حمد بن جاسم: مصالحات تمّت بين قادة دول عربية

أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يوم الاثنين أن مصالحة تمّت بين قادة السعودية وسورية ومصر وقطر، في اللقاء الذي تمّ بدعوة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على هامش القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في الكويت.
ونقلت فضائية "الجزيرة" القطرية عن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قوله إن اللقاء توصّل أيضاً الى "تفاهمات" لم يكشف عن تفاصيلها.  وقال إن اللقاء تمّ بدعوة من الملك السعودي في مقرّ إقامته بقصر بيان ومن أمير الكويت على هامش القمة في الكويت، وشارك فيه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيسان المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد وملك الأردن عبد الله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.
وقال إن المصالحة جاءت استكمالاً لخطاب الملك السعودي الذي "لمس الجرح العربي وكان واضحاً وصريحاً ولا بدّ من الإشادة به".
وأضاف الشيخ حمد بن جاسم أن القادة الذين شاركوا في الاجتماع أعربوا عن نيتهم الصادقة لإتمام مصالحة "واضحة من القلب للقلب، وقد خرجنا بصفحة جديدة تفيد الموقف العربي وتقوّيه وهذا نتيجة لخطاب خادم الحرمين الشريفين الذي حثّ هؤلاء القادة على التوصّل الى نتيجة طيبة".
وقال إنه تم التوصل في اللقاء الى تفاهمات "لا يمكن الخوض في تفاصيلها"، معرباً عن اعتقاده أنها ستنعكس على الواقع العربي والعمل العربي المشترك.  وقال إن ما حصل في قطاع غزة دفع الى المصالحة العربية، مضيفاً أن "دماء الشهداء لم تذهب هدراً والمصالحة نتيجة لهذه الدماء"، وذكر بقول الملك لسعودي إنه لا بدّ من وجود لحمة عربية مقابل هذه التضحيات.
كما أمل الشيخ حمد بن جاسم أن تتشابك الأيدي "للتقدم نحو لملمة الجراح وتقوية الموقف العربي".
وعبّر القادة العرب خلال اللقاء مع الملك السعودي عن ترحيبهم بمضامين كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة، كما بحثوا الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.
وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح افتتح القمة في وقت سابق اليوم بدعوة كافة الفصائل الفلسطينية الى الوحدة لمواجهة "العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالباً بمحاكمة المسؤولين عنه، وشدّد على التمسّك بمبادرة السلام العربية.

الصباح: يجب محاسبة المسؤولين عن الجريمة الغير انسانية التي طالت غزة

واعتبر أمير الكويت الصباح أحمد الصباح أن ما يجري في غزة هو جريمة حرب ضد الانسانية وانتهاكاً لمبادئ حقوق الانسان، داعياً الى محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي تحرمها القوانين الدولية.
وأشار الصباح في افتتاح القمة العربية الاقتصادية في الكويت، إلى أنها "ستتدارس الخطوات العملية لتثبيت وقف اطلاق النار في غزة، مشيداً بالجهود العملية للرئيس المصري حسني مبارك "لحقن الدماء في غزة".
ونوه الصباح بالافكار والمقترحات التي قدمها القادة العرب لوقف مأساة غزة، معتبراً ان القوة العسكرية تؤجج الكراهية وتغذي التطرف في العالمين العربي والاسلامي، داعياً كافة القيادات الفلسطينية الى الوحدة والتكاتف. واضاف اننا من خلال تحركاتنا ننشد المصالح العليا للشعب الفلسطيني. واذ اكد الصباح ان القمة تنعقد في ظل ازمة اقتصادية عالمية، اشار الى "انننا سنعمل على التقليل من تأثيرات الازمة الاقتصادية"، متمنياً ان يكون اجتماع اليوم نقطة الانطلاق للعمل المشترك. مشيراً الى ان المبادرة العربية تمثل اساس الموقف العربي.

الأسد في قمة الكويت: أتمنى أن تكون هذه القمة قمة قرارات لا تسويات

فيما شدد الرئيس السوري بشار الأسد على "أهمية المساعدة المادية والدعم السياسي لغزة"، مشيراً إلى أن "ما يحصل في غزة من إجرام تداعياته قد تنعكس على بلداننا".
وقال الاسد "لسنا هنا لكي نتخذ البيانات عن الفلسطينيين، وأتمنى ان تكون هذه القمة قمة قرارات لا تسويات
فالمقاومة أساس لبقائنا".
واعتبر الاسد أن "النوايا العدوانية للاسرائيليين لم ولن تتغير، كل هذه المعطيات تجعل تكرار هذا العدوان في أي وقت أمر وارد، لذلك نشدد على ضرورة دعمنا للمقاومة الفلسطينينة، لأن القيام بالعملية العسكرية في غزة كان صعبا لو لم يكن هناك انقسام فلسطيني".

