ألعودةٌ إلى القرى: فضائح وجهل و فرص ضائعة...

ألعودةٌ إلى القرى: فضائح وجهل و فرص ضائعة...

 

فرصتان ذهبيتان فوتهما اللبنانيون في التاريخ الحديث من بين الفرص الكثيرة لعودة الحياة الى قرانا، سوليدير، ووزارة المهجرين...

 

سوليدير التي كان ممكن أن تكون عودة بيروت الحضارية، وإذا بها شيءٌ هجين، حائرٌ بين التاريخ والمستقبل:عمارة عثمانية –فرنسية – مؤمركة , لا ساحات عامة، لا مناطق خضراء، كأنك في موقف سيارت كبير اسمه بيروت...

 

ووزارة المهجرين التي فوتت فرصة بناء قرى لبنانية نموذجية، فإذا بها تصبح مقاصةً لتداول الشيكات والدفعات والأمتار والطوابق، لم ينظر لها يوماً كفرصة تاريخية لإعادة تقويم ما اعوج من ثقافتنا وحضارتنا؛ بين صندوقٍ أسود وإدارة فاسدة ووزراء لاحول لهم ؟... أم لا قوة ؟ ام.......؟

 

ألعمارة أللبنانية عبر التاريخ، طور أجدادنا عمارة لبنانية بسيطة لكن جميلة و عملية، فالبيت اللبناني كان دوماً إبن الأرض، مواده من حوله: الحجر و التراب. ومقاساته حددتها أطوال الأشجار المحيطة... ثم أتى الباطون ، وفي الستينيات، أخذ مداه الأوسع واصبحنا في زمن "جمهورية الباطون"*، بشاعةً ما بعدها بشاعة، يتحمل مسؤليتها طبعاً قانون البناء الذي كان هاجسه: نسب الاستثمار والتراجعات... ولم يأت يوماً على ذكر بندٍ جماليٍ أو تراثيٍ واحد ، حتى في تعديله الأخير أتى الموضوع هامشياً، والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق المواطن اللبناني الذي " ما حدا قدو"، مخالفات وتسويات وتشاطر وإنعدام ذوق، طبعاً لن نشكر من هدم ودمر و خرّب بيوت الناس. لقد كانت فرصةً سانحة لإصلاح ما فات لكننا شعب الفرص الضائعة بامتياز.

دور الدولة؟

أما اليوم، من يمكنه تخليص ما بقي؟ طبعاً قرارٌ من فوق، من الحكومة مجتمعة ومن الوزارات المعنية: الداخلية، البيئة، الأشغال، مجلس الإنماء والإعمار، التنظيم المدني...، بالإضافة إلى قرارٍ من تحت، من الإدارات المحلية أعني بها البلديات التي هي في أغلبها أصبحت "قصورا" بلدية فيها مراكز إنتخابية ووكالات زفت وحيطان .لاتخطيط ولا من يحزنون.

نبدأ من فوق، حيث استبشرنا خيراً عندما أعلن عن مخطط توجيهي ممكن أن يكون خريطة طريق، لكنه لم يصل يوماً إلى مستوى أولوية وطنية.

دور البلديات؟

أما من تحت، و في بلدً يحوي أكثر من 900 بلدية على مساحة 10452 كم2 التي تحتاج الى ما يقارب ال 10000 كادر متمرس كيف السبيل الى ايجادهم و بعدها ضمان انتخابهم في زمن عقد النقص والأقطاعية ، بينما نرى أن "باريس" تدار من قبل بلدية واحدة ، من الطبيعي أن نسأل ما هوالدور الذي يمكن ان يؤتمن للبلديات ؟

 

أيضاً ما هو دور نقابة المهندسين؟

نقابةٌ على شاكلة البلد لا قضية لها, تحكمها التوازنات الطائفية والسياسية وتشغلها المعاملات اليومية، لا رؤية مستقبلية ولا قدرة ضاغطة.

وما هو دور المجتمع المدني؟

والمجتمع المدني الذي هو "جماعة المواطنين" على وزن "جماعة المؤمنين" هو الأمل المرتجى، فهو ما قبل البرلمان في تمثيل الجماعة، هو المراحل الأولى في تمثيل الديمقراطية حيث للفرد حرية المبادرة والقرار، فعندما تسد كل الطرق للتغير، ابحث عن من يشاركك هواجسك وفكرك وأسلوب حياتك، و اعملوا معاً كفريق...فريق عمل...

ما هي خططتكم لعودة الناس الى قراها؟ وللحديث تتمة بالتفصيل في كل ما سبق…

 

 

رئيس جمعية بلدتي

المهندس شاكر نون

www.baldati.com

*"جمهورية الباطون": كتاب لفيليب سكاف