لرحلات المشي والمطالعة والتأمل والترفيه
حديقة البطاركة الموارنة في الديمان تتحوّل متحفاً طبيعياً
حديقة البطاركة الموارنة في الديمان، الرابضة على كتف وادي قنوبين في واحد من اجمل مواقع المشي والمطالعة والتأمل والصلاة، ستتحول تدريجاً متحفاً طبيعياً بعدما تم الاتفاق مع عدد من الفنانين اللبنانيين لنحت صخور من طبيعة الحديقة وتحويلها مجسّمات تمثل البطاركة الموارنة الذين تعاقبوا على كرسي انطاكية وسائر المشرق منذ البطريرك الاول مار يوحنا مارون الى البطريرك الحالي مار نصرالله بطرس صفير.
المشروع المقدَّر انجازه مطلع الصيف المقبل، كي يتمّ تدشينه في الاحتفالات السنوية لانطلاقة الأعمال في الحديقة، جاء بعد سلسلة مشاريع نفّذت في حديقة البطاركة الموارنة منذ افتتاحها الى اليوم، وآخرها "واحة عصام فارس" والاستراحة التي بدأ العمل فيها أخيراً. فهي تستقبل الزوار والرواد، وفيها مواقع للمشي والمطالعة والتأمل والصلاة، وكذلك لتناول المشروبات والمأكولات البلدية والخبز الساخن وشراء التذكارات والانتاج الزراعي المحلي الطبيعي الخالي من السمدة والمواد غير الطبيعية، اضافة الى الانتاج الحرفي من الوادي المقدس والقرى والبلدات المجاورة. وهذه خطوة قال منظمو الاعمال والبرامج في الحديقة انها تهدف الى تثبيت الناس في ارضهم وريفهم عبر تأمين تصريف انتاجهم الزراعي من مربيات وكبيس وكشك وزيتون وتفاح، وكل ما تنتجه الارض المحيطة بالحديقة ويصنعه المزارعون في منازلهم.
وفي استراحة الحديقة، مواقع مضاءة ومجهزة بمقاعد وطاولات صخرية، فيستريح فيها الزائر ليلا في ظلال شجر الارز ويستمتع بالموسيقى والالحان الروحية التراثية، ويستمتع بالمطالعة والتأمل والصلاة في وسط الحديقة وعلى طرقات المشي، وكذلك في محيطها شرقاً وغرباً.
وطرق المشي مضاءة بطريقة فنية رائعة وتمر في محاذاة المناور والكهوف والاديار والمحابس والكنائس التي تحكي تاريخ الوادي المقدس وتاريخ من مسكنه من بطاركة طلباً للحرية وحفاظاً على الايمان والمعتقد.
وللاطفال في الحديقة مكانهم ومواقعهم في "حديقة ليليان عرب" المجاورة لحديقة البطاركة، وهي مجهزة بألعاب ووسائل تسلية للاطفال باشراف مربية خاصة، وستنظم فيها سنوياً، بعدما افتتحت الصيف الماضي، نشاطات ثقافية وفنية ومسابقات ينال الاطفال المشاركون فيها جوائز مالية وعينية قيمة. وتتمحور هذه النشاطات على تراث الوادي المقدس وتاريخ من سكنه وما فيه من أديار ومغاور وآثار وكذلك ما تنتج من زراعات تساعد الناس في تأمين لقمة عيشهم.
اما المشروبات في استراحة الحديقة فهي مياه طبيعية باردة جرّت بأنابيب البلاستيك من نبع البطريرك صفير الذي يتدفق على ارتفاع 1900 متر في جرود الديمان. وقد تمت تسميته على اسم البطريرك الماروني لأن غبطته يقصده ليرتوي منه عندما يمارس رياضة المشي اثناء اقامته في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان.
والى الماء هناك العصير الطبيعي من تفاح وليمون وجزر وشراب التوت والورد وما اليها من صنع محلي مثل شراب البندورة وكوكتيل الفواكه. أما المشروبات الساخنة فهي الشاي والزهورات الطبيعية "المقطوفة" من جبال الديمان قرب قمم مار سمعان ومن عمق الوادي المقدس.
وبالنسبة الى المأكولات فخبز الصاج الساخن والزيتون واللبنة والجبنة والقمح المسلوق والذرة المسلوقة، يقدمها العاملون في الاستراحة الى الزوار.
وتعرض في استراحة الحديقة المنتجات الزراعية المحلية والانتاج الحرفي المحلي (زعتر، صابون بلدي، عسل بلدي، ألبان وأجبان ومشروبات ومربيات طبيعية). كما تعرض تذكارات روحية قيمة وكتب دينيةة وبيئية وتراثية ومطبوعات ذات صلة بحديقة البطاركة والوادي المقدس. كذلك توجد لوحات تعلق عليها المقالات التي تصدر في الصحف والمجلات والتي تتناول الموضوع المشار اليه، ويعود ريعها لمزيد من المشاريع والتحسين في الحديقة والاستراحة تمهيداً لاستقدام الزوار بشكل أكبر في السنة المقبلة والسنوات التي تليها.
الديمان – من طوني فرنجيه