حركة السياحة في طريقها إلى المليوني زائر بعد نموّها 32,09% لغاية آذار

 

حركة السياحة في طريقها إلى المليوني زائر بعد نموّها 32,09% لغاية آذار

 

أحمد حيدر - واصلت الحركة السياحية في لبنان نشاطها اللافت خلال الربع الأول من السنة الحالية، بعد فورة استمرت لمدة عامين، إذ ارتفع عدد الزوار الوافدين إلى لبنان بنسبة 32,09 في المئة لغاية آذار الماضي، ليصل إلى 393 ألفاً و212 زائراً مقارنة بـ297 ألفاً و679 زائراً في الفترة ذاتها من 2009.

هذه الأرقام تؤكد أن الطريق باتت معبدة لاستقبال أكثر من مليوني سائح في 2010، بعد أن وصل عدد الوافدين السنة الماضية إلى مليون و851 ألف زائر، علماً أن القراءة الرقمية لمصلحة الأبحاث والدراسات والتوثيق في وزارة السياحة أظهرت نمو أعداد الوافدين من مختلف القارات والجنسيات تقريباً في الربع الأول من العام الجاري، مع بقاء السياح العرب في صدارة الوافدين.
وإذا كانت حصص الوجهات لم تختلف كثيراً عما كانت عليه خلال الفترة ذاتها من 2009، إلا أن وجود السياح الغربيين في شوارع العاصمة الرئيسية والمدن اللبنانية بات أكثر وضوحاً من ذي قبل. فأماكن السهر السياحية في شارع الحمراء تعج بالزوار الغربيين، كما أن إدارات الفنادق تلاحظ نمو حصة السياح الغربيين إلى أكثر من 30 في المئة من إجمالي النزلاء لديها، بعد أن كانت تتراوح ما بين 20 و25 في المئة خلال السنوات الماضية.

يعود ربما هذا البروز المستجد للسياح الغربيين في لبنان، على الرغم من بقاء حصتهم من إجمالي عدد الزوار، إلى تضمن أرقام وزارة السياحة اللبنانيين المغتربين الذين يدخلون إلى بلدهم الأم بجواز سفر أجنبي، ويبدو أن نمو عدد الزوار من أوروبا وأميركا واستراليا في الربع الأول من السنة، انحصر فعلياً بالسياح الغربيين، لا بأعداد المغتربين اللبنانيين.
ومن أبرز النقاط التي يمكن تسجيلها في أرقام السياحة لغاية آذار الماضي، احتلال الزوار الإيرانيين صدارة ترتيب الوافدين حسب الجنسيات، متقدمين على الأردنيين والسعوديين، حيث دخل إلى لبنان، 36 ألفاً و92 زائراً من إيران في شهر آذار وحده، وهو يتزامن مع أبرز الأعياد الوطنية هناك، ألا وهو عيد النوروز. ولكن عدد الزوار الإيرانيين زاد خلال ثلاثة أشهر من السنة بنسبة 52 في المئة عن الفترة ذاتها من 2009، فيما يعود إلى تجذر الاستقرار الأمني والسياسي في البلد، وتقلص حدة التهجمات السياسية على إيران عموماً.
أما الرقم الذي ينبغي مراقبته هذا العام، فهو عدد الزوار الأتراك بعد توقيع اتفاقية إلغاء تأشيرة السفر بين البلدين. وقد استقبل لبنان 5899 زائراً من تركيا لغاية آذار، بزيادة نسبتها 147,5 في المئة عن الفترة ذاتها من 2009. واستناداً إلى التجربة الشبيهة مع الأردن، فمن المتوقع أن تصبح تركيا من الوجهات السياحية الأساسية الوافدة إلى لبنان.
ويبرز أيضاً في نتائج الحركة السياحية في الربع الأول من السنة، نمو عدد السياح السعوديين بنسبة 40,5 في المئة، ويمكن قراءة هذه الزيادة في تقرير «غلوبل ريفند» حول المبيعات الخالية من الضريبة، والذي أظهر ارتفاع الإنفاق للسياح الذين استردوا قيمة الضرائب المدفوعة قبل مغادرتهم للبلد، بنسبة 24 في المئة خلال الشهرين الأولين. ويعود ذلك حسب الشركة، إلى النمو الملحوظ في إنفاق السعوديين بنسبة 40 في المئة، بالإضافة إلى إنفاق الزوار المصريين الذي ارتفع بنسبة 48 في المئة لغاية شباط، ما يعني أن العدد الأكبر من الوافدين المصريين خلال هذه الفترة جاء بهدف السياحة، وليس للعمل في البلد.
وأظهر التقرير أن السياح السعوديين كانوا الأكثر إنفاقاً في لبنان في 2009، حيث بلغت حصتهم 22 في المئة من إجمالي الإنفاق السياحي، يليهم الوافدون من الإمارات بـ13 في المئة، مصر 9 في المئة والأردن 7 في المئة.
وتركز الإنفاق عموماً في بيروت التي نالت 80 في المئة من مجمل النفقات السياحية، تليها منطقة المتن بـ15 في المئة فكسروان بـ3 في المئة وبعبدا 1 في المئة. واستقطب قطاع الأزياء والثياب الحصة الأكبر من النفقات (66%)، يليه ساعات اليد (13%) وتجهيزات المنزل والحدائق (5%) والعطورات ومستحضرات التجميل (4%) والمراكز التجارية الكبرى (4%).

