مصر تنفي وجود اتفاقية سرية مع إسرائيل بشأن غزة

أعلن الجانب الإسرائيلي أنه أبرم تفاهمات مع القيادة المصرية من أجل ضبط الحدود مع قطاع غزة، كما وأعلنت فرنسا أنها أرسلت فرقاطة عسكرية معززة بمروحيات لمراقبة شواطئ غزة بالتنسيق مع مصر، إلا أن الحكومة المصرية نفت عقد أية اتفاقيات أمنية مع الجانب الإسرائيلي بهذا الشأن، وقال وزير مصري إنّ القاهرة "لا تفرط بسيادتها".
وقال الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة المصري للشؤون القانونية والمجالس النيابية، إنّ "مصر تعى تماماً مسؤوليتها تجاه شعبها، ومنها حماية أرضها وحدودها وأمنها، ولا تقبل بأي حال التفريط بسيادتها سواء على حدودها البرية أو البحرية أو قضائها".
وأكد الوزير شهاب فى رده على استفسارات عدد من النواب فى جلسة مجلس الشعب الأحد، عن هذا الاتفاق الأمني لضبط الحدود، أنّ مصر لم تعقد أي إتفاقية مع الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن، ولا يمكن أن تعقد اتفاقية مع أي دولة إلاّ وتعرضها على البرلمان.
وقال شهاب "إنّ ميثاق الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يعترف بأية اتفاقات سرية، ومصر لم تخالف هذا الإلتزام فى أي يوم من الأيام، ولا يمكنها أن تبرم اتفاقاً سرياً مع أي دولة. وأكد شهاب أنّ مصر لا علاقة لها بالاتفاقية الأمنية الإسرائيلية ـ الأميركية، والتي وُقعت قبيل وقف إطلاق النار بمبرر منع وصول أسلحة لقطاع غزة، وأفاد أنّ مصر ليست طرفاً في هذه الاتفاقية وهي ملزمة فقط لمن وقع عليها.
وشدّد شهاب على أنّ حدود مصر الدولية "خط أحمر، ولن تقبل مصر بوجود أي قوات أجنبية لدولة أو قوات دولية على حدودها". وكانت فرنسا قد أعلنت أنها أرسلت فرقاطة لمراقبة شواطئ غزة بالتنسيق مع الجانبين المصري والإسرائيلي.
وقال رئيس الهيئة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، إنّ "مصر قادرة على منع تهريب الأسلحة من أراضيها إلى قطاع غزة، وأنّ لديها رغبة غير مسبوقة لوقف تهريب الأسلحة"، معتبراً أنّ مصر تتفهم أنّ حماس لا تشكل تهديداً لإسرائيل فقط وإنما لها أيضاً، حيث تعمل حماس بالتنسيق مع إيران وجماعة الإخوان المسلمين المعارضة في مصر".

أبو الغيط: إيران كانت وراء الكثير مما حدث في المنطقة

أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري الأحد أنه ثبت صحة وجهة النظر المصرية بأن إيران كانت وراء الكثير مما حدث في الفترة الأخيرة.
وقال أبو الغيط، على هامش مشاركته في اجتماعات وزراء الخارجية الأوروبيين ببروكسل أن "مصر وقفت وقفة قوية وانتهى الحال وأن كافة الخيوط في يد مصر".
وحول ما إذا كانت هناك حرباً إعلامية ضد مصر قال أبو الغيط في تصريح أدلى به لدى وصوله بروكسل بحسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية "لم تكن حرباً إعلامية ولكنها حرب استهدفت فتح معبر رفح،  ومعبر رفح مفتوح للشق الإنساني فقط ولكن يحكمه اتفاق 2005 وسيظل ذلك الاتفاق يحكم هذا المعبر".
وأضاف "الفلسطينيون اليوم في مصر، بالأمس كانت هناك إسرائيل، اليوم وزير خارجية مصر يخاطب وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي، بعد غد يأتينا سولانا (المنسق الأعلى للشئون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي)".
واستطرد أبو الغيط قائلا "كانت هناك قمة الكويت وكان لمصر دورها، كان هناك مجلس الأمن وكان أيضا لمصر دورها، الجميع يعود إلى مصر وبالتالي ثبت زيف كل الأقاويل والمقولات".
وطالب أبوالغيط الاتحاد الأوروبي بالسعي بقوة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وذكر أن الشق الإنساني شق أساسي، ويجب على الوزراء الأوروبيين حث إسرائيل على فتح المعابر، وإتاحة الفرصة للشعب الفلسطيني أن يعود إلى حياة طبيعية.
وأوضح أبو الغيط أن التحرك الأساسي لوزراء خارجية مصر والأردن والأراضي الفلسطينية هو المبادرة المصرية التي تتركز على ثلاثة محاور الأول هو وقف إطلاق النار والثاني تدعيم واستعادة فترة تهدئة مستدامة والتي يمكن من خلالها فتح المعابر واستعادة الأوضاع الطبيعية. والمحور الثالث يتضمن المصالحة الفلسطينية- الفلسطيني.
وأعرب عن أمل مصر في تحقيق هذه الأهداف في أقرب فرصة ممكنة من الشهر القادم. وحول ما إذا كانت مصر ستؤيد السعي الفلسطيني للدفع بملف غزة إلى محكمة العدل الدولية أكد أبو الغيط أن مصر تدعم بقوة هذا السعي.
وكانت مصر من الدول الأساسية وراء طرح هذه الفكرة خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي.

الفصائل الفلسطينية تصل إلى القاهرة لبحث تحقيق الوفاق الوطني

بدأت وفود الفصائل الفلسطينية في الوصول إلى القاهرة الأحد لعقد أولى جولات الحوار الذي دعت إليه مصر ويهدف إلى إعادة الوفاق بينها في أعقاب العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة.
وكان وفد "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" برئاسة أمينها العام نايف حواتمة أول من وصل إلى القاهرة قادماً من العاصمة السورية دمشق، ثم أعقبه وفد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" الذي وصل من رام الله عبرالعاصمة الأردنية عمان.
يشار إلى أن عدداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية كانوا وصلوا إلى مصر في وقت سابق من أمس قادمين من قطاع غزة عبر معبر رفح البري. ويهدف الحوار إلى تحقيق وفاق وطني بين جميع الفصائل الفلسطينية تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى عمليات إعادة إعمار قطاع غزة.
ويذكر أن وفداً من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس موجود حالياً بالقاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين بشأن تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.