ندوة في معهد العالم العربي في باريس لل

ندوة في معهد العالم العربي في باريس للمحافظة على محطة قطار طرابلس الاثرية


تبدو محطة القطارات في الميناء من أبرز المعالم الأثرية التي تتمتع بفعالية إقتصادية مُلفتة، في حال تشغيلها، تحت مجهر الإهتمام البلدي-الأهلي المشترك وسط حماسة رؤساء بلديات المنطقة المعنيين وثمة شعور عام بضرورة تشكيل مجموعات ضغط من هيئات المجتمع المدني لتصنيف هذه المحطة واعتمادها كمحطة لنقل البضائع والركاب بين طرابلس وحمص، في المرحلة الأولى، على أن تشكّل المراحل الأولى فتح خطوط أخرى نحو مدن ومناطق أخرى.. واللافت هو عدم مبالاة نواب المدينة حيث يغيبون تماماً عن هذا النقاش.
الحملة التي بدأها إلياس خلاط، في 10 تشرين الأول الماضي من المركز الثقافي البلدي في طرابلس، والتي جرى خلالها التوقيع على عريضة المحافظة على المحطة خوفاً من الضياع وصلت إلى معهد العالم العربي في باريس وسط إهتمام ديبلوماسي مُلفت وغيرة من أبناء المدينة في العاصمة الفرنسية في لأجل المحافظة على محطة إختزنت ذاكرة مدينة مفتوحة على الموج والأفق. وقد عملت جمعية المحافظة على تراث طرابلس برئاسة جومانا شهال تدمري والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم-فرع فرنسا وجمعية رجال الأعمال اللبنانيين في فرنسا برئاسة أنطوان منسى على إبراز أهمية هذا المشروع في طرابلس ومناقشة الأمر مع الجانب الفرنسي على اعتبار أن بعض أجزاء القطارات والمحطة تعود للحقبة الفرنسية وقد ساهمت هيئة سكك الحديد الفرنسية بتأسيس محطة طرابلس التي تعود للعام1895.
منسق الحملة إلياس خلاط شرح مطولاً الندوة التي عُقدت في معهد العالم العربي حيث قال بأنّها بجهد مشكور من رجل الأعمال أنطوان منسى الذي شارك في طرابلس وحمل المشروع نحو الخارج في سبيل المحافظة على آثار طرابلس حيث تبنت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم القضية وقامت بتعميم العريضة على كل فرد في العالم وكذلك تحرّكت جمعية المحافظة على آثار طرابلس، والتي تضم عدد من رجال الأعمال اللبنانيين المقيمين في فرنسا، حيث جرى إطلاق الحملة العالمية من معهد العالم العربي بحضور مسؤولين من شركة النقل الفرنسية منهم من هو متخصّص بمسألة إقامة المتاحف للقطارت والمحطات القديمة وعدد ومن أفراد الجالية اللبنانية والعربية.
تابع خلاط بأن ميزة ما جرى في باريس هو فتح النقاش خارج الأطر المحلية للمحافظة على الطابع الأثري للمحطة، حيث ساد نقاش عنيف يتعلّق بوضع المحطة في الواقع الراهن. وبرزت رغبة رسمية فرنسية باعتبار أن عملية التصنيف تحتاج إلى أكثر من طرف خصوصاً في ما يتعلق بموجودات المحطة لجهة القاطرات والأبنية التي هي من أجمل المحطات الأثرية القديمة في المنطقة.
رجل الأعمال أنطوان منسى لفت إلى زيارة الحريري الأخيرة لفرنسا وبحثه سبل التنمية الإقتصادية حيث قال منسى بأن محطة قطارات طرابلس كانت من ضمن جملة الأفكار الإقتصادية التي تبناها الحريري، خصوصاً أنّ إعادة تشغيل سكة الحديد بين طرابلس وسوريا لا يستلزم سوى بعض القرارات الإدارية، وتصنيف محطة طرابلس للقطارت كمعلم أثري يحتاج إلى قانون في مجلس النواب وبالتالي فالجامعة الثقافية في العالم تسعى جاهدة في مجال تحضير الخطوات في سبيل إقرار المشروع بمعاودة العمل في المحطة وغقامة المتحف الأثري للقاطرات القديمة.
تابع منسى بأنّ محطة طرابلس قديمة للغاية وبناؤها جيد وبالتالي هناك جهد متواصل في الخارج في هذا الإتجاه حتى إنّ المعطيات المتوافرة تفيد بأن لبنان اشترى سكك حديد جديدة موجودة في المرفأ والخط المُقترح بين طرابلس وحمص مفتوح وليس هناك من عوائق أو تعديات بوجهه كما هو حاصل ما بين طرابلس وبيروت. وهنا يسجّل منسى عتبه على نواب المدينة الذين غابوا عن حدث متعلّق بطرابلس في العاصمة الفرنسية حيث برز إهتمام أوروبي واسع بهذه القضية الأثرية والإقتصادية المهمة وسط غياب كليّ لهؤلاء بحيث اقتصرت المشاركة المحلية على مداخلة مكتوبة تقدّم بها رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين ومشاركة عقيلة النائب روبير فاضل في حين أنه لم يجر حتى إرسال برقيات من نواب المدينة الآخرين صوب المؤتمر المنعقد في باحة معهد العالم العربي.
من جهته إلياس خلاط، منسّق الحملة، أعرب عن تخوفه من القضاء على مكان محطة القطارات ونقلها إلى جانب المرفأ بمعنى القضاء على قيمة هذه المحطة الأثرية خصوصاً أنه تم تشييدها قبل تأسيس شركة النقل الفرنسية. وقال: "نحن نتحدث عن الموجودات الأثرية داخل المحطة حيث يوجد قطار يعود للعام 1895 وهو من أوائل القطارات التي وُضعت في الخدمة، ومن هنا يجب على الدولة إقرار قانون تصنيف وحماية هذه المعالم الأثرية".
كما لفت خلاط الى أن الحملة مستمرة حيث سيجري إستكمالها بسلسلة ندوات محلية وعالمية واستكمال توقيع العريضة للمحافظة على محطة القطار في طرابلس.
بالمحصّلة تبدو محطة القطارات متروكة للإهمال والزمن رغم أهيمتها التاريخية والإقتصادية وكأنّها جزء من مشهد الحرمان المزمن الذي تعيشه مدينة طرابلس وأهلها.

 

 

Reference: meanews.net