القراءة الرقمية

وبالعودة إلى الأرقام المسجلة لدى وزارة السياحة خلال الربع الأول من 2010، يأتي الوافدون العرب في المرتبة الأولى وعددهم 169 ألفاً و759 زائراً، أي ما نسبته 43,2 في المئة من مجمل الزوار. يليهم الوافدون من القارة الأوروبية في المرتبة الثانية وعددهم 88 ألفاً و596 زائراً، وما نسبته 22,5 في المئة من إجمالي الزوار، ثم الوافدين من القارة الآسيوية في المرتبة الثالثة بـ84 ألفاً و878 زائراً، أو 21,6 في المئة من إجمالي الزوار. وجاء الوافدون من القارة الأميركية في المرتبة الرابعة بـ34 ألفاً و686 زائراً وما نسبته 8,8 في المئة من إجمالي الزوار، يليهم الزوار من قارة أوقيانيا (8599 زائراً) في المرتبة الخامسة فالزوار من أفريقيا (6401 زوار) في المرتبة السادسة.
ويتوزع السياح الوافدون إلى لبنان بحسب جنسياتهم، على الشكل الآتي:

أولاً: الإيرانيون 57 ألفاً و352 زائراً، أي بنسبة 14,59 في المئة من إجمالي الزوار.
ثانياً: الأردنيون 52 ألفاً و917 زائراً، أو 13,46 في المئة.
ثالثاً: السعوديون 31 ألفاً و916 زائراً، أو 8,12 في المئة.
رابعاً: الفرنسيون 21 ألفاً و822 زائراً، أو 5,55 في المئة.
خامساً: الكويتيون 20 ألفاً و855 زائراً، أو 5,3 في المئة.
سادساً: العراقيون 20 ألفاً و658 زائراً، أو 5,25 في المئة.
سابعاً: الأميركيون (الولايات المتحدة) 17 ألفاً و74 زائراً، أو 4,34 في المئة.
ثامناً: المصريون 15 ألفاً و587 زائراً، أو 3,96 في المئة.
تاسعاً: الكنديون 12 ألفاً و491 زائراً، أو 3,18 في المئة.
عاشراً: الإنكليزيون 11 ألفاً و360 زائراً، أو 2,89 في المئة.

تجدر الإشارة إلى أن أرقام وزارة السياحة تحتسب الوافدين من بعض الدول الآسيوية والأفريقية على أنهم سياح، في حين أن معظمهم يأتون للعمل كخادمين أو خادمات في المنازل، وبالتالي لا ينفقون الكثير في السوق المحلية، بينهم على سبيل المثال الوافدون من الفيليبين وسريلانكا واندونيسيا وبنغلادش.
كما يغيب الوافدون السوريون إلى لبنان عن إحصاءات وزارة السياحة، علماً أن أعداداً كبيرة منهم زاروا البلد كسياح خلال هذه الفترة، لا سيما منطقة كسروان.

Reference: Tayyar.Org