إطلاق كتيّبات عن النساء ضحايا العنف

إطلاق كتيّبات عن النساء ضحايا العنف:
لحياة تخلو من الخوف وترفع التمييز

عنف يعنِّف. ظلم يقع. والكلام إلى سكوت. امرأة واحدة لا تكفي لترفع الصوت. مجموعة نساء قد يكفيهنّ صوت واحد ليرفعنه. المعنَّفات، من ضحايا العنف الأسري إلى ضحايا الصمت، والصمت جلاّد أخرس. إلى أن أصبح لهن صوت، صوت المساعدات الاجتماعيات اللواتي كتبن معاناتهن في كتيّب "ناجيات من العنف، قصص من الواقع" الذي وُزّع أمس في "قصر الأونيسكو"، إلى جانب "دليل المؤسسات والجمعيات الأهلية" و"مدوّنة سلوك" وهي كتيّبات أطلقتها مجموعة من المنظّمات غير الحكومية التي تقدّم خدمات إلى ضحايا العنف الأسري، بالشركة مع وزارة الشؤون الاجتماعية والسفارة الإيطالية في بيروت.
حضر السفير الإيطالي في لبنان جوزيبي مورابيتو، وغاب وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ. ولم يحضر ممثل عنه واقتصر الحضور الرسمي على وزيرة الدولة منى عفيش.
في كلمته، قال مورابيتو: "لا تزال الطريق إلى تحقيق المساواة في الحقوق والفرص ما بين الرجل والمرأة طويلة في لبنان، وكذلك في سائر دول العالم، بما فيها إيطاليا". التبليغ عن العنف في رأي السفير، صعب لكون "غالبية النساء يعتمدن على الرجال مادياً". لكنه لم ينفِ أن تغييراً تتبلور معالمه هذه الأيام "ليس على الأرض فحسب، بل في ذهنية الناس أيضاً". والفضل كبير للمنظّمات التي "تقوم بمكافحة العنف". وعليه، "أصبحت المرأة ترفع صوتها شيئاً فشيئاً. وثمة عدد من الرجال بات يتكلّم على محو العنف". وتطلّع مورابيتو إلى "حياة تخلو من العنف والخوف".
أما منظّمة "كفى عنف واستغلال" فألقت كلمتها مديرتها زويا روحانا التي قالت: "لم يقتصر التنسيق الذي قام بين الجمعيات المعنيّة بتقديم خدمات مباشرة إلى النساء المعرّضات للعنف، على إصدار مشترك لهذه الكتيّبات الثلاثة، إنما بدأنا بتجارب رائدة أخرى تمثّلت في لقاءات دورية هدفت إلى تبادل الخبرات ما بين المساعدات الاجتماعيات اللواتي يتعاطين مباشرة مع السيدات المعنّفات، ومتابعة متخصّصين لهن في هذا المجال، بحيث عُقدت ست جلسات مشتركة مع الدكتور ربيع شماعي كانت بمثابة جلسات دعم جماعي". وختمت: "نأمل في أن يكون هذا التنسيق بادرة لتنسيق أكبر لا يقتصر على نوعية الخدمات المباشرة التي تقدّمها الجمعيات المعنيّة إلى السيدات فحسب، وإنما أن يتطوّر ليصبح منبراً لتوحيد الرؤية".
أما "جمعية النجدة الاجتماعية" فألقت كلمتها مديرتها ليلى العلي التي رأت أن "جذور العنف والتمييز الممارسين على النساء لبنانيات وفلسطينيات في لبنان واحد، يكمن في النظام والقوانين الأبوية البطريركية". وتابعت: "لقد كسر هذا التحالف والتضامن المحرّمات وأعلن ان اللاجئات الفلسطينيات في لبنان يخضعن للأحوال الشخصية الطائفية غير المدنية نفسها التي تخضع لها اللبنانيات".
ثم عرضت مديرة "التجمّع النسائي الديموقراطي" جمانة مرعي "مدوّنة السلوك" ومحتوياتها، واعتبرت أن الهدف من هذه المدوّنة "توحيد الأسس والمبادئ والمعايير الناظمة لمراكز الاستماع والإرشاد ومراكز الإيواء الآمنة الموقّتة". وأضافت أن هذه الوثيقة "تتوجّه إلى المؤسسات التي تقدّم إلى النساء ضحايا العنف خدمات الاستماع والإرشاد والإيواء، وإلى العاملين والعاملات فيها".

م. هـ.