اعتراف إسرائيلي باستخدام الفوسفور الأبيض في غزة

اعترف الجيش الإسرائيلي باستخدام قذائف فوسفورية في عدوانه على قطاع غزة، وذلك بعد احتجاجات وشكاوى عديدة فلسطينية ودولية منذ الأيام الأولى للعدوان.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية الثلاثاء أن الجيش اعترف بإطلاق قذائف مدفعية اشتملت على قطع قماش مشبعة بالفوسفور بادعاء إنشاء ستار دخاني.
وبحسب الصحيفة فإن الجيش ادعى أنه استخدم هذا النوع من القذائف في مناطق مفتوحة بالقطاع، لكن المشاهد التي تم نقلها عبر شاشات التلفزيون طوال الأيام الـ23 للحرب أظهرت إطلاق هذه القذائف في قلب المناطق المأهولة بالسكان وأنه تم استخدامها بصورة مكثفة للغاية.
وزعم الغزاة أن الهدف من استخدام هذه القذائف هو تحديد أهداف وتفجير عبوات ناسفة وأن استخدامها تم بما يتوافق مع القانون الدولي، وحسبما هو معروف للجيش فإنه لم يتم استخدامها بمناطق مأهولة.
ونقلت معاريف عن منظمات حقوقية دولية تأكيدها أن الحديث لا يدور عن هذه القذائف فقط، وإنما عن نوع آخر كان يسقط على الأرض في قطاع غزة وينشر مادة الفوسفور الحارقة في كل مكان.
وكانت المنظمات الحقوقية الدولية قدمت شكاوى واحتجاجات متكررة منذ بداية الحرب حول استخدام الجيش الإسرائيلي القنابل الفوسفورية في مناطق مأهولة بجميع أنحاء القطاع. 
وأعلنت العفو الدولية مساء الاثنين أن بحوزتها أدلة دامغة حول استخدام إسرائيل القنابل الفوسفورية حربها على غزة.
وأكدت المنظمة أن بعثة من قبلها زارت القطاع ووجدت أدلة لا تقبل الشك باستخدام كبير من جانب إسرائيل قنابل فوسفورية تم إطلاقها باتجاه مناطق ذات كثافة سكانية عالية بمدينة غزة وشمال القطاع.
ومن جانبها اتهمت منظمة الصليب الأحمر الدولي أيضا إسرائيل باستخدام القنابل الفوسفورية المحظورة طوال فترة الحرب.
ونقلت تايمز البريطانية بعددها الصادر الثلاثاء صورة مصغرة لمعاناة الفلسطينيين من ضحايا العدوان متمثلة في الطفل محمود مطر الذي فقد بصره وأصيب بحروق شديدة نتيجة القصف باستخدام الفوسفور الأبيض.
وأشارت الصحيفة إلى أن العدوان على غزة قد يكون انتهى، لكن محمود (14 عاما) لن يتمكن من الإحساس بالهدوء الذي خيم على بلدته جباليا بسبب فقده حاسة البصر وإصابته بحروق من الدرجة الثالثة في معظم جسده.
وذكرت أيضا أن شهود عيان وصفوا علامات القصف بالفوسفور الأبيض بأنها كانت دخانا أبيض سميكا وذا رائحة نفاذة، وتظل هذه المادة مشتعلة حتى تطفأ بالرمل، مضيفة أن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بحروق في نفس الهجوم.