلطة.

 http://www.facebook.com/home.php#/group.php?gid=17971479924&ref=ts