مبارك:هناك من يتاجر بمعاناة الشعب الفلسطيني وعلينا الوقوف الى جانب غزة

ورأى الرئيس المصري حسني مبارك ان هناك من يتاجر بمعاناة الشعب الفلسطيني، مشددا على ان علينا جميعا الوقوف الى جانب غزة بعيدا عن المزايدات والشعارات جوفاء
واشار مبارك في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحيةة للقمة العربية الاقتصادية التنموية في الكويت الى انه من المؤسف ان يعمل البعض على تقسيم الدول العربية بين دول الممانعة ودول الاعتدال ، معتبرا ان مأساة غزة ابرزت انقسام عالمنا العربي.
واعتبر مبارك ان مصر تمكنت من التوصل الى اتفاق يوقف اطلاق النار واستعادة التهدئة ورفع الحصار عن غزة، لافتاً الى ان العلاقات العربية ليست في أحسن أحوالها ولا بد ان تقوم في هذه العلاقات على الصراحة لا مجال فيها الى التخوين.
وأكد مبارك ان الموقف المصري كان واضحا ورغم مغالطات البعص فتعلمون االجهود التي بذلتها مصر لتمديد التهدئة وما بذلته لتحقيق الوفاق الفلسطيني لكن البعض تدخل لمنعها، مشددا على انه أمر بفتح معبر رفح منذ اليوم الأول للعدوان وما زال مفتوحا حتى الآن.
وأشار الرئيس المصري ان هذه القمة تعقد في وقت يمر العالم في أزمة اقتصادية خطرة وسيكون لها انعكاسات كبيرة على العالم العربي اضافة الى الأزمة الكبيرة في غزة معتبرا ان غزة لا تحتاج الى بيانات الشجب والادانة بل الى التحرك لوقف النار، لافتا الى ان الوقت حان لأن يتم التعامل مع المبادرة العربية للسلام والعمل على أساسها.
واعتبر مبارك ان البعض حاول ان يضع مصر في مواجهة مع المقاومة الفلسطينية، لكنه اكد في المقابل ان بلاده ستستمر في جهودها لاستكمال المصالحة بين الفلسطينيين، لافتا الى المقاومة لا بد ان تكون مسؤولة امام شعوبها، مؤكدا ان مصر ستظل الى جانب الفلسطينيين وان الوضع العربي الراهن رغم التشرذم والانقسام فيه، فلا يستعصي على الحل وان مصرستبذل أقصى طاقاتها لرأب الصدع العربي.

عمرو موسى: يعتمد حل المعضلة العربية الاسرائيلية على موقف عربي صحيح

وأوضح الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن "الجامعة العربية اعدت بكل جدية لهذا المؤتمر والاعداد أخذ الفترة الزمنية اللازمة".
موسى وفي كلمته في القمة العربية الإقتصادية التنموية المنعقدة في قصر بيان في الكويت وجه عبارات التقدير الى دولتين الكويت ومصر وجميع الوزراء العرب الذين رأوا في هذه القمة مسألة ضرورية. كما وجه التحية إلى الرأي العام العربي، الذي ينتظر من هذه القمة "بعض الامل والبسمة والراحة".
وأوضح موسى "رأينا اسرائيل تتغول على شعبنا الفلسطيني في غزة وسببه الرئيس التبعثر العربي"، موضحا ان "استمرار حالنا هذا سيؤدي الى مزيد من التراجع العربي". واعتبر أن "الحل للمعضلة العربية الاسرائيلية يعتمد على إيجاد موقف عربي صحيح واصلاح ذات البين بين الدول العربية لاننا وصلنا الى مرحلة غرق السفينة العربية". ورأى ان "العمل العربي يتطلب اعادة نظر على خلفية مأساة غزة بسبب الفرقة والخلاف".
ومن هذا المنطلق اعتبر موسى ان اغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي في الدوحة واغلاق سفارة اسرائيل في موريتانيا "امر يستحق الاشادة" مستطرداً "لكن التجميد لا يكفي".
واوضح ان "العمل جار على أن تكون جامعة الدول العربية منظمة فاعلة وجزءاً من الامم المتحدة تنطق باسم العرب كلهم وتعمل على تحقيق مصالحهم"، معربا عن أسفه في هذا الاطار ان "تكون الجامعة العربية اول من يتعرض لسهام الاتهامات". وأكد "حرصه على النأي بالجامعة العربية عن التجاذبات السياسية"، معلناً أن "رأس مسؤولياتي هو حماية هذا البيت من التصدّع".
ويعقد القادة العرب يوم الإثنين قمتهم الاقتصادية الأولى في الكويت ويتبنوا خلالها سلسلة قرارات تقرب بين دولهم اقتصادياً، إلا أن الحرب في غزة والانقسامات العربية الحادة ترخي بثقلها بقوة على القمة.
وكان مقدراً لهذه القمة أن تناقش قضية قطاع غزة التي أصبحت بنداً رئيسياً على جدول أعمال القادة العرب الذين فشلوا في التوافق على عقد قمة طارئة مخصصة للحرب في القطاع.
ويأتي انعقاد قمة الكويت بعد أيام من انعقاد قمة خليجية طارئة في الرياض حول غزة، وقمة الدوحة التي جمعت دولاً عربية وإسلامية خارج إطار الجامعة العربية ولم تحظى بدعم السعودية ومصر اللتين فضلتها بحث موضوع غزة خلال قمة الكويت.
وتشارك الدول العربية ال22 جميعها في القمة، وتتمثل 17 منها على مستوى رئيس الدولة. وبدأ الزعماء العرب بالتوافد إلى العاصمة الكويتية منذ صباح يوم الأحد، وتستمر القمة حتى الثلاثاء.
واتفق وزراء الخارجية العرب على مشروع قرار عربي يدعو إلى فتح جميع المعابر وانهاء الحصار في غزة فضلاً عن إلتزام إعادة إعمار القطاع ودعم السلطة الفلسطينية مالياً عبر صندوق يتوقع أن يؤسسه القادة العرب.
وينص مشروع القرار على "إلتزام إعادة البناء والإعمار في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية وتوفير الإمكانات المالية اللآزمة لهذا الغرض والتي تقدر بما يزيد على ملياري دولار، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية". ويدعو مشروع القرار أيضاً إلى "تقديم دعم إضافي بما لا يقل عن خمسمائة مليون دولار لدعم السلطة الفلسطينية" ويناشد دول العالم المشاركة في عملية إعادة  الإعمار.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة إن "الوضع العربي أصبح فوضى كبيرة جداً ومؤسفة جداً ومؤذية جداً".
وستنظر القمة في عشرة مشاريع منها، مشروع قرار لمخطط الربط البري العربي بالسكك الحديد ومشروع قرار الاتحاد الجمركي العربي. واتخاذ الاجراءات القانونية اللآزمة من قبل الدول المؤهلة تمهيداً للوصول إلى السوق العربية المشتركة.

