اوباما سيعين جورج ميتشل مبعوثا للشرق الاوسط

عرض الرئيس الاميركي باراك أوباما على السناتور المتقاعد جورج ميتشل الذي ساهم في صنع السلام في ايرلندا الشمالية منصب المبعوث الى الشرق الاوسط كما افاد الاربعاء مصدر قريب من الادارة الاميركية.
وردا على سؤال صحافي حول ما اذا كان الرئيس اوباما اتصل بميتشل (75 عاما) ليعرض عليه هذا المنصب، أجاب المصدر "نعم لقد فعل".
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن هذا التعيين المرتقب سيتم الاعلان عنه رسميا "اليوم او غدا" (الاربعاء أو الخميس) تبعا لمتى سيصادق مجلس الشيوخ على تعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية.
 وكان ميتشل، المتحدر من اب ايرلندي وام لبنانية، ادى دورا حاسما في انجاح مفاوضات السلام في ايرلندا الشمالية.

أوباما يبلغ زعماء الشرق الأوسط أنه سيتابع عملية السلام

كما تعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما في نفس اليوم بالعمل على احلال السلام في الشرق الاوسط واتصل هاتفيا
برئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني بعدما اكملت اسرائيل سحب قواتها من قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية "حماس".
وقال مسؤول فلسطيني ان أوباما أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ادارته ستعمل من أجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط.
وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في بيان انه أطلع أوباما على الوضع في قطاع غزة وأضاف أنه عبر عن أمله في نجاح الجهود التي تبذلها اسرائيل ومصر والولايات المتحدة والدول الاوروبية لمنع تهريب الاسلحة الى قطاع غزة.
وأضاف البيان أن اولمرت تعهد بأن "تبذل اسرائيل جهودا لتلبية الحاجات الانسانية للفلسطينيين في قطاع غزة وستعمل من أجل تحسين الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية."
وفي واشنطن قال البيت الابيض ان أوباما اتصل هاتفيا أيضا بالرئيس المصري حسني مبارك وعاهل الاردن الملك عبد الله وان الرئيس الأميركي سيشارك بصورة نشطة في جهود السلام.
وقال المتحدث روبرت جيبز في بيان "انتهز فرصة يومه الاول في السلطة ليوصل تعهده بالمشاركة الفاعلة في مساعي السلام العربية الاسرائيلية من بداية فترة ولايته ولكي يبدي الامل باستمرار التعاون."
وتركت اسرائيل قطاع غزة مدمرا بعد هجوم استمر 22 يوما. وأكملت انسحابها من القطاع يوم الاربعاء.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي "أعدنا الانتشار في جانبنا من الحدود وسنراقب الاحداث عن كثب." وأضاف "اذا انتهكت حماس وقف اطلاق النار فاننا بالطبع نحتفظ بحق التصرف لحماية شعبنا."
ونتيجة للضغوط الدولية لانهاء أعنف قتال إسرائيلي في الاراضي الفلسطينية في عدة عقود اعلنت كل من اسرائيل وحماس وقف اطلاق النار من جانب واحد يوم الاحد مما مهد الطريق امام ارسال مزيد من المساعدات الى قطاع غزة الذي دمر واصبح الالاف من سكانه بلا مأوى.
   
إعادة إعمار غزة تكلف ملياري دولار

وقد تتكلف اعادة الاعمار اذا امكن بدؤها في ظل مقاطعة الغرب لحماس ما يقرب من ملياري دولار وفقا للتقديرات الفلسطينية والدولية.
وتركز الجهود التي تقودها مصر على التوصل الى اتفاق تهدئة طويل الاجل بين اسرائيل وحماس شتان بينه وبين اتفاق بشأن قيام دولة فلسطينية سعت اليه الولايات المتحدة ووسطاء السلام الدوليون الاخرون.
وأسفرت الهجمات الاسرائيلية التي استمرت 22 يوما على غزة عن مقتل نحو 1300 فلسطيني وتشريد الالاف. وقال مسؤولون طبيون في غزة ان بين القتلى الفلسطينيين 700 مدني على الاقل.
وتقول اسرائيل ان مئات النشطين قتلوا وأنها وجهت لحماس لطمة قوية وعززت قدرة الردع الاسرائيلية واجتذبت تعهدات دولية بالمساعدة في منع حماس من استعادة ترسانتها الصاروخية.
وقتل عشرة جنود اسرائيليين في القتال وثلاثة مدنيين اسرائيليين في هجمات صاروخية عبر الحدود.
وذكرت صحيفة هاارتس الاسرائيلية في عرض لما قالت إنه تفاصيل تحقيق للجيش الاسرائيلي في استخدام جنوده قذائف الفوسفور الابيض في قطاع غزة أن 200 قذيفة من هذا النوع أطلقت خلال القتال من بينها 20 قذيفة اطلقت على منطقة مأهولة في شمال القطاع.
وقتل طفلان فلسطينيان وأصيب 14 شخصا بحروق في 17 يناير كانون الثاني عندما سقطت قذائف اسرائيلية على مدرسة تديرها الامم المتحدة في منطقة بيت لاهيا حسبما قال مسؤولون طبيون.

تأكيد اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب 

واتهمت منظمة العفو الدولية اسرائيل بارتكاب جرائم حرب بسبب استخدام ذخائر حارقة في مناطق مكتظة بالسكان.
وطالبت حماس التي وصفت انسحاب القوات الاسرائيلية بأنه "انتصار للمقاومة الفلسطينية" برفع الحصار الذي شددته اسرائيل على القطاع منذ ان سيطرت الحركة الاسلامية عليه في عام 2007.
وقالت اسرائيل في بداية حملتها العسكرية انها لا تزمع ان يبقى جيشها بصفة دائمة بعد ان انسحب من القطاع في عام 2005 بعد 38 عاما من الاحتلال.
وسحبت اسرائيل معظم قواتها قبل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما يوم الثلاثاء في خطوة يرى محللون انها محاولة لتجنب أي توتر مبكر مع ادارته قد يلقي بظلاله على بداية عهد جديد للتحالف بين الدولتين.
وقال مسؤولون غربيون وفلسطينيون ان اسرائيل أبلغت الامم المتحدة ومنظمات المعونة الاخرى التي تخطط لاعادة بناء القطاع بأنه يتعين عليها تقديم طلب للحصول على موافقة اسرائيل على كل مشروع وتقديم ضمانات لعدم استفادة حماس من أي من المشروعات.
وأضاف المسؤولون أن اسرائيل تمنع السلطة الفلسطينية من تحويل أموال الى قطاع غزة لدفع أجور موظفيها وأموال لغيرهم ممن تضرروا بشدة جراء الحرب.
وتهدد هذه القيود بتقويض قدرة حكومة الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية على اعادة وجودها في القطاع.
وقال مسؤول قريب من المحادثات ان مسؤولين من حماس ومبعوثا من اسرائيل سيعقدون اجتماعات منفصلة مع وسطاء مصريين في القاهرة غدا الخميس لبحث سبل جعل وقف اطلاق النار طويل الاجل واعادة فتح المعابر الحدودية.