هل ينجو ما تبقى من الموسم السياحي في الأرز ؟
حسناء سعادة
يبدو أن «صلوات الاستسقاء» التي رفعها
أصحاب المنتجعات والمدرجات السياحية في الارز بدأت تلقى مفاعيلها مع سقوط الثلوج
التي تأخرت هذه السنة في سابقة لم تعرفها المنطقة قط منذ وعي الاهالي.
ولعل العاصفة الحالية قد تنقذ نصف ما بقي
من الموسم وإلا فالخسارة ستكون كبيرة حسب رئيس اللجنة السياحية في المنطقة وليم
منسى العوض الذي اعتبر ان التغيير المناخي هو السبب الاساسي في تأخر تساقط الثلوج،
لافتاً الى ان هذا الامر انعكس سلباً على الجميع في منطقة الارز «اذ ما كادت
المدرجات تفتح امام الزوار خلال الاعياد حتى عادت لتقفل بسبب ذوبان الثلوج ووصولها
الى سماكة عشرة سنتمترات مما لا يسمح بالتزلج» مضيفاً ان المطاعم تأثرت وكذلك
الفنادق والشالهيات، «وهناك حجوزات ألغيت لطلاب مدارس كانوا سيمضون أسبوعاً في المنطقة
بالاضافة الى إلغاء حجوزات لبعض الاجانب، فيما السياح اليوم في الارز عددهم ضئيل
وهم لا يتمكنون من ممارسة أي رياضة ثلجية ويكتفون بالتفرج على الثلوج المنتشرة
بخجل على المرتفعات».
ويرى منسى ان المنطقة التي تضم 13 فندقا
والعديد من الشاليهات بالاضافة الى عشرة مطاعم وعلب ليلية ومؤسسات سياحية ومحال
لمعدات ومستلزمات التزلج تعيش أزمة حقيقية معتبراً ان الازمة الاكبر ستكون مطلع
الصيف «حيث يكون موسم التزلج قد ذهب أدراج الريح ومعه الموسم الزراعي اذ لن يجد
الاهالي الذين يعتاشون في منطقة بشري من الزراعة نقطة ماء لري مزروعاتهم وبالتالي
سيكون هناك يباس ومواسم زراعية قاحلة وهذه كارثة بالنسبة للمنطقة».
ويتمنى ان تتضافر جهود المعنيين من أجل
إنقاذ مواسم التزلج في كل لبنان عبر خطة تتشارك فيها وزارات التربية والسياحة
والرياضة عبر تحفيز طلاب المدارس للتعرف على الرياضات الشتوية بأسعار مدروسة مع
تنظيم مسابقات لرياضات ثلجية متنوعة ما يسمح بتفعيل الموسم ليس لهذه السنة فقط بل
على المدى البعيد.
في العادة ينطلق موسم التزلج في الارز خلال
أسبوع الميلاد ويمتد الى أواخر آذار، إلا أن الفترة الاهم هي بين كانون الاول
وكانون الثاني حيث تكون سماكة الثلج ونوعيته هما الافضل ويتدفق هواة التزلج الى المنطقة
بكثافة حسبما يشير طوني رحمة لافتاً الى ان الاستعداد للموسم بدأ هذه السنة باكراً
وأدخلت تحسينات كبيرة على المنطقة لجهة الفنادق والمطاعم ولجهة وضع وزارة الاشغال
جرافات إضافية لتسهيل فتح الطرق، إلا أن تأخر تساقط الثلوج قضى على الموسم ومعه
على أمل الأهالي بتحسين أوضاعهم المعيشية وتمنى وصول عاصفة ثلجية تنقذ الموسم
وتنقذ الاهالي من أزمة مالية مؤكدة.
من جهته يؤكد الدكتور اميل طوق أن هذه هي
المرة الاولى التي تغيب فيها الثلوج عن منطقة الارز في مثل هذه الايام، لافتاً الى
انهم كانوا يلاحظون ان الثلج يتأخر بالتساقط سنة بعد اخرى ولكن هذه المرة تأخره شكل
كارثة بالنسبة لاهالي المنطقة الذين ترقبوا موسماً جيداً ومنهم من استدان من
المصارف لتحسين عمله «ما سيخلق أزمة كون صاحب أي مؤسسة لن يتمكن من تأمين معيشة
أولاده فكيف بسداد ديونه».
من عند مدخل غابة الارز الدهرية الخالية
أرضها من الثلوج والتي لا تزال أبوابها مفتوحة أمام السياح ينظر ريمون سابا الى
البقع البيضاء المنتشرة على سفوح جبل المكمل ويقول ان الجبل كان يرتدي ثلوجاً
بسماكة متر في مثل هذا الوقت وان البقع لم تكن لتظهر إلا مع أوائل نيسان حيث الحرارة
المرتفعة، أما اليوم فيبدو الطقس ربيعيا وكأن كل شيء تغير في المنطقة «نحن لا نصدق
ما يجري، كانت حافلات الركاب في عطلة الاسبوع تخلق زحمة سير محببة أما اليوم
فبالكاد تمر حافلة وبالكاد هناك سياح».
بدوره يتطلع طوني فخري الى محله لبيع وتأجير
معدات رياضية بأسى ويقول انه حالياً يقوم بتأجير «ا تي في» لمن يرغب وهم قلة لان
الناس تأتي للتزلج، معتبراً ان منطقة الارز تعاني كارثة هذا العام خلقــتها
الطبيعة وليس يد الانـسان، متمنياً ان تتساقط الثلوج قــريباً لتعويض نسبة قليلة
مما فات.
تحتاج منطقة الارز الى نصف متر من سماكة
الثلوج لإعادة افتتاح مدرجات التزلج وهذه السماكة اذا لم تتأمن خلال الايام
القليلة المقبلة فسيكون الموسم السياحي الشتوي في الارز أمام كارثة لم يسبق لها
مثيل.
Reference: Tayyar.Org