الصباح: قمة الكويت ستولي القضية الفلسطينية اهتماماً خاصاً

وقد جدد وزير الإعلام الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح التأكيد على أن القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية -قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة - ستولي القضية الفلسطينية اهتماماً خاصاً في ضوء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وقال الصباح في مؤتمر صحفي عقده بمقر المركز الإعلامي للمؤتمر، "إن القمة ستبحث في مقدمة جدول أعمالها العدوان على قطاع غزة وإنشاء  صندوق لدعم أهالي غزة وإعادة إعمار القطاع بعد الدمار الذي تعرض له جراء العمليات الحربية الإسرائيلية". وأضاف أن القمة ستناقش تشكيل مؤسسات مالية لتقييم الأضرار والخسائر ودراسة الآليات اللازمة لعملية تمويل إعادة الإعمار لقطاع غزة بمبلغ سيصل إلى ملياري دولار.
وأكد الصباح أن حضور قادة الدول العربية سيعطي زخماً كبيراً للقمة التي أكد أهميتها في تحقيق معدلات تنمية عالية لمختلف شعوب المنطقة العربية وتعزيز اقتصادياتها، مبيناً أن القمة العربية الاقتصادية تعقد في ظروف بالغة الصعوبة.
وأعرب عن قناعته بأنه يمكن للدول العربية ومن خلال القمة التكاتف فيما بينها للتقليل من تلك التداعيات بقدر الإمكان على شعوبها.

سياله: القمة العربية الاقتصادية تاريخية 

وصف أمين الشؤون العربية بأمانة اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي في ليبيا محمد الطاهر سياله القمة العربية الاقتصادية التي تبدأ أعمالها يوم الإثنين بـ "التاريخية". وأن تحقق القمة طموحات الشعب العربي معرباً عن اعتقاده في أن تكون قراراتها مهمة وكبيرة.
وعبر وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي عن الأمل في أن تكون القمة العربية الاقتصادية خطوة إيجابية في توحيد صف الفلسطيني والصف العربي وتحديد موقف عربي موحد آزاء الوضع في فلسطين والعمل على إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية من خلال خلق دولة فلسطينة حرة عاصمتها القدس.
وأوضح مدلسي أن الوطن العربي يمر بظروف صعبة ولابد من حلقات منها حلقة قمة الكويت الاقتصادية ينبغي على أثرها اتخاذ خطوات إيجابية وتكملة المشوار العمل العربي المشترك".
وقال مدلسي "إن الشعب الفلسطيني يمر بظروف صعبة وأليمة ينتظر من القمة اتخاذ خطوات إيجابية. وأشار إلى أن هناك قاسماً مشتركاً يجمع الدول العربية آزاء القضية المشتركة
ولكن هناك اختلافاً نوعا ما فيما بينها ويجب دراسة هذه المواقف وتحليلها للوصول ولو بصفة تدريجية إلى موقف عربي واحد مثل المبادرة العربية للسلام.