دراسة: الحروب كلفت الشرق الأوسط 12 تريليون دولار

أظهرت دراسة نشرت يوم الجمعة أن 20 عاما من الصراع كلف الشرق الأوسط 12 تريليون دولار. وقالت الدراسة التي أجرتها مجموعة التوقعات الاستراتيجية في الهند بدعم من حكومات أو وكالات أخرى في النرويج وقطر وسويسرا وتركيا، إنه إذا لم يتم حل الصراعات في المنطقة فان التكاليف ستستمر في الارتفاع. وقال سونديب واسليكار رئيس المجموعة وأحد الذين شاركوا في كتابة التقرير "الاختيار الذي يتعين عليهم أن يقرروه هو الاختيار بين خطر الدمار وبشائر السلام". والأرقام جميعها مذهلة لأن الكساد العالمي والتباطوء الاقتصادي يجبران الحكومات على البحث بصعوبة عن مليارات الدولارات لإنقاذ البنوك والاقتصاديات.
وتبحث الدراسة تكاليف الفشل في التوصل إلى السلام بعد مؤتمر مدريد في عام 1991 الذي أبطل تأثير العديد من مميزات المنطقة من حيث الموقع والموارد والتعليم. وكان مؤتمر مدريد محاولة من جانب المجتمع الدولي لبدء محادثات سلام إسرائيلية عربية في أعقاب حرب الخليج. ويبحث التقرير الصراع في المنطقة بالكامل من إيران إلى مصر بما فيها الصراع بين إسرائيل وجيرانها العرب والحرب في العراق والتوتر بين إيران وإسرائيل، وأنشطة تنظيم القاعدة في الشرق الأوسط. ويشمل التقرير أيضا التنافس بين حركة فتح وحركة حماس الفلسطينيتين.
وتركز جزء كبير من الدراسة أثناء تقديم التقرير يوم الجمعة على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 22 يوما على قطاع غزة الذي قتل فيه 1300 فلسطيني وأصيب خمسة آلاف وشرد آلاف الفلسطينيين. وقتل عشرة جنود إسرائيليين وثلاثة مدنيين. ويشير التقرير إلى أن تكاليف الصراع في المنطقة بلغ اثنين في المئة من إجمالي الناتج المحلي. وهو يعني أن السلام إذا اقترن بالحكم الرشيد والسياسات الاقتصادية السليمة سيسمح لبعض الدول بان تحقق نموا نسبته ثمانية في المئة. ومن الصعب حساب تكاليف أشياء عاطفية، مثل وفاة أطفال وأمور سياسية مثل خسارة الولايات المتحدة مصداقيتها في صورة أموال لكن الدراسة تتبعت هذه الأشياء.
ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن الأفراد في معظم الدول انخفض مستواها المادي إلى النصف مقارنة بما لو كان السلام تحقق في عام 1991 . ومتوسط دخل الفرد في إسرائيل في العام القادم كان سيبلغ 44241 دولارا في حالة تحقيق سلام مقارنة مع المتوسط المحتمل أن يبلغ 23304 دولار. وفي الضفة الغربية وقطاع غزة كان متوسط دخل الفرد سيبلغ 2427 دولارا بدلا من 1220 دولارا. وفي العراق يتوقع أن يبلغ متوسط دخل الفرد في العام القادم 2375 دولارا، وهو ربع ما كان سيصبح 9681 دولارا بدون حروب في العقدين الأخيرين. ومن التكاليف غير الملموسة ضياع كرامة الإنسان. وقال واسليكار إن كل الدول في المنطقة تعاني نتيجة للصراع، وأنه إذا أدى عدم الاستقرار إلى عودة سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل بمجرد انتهاء الكساد، فإن ذلك سيمحو كل المكاسب التي نجمت عن تحرير التجارة خلال فترة العشرين إلى ثلاثين عاما الماضية.