بلديات للمستقبل

بلديات للمستقبل

حضرة رؤساء وأعضاء بعض المجالس البلدية المحترمة والمتعثرة بسبب ضيق الحال والأموال ،

تحيّة وبعد ،

إن مفهوم المجتمع الريعي قد ولّى والدرس الذي يمكن أن نستفيد منه من الأزمة المالية العالمية هو التالي :

 ليس من أحد خلق ليكون عالّة على أحد آخر . فالإفلاس هو مصير الذي لا مبرر لوجوده والبقاء للذين يستحقون البقاء وعندهم مقومات البقاء  Survival And Sustainable كما العالم والدول كذلك المؤسسات والجمعيات والبلديات ، فالمؤسسة التي لا تنافس في السوق المفتوحة لا أمل لها بالبقاء .

والجمعية ، التي تعيش على المساعدات والعشوات لا أمل باستمرارها.

والبلدية التي لا طاقة لإطارها الجغرافي أن يكفيها لتنفيذ مشاريعها يجب أن تبحث عن حل خارج إطار الدعم السياسي والريعي.

  • إما عبر الإندماج ضمن إطارإتحاد يجمع ويوحد القدرات .
  • أو عبر وضع خطة لتحسين وارداتها وضبط نفقاتها.

إنه زمن الإحتراف.

إن جمعيّة " بلدتي " عبر سنين الخبرة حسمة خيارها بالتوجه أكثر فأكثرنحو أن تكون مركز أبحاث وتنفيذ متخصص بالمشاريع التي تعني المجتمعات والبلديات بالتعاون مع الإدارات الرسمية والمحلية والمجتمع المدني. تتكامل مع ما يقر من سياسات وطنية وتفاصيل وحاجات المجتمعات المحلية إن الكثيرمن الجمعيات أخذت هذا الخيار وهو الخيار الصح في زمن الإحتراف أن تصبح مؤسسات مكملة للبلديات. كي تخرج البلديات من دور الحيط والمجرورإلى المدى الأوسع في إدارة المجتمعات في المجال الإجتماعي والتربوي والإقتصادي والتنموي المستدام ، حتى تشمل كامل الوزارات الثلاثين ويكون كل عضوهو وزير ظل محلي ومنسق على مستوى القضاء والحكومة المركزية .

إن دخل الجمعيات الأساسي يجب أن يصبح من ريع الخدمات التي تقدمها والتي تخضع للمنافسة في الكلفة وفي النوعية ، شأنها شأن سائر الخدمات في السوق المفتوح .

  • في الكلفة فهي طبعا ستنافس كونها من المفترض أن تكون صادرة من مؤسسات لا تبغي الربح وهذا ليس ضربا للمؤسسات المالية التي تبغي الربح ولهذا الأمر بحث آخر.
  • في النوعية ، إن مؤسسات المجتمع المدني كونها ترتبط عبر التدريب والإشراف بمؤسسات عالمية ذات خبرة عريقة وكونها تعرف الأرض والعمل الميداني من خلال الممارسة والإنتشار تستطيع أن تقدم نوعا آخر من الخدمة التي يرتبط أكثر بواقع الحال والحاجة العملانية .

 

 من ناحية البلديات يجب أن نتجه أكثر إلى هذا النوع من الشراكات للتعويض في حال استحالت تأمين هذا النوع من المشاريع من داخل البلدية للأسباب التي أوردناها سابقا كمثل استدراج عروض على سبيل المثال لأفضل .

  •  مشروع إنشاء شبكة إجتماعية محلية عبر الإنترنت للتواصل بين المقيم والمغترب والإدارة .
  •  إعداد حملة تسويقية للقرية أو المدينة بعد دراسة حول العنوان والهوية الأفضل .
  •  دراسة تجميلية لأحياء ومساكن القرية من الناحية المعمارية ووضع تصنيفات الخاصة بالقرية تضاف إلى قانون البناء العام.
  • وضع خطة لدعم التعليم الرسمي وتفعيل برامج مكملة للمنهج الرسمي تطال كافة النشاطات التي تتعلق بالتنمية المحلية .
  •  تطول اللائحة باختلاف القرية أو المدينة واختلاف أولوياتها وحاجاتها.

المهم أن نؤمن بتكامل المؤسسات والبرامج ودراسة سبل التمويل سوية فالكل يعرف أن لبنان لم يعد مصنفا بين البلدان المنكوبة أو النامية حتى فمظاهر البذخ والبهرجة أدت إلى تغيير النظرة من لبنان المحتاج إلى وطن إذا وفرتم جزءا صغيرا من بذخكم لأمكنكم إنماء مناطقكم وتغطيت ديونكم وفاض عنكم يا بعض شعبنا الكريم.

هذا ونعلم بأننا بإعطائنا هذه الصورة عن لبنان ككل حرمنا مناطقنا المحرومة فعلا من التمويل  من الجهات المانحة وأصبح نتيجة هذا الواقع على البلديات أن تضمن ميزانياتها تمويلا لهذا النوع من النشاط على ان تكون هذه المشاريع ذات مردود على الإقتصاد المحلي .

ألعنصر البشري

إلى الشباب اللبناني الباحث عن هوية  ومهنة العمر أقول أن العمل التنموي أصبح منذ زمن بعيدعلما معقدا واختصاص جديا وليس تسلية في انتظار الوظيفة المرتجاة في عالم الشركات المالية. إنها مهنة تفخر بها كونها تجمع بين العمل الإجتماعي والإكتفاء الذاتي فهي مهنة تتطلب ثقافة واسعة في عدة مجالات هندسية واجتماعية وتواصلية لا يكفي اختصاص واحد لبناء شخصية "اختصاصي في التنمية" .

ان التوجه اكثر فاكثر نحو مؤسسات المجتمع المدني واعتمادها كمؤسسات مستدامة كباقي الشركات حيث الفرد يستطيع ان يؤمن مستقبله وحاجته للتطور والتثقيف ومستقبل عائلته

ما زال الطريق طويل ولكنه لا بد أنه واقع أثبت نفسه . إنها حكاية البيضة والدجاجة ومن يكون البادىء.

العنصر البشري أم المؤسسة الإجتماعية المتخصصة أم قرار البلديات بالشراكة مع المؤسسات المدنية؟

طبعا البلديات والأمر لكم.

هل سنؤمن أن مؤسساتنا المدنية قادرة على لعب دور "اختصاصي في التنمية"  الذي لعبته مؤسسات دولية في السابق؟

 أم كل شيء فرنجي برنجي .

 

جمعية بلدتي

ألمهندس شاكر نون

N.B. to all who wants to publish this article please mention the source : www.baldati.com