إسرائيل تدافع عن استخدامها الفوسفور الأبيض

أصرت إسرائيل على أن استخدام قواتها لقذائف الفوسفورالأبيض أثناء هجومها الأخير على قطاع غزة لم يكن مخالفا لقوانين الحرب. وقال ييغال بالمور الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية إن تحقيقا داخليا أجراه الجيش الإسرائيلي لم يعثر إلى الآن على اية أدلة تشير إلى إطلاق القوات الإسرائيلية لهذه الأسلحة في مناطق قريبة من التجمعات المدنية. يذكر أن استخدام الفوسفور الأبيض مسموح به في ساحات المعارك المفتوحة من أجل رفع السواتر الدخانية للتمويه، ولكن الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان يقولون إن الإسرائيليين استخدموها في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين في غزة.
ويسبب الفوسفورالأبيض أضرارا خطيرة إذا لامس الجلد البشري، حيث يلتصق به ويستمر في الاشتعال. وفي حال نجاة المصاب من الموت فإنه سيعاني من جروح مؤلمة جدا لا تندمل بسهولة. كما يسبب الفوسفور الأبيض الموت إذا استنشق أو ابتلع. على صعيد آخر، كلف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وزير العدل في حكومته الدفاع عن الدولة في مواجهة اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" بعد هجومها الأخير على قطاع غزة. وقد عين الوزير دانيال فريدمان لترؤس فريق حكومي سينسق الدفاع القانوني عن مسؤولين مدنيين وعسكريين في حال تقديم طلبات ملاحقة في حقهم، خصوصا لدى هيئات دولية.
وكانت دعاوى محاكمة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة قد تصاعدت على لسان مسؤولين دوليين في أعقاب قصف عدة مدارس تابعة للأونروا في غزة، بالإضافة إلى العديد الكبير من الأطفال الذين لقوا حتفهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية. وتقول الأمم المتحدة إن مقراتها في غزة استهدفت بهذا النوع من الأسلحة، مما تسبب في حرائق أتت على كل محتوياتها ومواد الإغاثة التي كانت مخزونة فيها. وتقول منظمتا العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، إضافة إلى الصحفيين الأجانب الذين زاروا غزة عقب انتهاء العمليات الحربية، إنهم عثروا على أدلة تثبت استخدام الإسرائيليين لهذه الأعتدة في الأحياء السكنية المكتظة. وكان الجيش الإسرائيلي قد وعد بالتحقيق في هذه الاتهامات.
إلاَّ أن بالمور قال لـ (بي بي سي) إن التحقيق لم يتوصل إلى أية أدلة تدعم الاتهامات التي وجهت للجيش الإسرائيلي، وأضاف "إن أجزاء من قطاع غزة كانت أرض حرب مفتوحة، ولذا فأنا لن أخوض في الظروف الخاصة لكل واقعة لأنني لم أطلع عليها كلها كما لم تتطلعون أنتم عليها أيضا، ولذلك سأكتفي بترديد ما قالته اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أنها لم تعثر على أية أدلة تشير إلى استخدام الفوسفور الأبيض بشكل غير قانوني في غزة، وأنها ستمتنع نتيجة ذلك عن الإدلاء بأية تعليقات جديدة بانتظار نتيجة التحقيق".