جددت إسرائيل رفضها فتح معابر قطاع غزة ضاربة بكل النداءات الدولية المطالبة بفتحها عرض الحائط، مشددة على أن تلك المعابر ستظل مغلقة ما دام فتحها سيفيد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حسب ما صرح به مستشار رفيع لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت.
وطالب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا السبت، في حديث لاذاعة المانية، بفتح المعابر في غزة للسماح بوصول المساعدات الانسانية الى الفلسطينيين.
وقال سولانا لاذاعة "دويتش لاند فانك" ان الاهم حاليا هو الاعتناء بالناس "الذين فقدوا منازلهم، ولا يملكون الغذاء ولا يحظون بالعناية الطبية".
واضاق سولانا "لذلك على الحكومة الاسرائيلية فتح الحدود"، موضحا ان الاتحاد الاوروبي يرفض العمل مع حماس.

فتح تحقيق دولي

وشدد على ان الاتحاد الاوروبي يرغب في فتح تحقيق دولي حول الهجمات الاسرائيلية طوال ثلاثة اسابيع في غزة. وقال "يجب تحديد ما اذا كانت اسرائيل ارتكبت جرائم حرب خلال هذه الفترة".
وكان وفد من حماس وصل الجمعة الى مصر لاجراء محادثات جديدة حول تهدئة دائمة مع اسرائيل بوساطة مصرية.
وستتركز المحادثات حول تعزيز وقف اطلاق النار الهش الذي اعلن الاحد الماضي من جانب اسرائيل ومن ثم حماس التي تسيطر على قطاع غزة، كلا على حدة، اضافة الى موضوع فتح المعابر.وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز طالب السلطات الإسرائيلية بفتح جميع معابر قطاع غزة من أجل الإسراع في إدخال إمدادات الإغاثة.
وجاءت تصريحات هولمز في مؤتمر صحفي في القدس يوم الجمعة بعد يوم من زيارته لغزة لتفقد آثار العدوان الإسرائيلي.

الأمم المتحدة تتعاون مع  حماس 

وقال هولمز إن على الأمم المتحدة مناشدة المجتمع الدولي لتقديم مئات الملايين من الدولارات للمساعدة على تخطي ما وصفه بالأزمة الإنسانية الحقيقية في قطاع غزة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية.
وأوضح أن الأمم المتحدة تتعاون مع حركة حماس وأي جهة سياسية أخرى لتقديم مساعداتها بغض النظر عن الظروف السياسية ودعا إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي بين الفرقاء الفلسطينيين.
وقد تفقد هولمز الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية، وزار العديد من المواقع التي استهدفها القصف في قطاع غزة.
وكان مستشاراً رفيعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي أكد أمام مجموعة صغيرة من الصحفيين في المقر العسكري الإسرائيلي في تل أبيب قبل يومين -بشرط ألا ينشر اسمه- أن إسرائيل تستبعد إعادة فتح المعابر الحدودية إلى قطاع غزة بشكل كامل "ما دامت حركة حماس تحكم القطاع أو تستفيد من تخفيف القيود".
وأضاف أنه حتى إذا وافقت حماس على السماح للسلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس بإدارة المعابر فإن إسرائيل تعتقد أن حماس سوف تسيطر على الأمور من خلف الستار وتستعيد السيطرة خلال أيام.

مصر تعتقل أطباء

من ناحية أخرى أعلنت بعثة أطباء من جنوب أفريقيا كانت متوجهة إلى قطاع غزة أن السلطات المصرية اعتقلت أحد أعضائها عند الجانب المصري من معبر رفح.
وقالت البعثة الطبية إنها تجهل مكان الطبيب المعتقل، مضيفة أن الاعتقال حدث أثناء صعوبات اعترضتها لدى استكمال إجراءات المرور إلى القطاع، كما أنها لم تنه بعد إجراءات تخليص شحنة من الإمدادات الطبية من نحو 86 طنا لا تزال الجمارك المصرية تحتجزها.
إلى ذلك قال مسؤول حدودي مصري إن مصر سمحت بعبور العشرات من العالقين الفلسطينيين بغزة إلى أراضيها عبر معبر رفح الحدودي وذلك للمرة الأولى منذ بدء العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة أواخر الشهر الماضي.
وأضاف أنه تم السماح أيضا بعودة 93 فلسطينيا من العالقين في الجانب المصري إلى قطاع غزة.
كما فتحت السلطات المصرية معبر رفح الحدودي أمام عبور الجرحى الفلسطينيين للعلاج داخل المستشفيات المصرية، وقد عبر إلى الأراضي المصرية حتى الثالثة من عصر أمس الجمعة بالتوقيت المحلي نحو عشرة جرحى فلسطينيين.
وأضاف أن 44 جريحا فلسطينيا و38 مرافقا لهم وصلوا إلى الأراضي المصرية الخميس، بينما تم إدخال نحو 26 طبيبا من منظمة أطباء بلا حدود الدولية وذلك للمساهمة في علاج الجرحى الفلسطينيين.