راشيا الوادي

راشيا الوادي

قـبـالة جـبـل الشــيخ الشــامخ بمـجـده الـتـلـيـد ، تمتـلىء الهـضــاب والســهـول بروح المـكـان التـيـمي ويـأنــس القـمـر في بـدره للضـيـاء المـشــلّع في فـضـة الخـيــوط

هـنـاك ترتجي العيـن رؤية بلدة راشـيا الوادي في مجال سكني يبلغ زهـاء عشـرة كيلومترات مربعـّة ويمتد في المكان إداريا ً على مسـاحة 76 كلم مربع  ،  مراوحا ً في إرتفاعه عن البحر ما بين 850 م   و  1650 م محتضنا ً تنوعا ً بيئيا وتراثيا عابقا بروعة الطبيعة في لبـنان

تبعد بلدة راشـيا الوادي مسـافة 50 كلم عن زحلة وعن بيروت 85 كلم . تصل إلى راشيا مرورا ً بطريق شـتورا- المصنع متجها ً نحو الجنوب لمسافة 27 كلم أو عن طريق  مرجعيون - حاصبيا متجها نحو الشمال الشرقي لمسافة 33 كلم

 هي المركز الاداري لقضاء راشيا الذي يضم 26 بلدة وقرية حيث تحاذي حدود راشيا الادارية تسع بلدات مجاورة لها، فيها مكاتب القائمقامية ومحكمة ودائرة نفوس ومكتب بريد وهاتف وفصيلة درك ومركز للخدمات الانمائية وطبابة قضاء ومستشفى حكومي ومركز للدفاع المدني ومركز للصليب الاحمر اللبناني وقيادة موقع راشيا في الجيش اللبناني

يبلغ عدد سكانها المقيمين زهاء 8500 نسمة ويرقى إنشاء بلديتها إلى العام 1860 ويتألف مجلسها البلدي من 15 عضوا ً ولها 5 مخاتير.

راشـيا بلدة تراث وتاريخ

تعني لفظة راشيا في السريانية " القمة " وسميت راشيا بهذا الاسم توافقا ً مع موقعها الجغرافي المنحدر فوق هضبة عالية . ودعيت براشيا الوادي نسبة الى وادي التيم وتمييزا ً لها عن جارتها الجنوبية راشيا الفخار

ويفسر البعض معناها بـ : رؤساء ومقدمين وزعماء

         ويعني  رأس ايا   Rish-ayya: ويحتمل ان يكون الأسم لفظة آرامية مركبة من مقطعين  

وايا  هو اله المطر والعواصف عند البابليين وللتسمية هذه علاقة اكيدة بتاريخ حرمون

 

 

راشـيا بلدة تراث وتاريخ

تعني لفظة راشيا في السريانية " القمة " وسميت راشيا بهذا الاسم توافقا ً مع موقعها الجغرافي المنحدر فوق هضبة عالية . ودعيت براشيا الوادي نسبة الى وادي التيم وتمييزا ً لها عن جارتها الجنوبية راشيا الفخار

ويفسر البعض معناها بـ : رؤساء ومقدمين وزعماء

         ويعني  رأس ايا   Rish-ayya: ويحتمل ان يكون الأسم لفظة آرامية مركبة من مقطعين  

وايا  هو اله المطر والعواصف عند البابليين وللتسمية هذه علاقة اكيدة بتاريخ حرمون

تلة التجلي

في واحد من اودية المنحدرة نحو الجنوب تجد  "وادي الراهب " الذي تصله عبر منطقة الفاقعة . وبالقرب من       وتعني العمود او  صومعة الراهب ( سموخي هي تسمية .Sammukhah "حرمون منطقة اخرى تدعى " سموخة    لاله الشمس عند الحوريينوللتسمية دلالة على ارتباط التجلي الالهي للسيد المسيح على القمة المشرفة على وادي الراهب في جبل حرمون وتعرف بتلة التجلي  1650م  . وتعرف ايضا ً   "  تلة المسيح  " وهي تلة كثيفة الاشجار ويوجد حولها مغاور ونقوش رمزية في الصخور

وثلوج حرمون كانت عبر التاريخ ترطب موائد ملوك صيدا وصور ودمشق وفلسطين وفراعنة مصر حيث كان الثلج ينقل بحرا الى مصر وكان يعرف  بالذهب الأبيض

وبالنظر لموقع جبل الشيخ بين الصحراء السورية والبحر المتوسطوالذي يبعد عنه خمسين كيلومتر كانت راشيا محطة استوطنها الرومان   ( آثار لنووايس رومانية في منطقة الفاقعة )  ومن بعدهم الصليبيون ولهم البرج الصليبي في قلعة راشيا وما تلاهم من تعاقب لحكام وممالك ابرزهم على الاطلاق حكم الأمراء الشهابيين لمنطقة وادي التيم الذين استقروا فيه منذ سنة 1183 م تقريبا وكان معقلا لحكمهم في العهدين الصليبي والمملوكي . والأمير بشير الشهابي الأول هو من راشيا وهو ابن اخت الأمير احمد المعني الذي توفي دون ان يترك ولدا ذكرا

وقد اكتسبت منطقة وادي التيم اهمية ايضا في عهد الأمير فخر الدين الثاني واصبحت معقلا من معاقله . وفي عهد الأمير بشير الثاني ، وبعد دخول الجيش المصري الى لبـنان قاومت منطقة وادي التيم الجيش المصري وكبدته خسائر فادحة

أما خلال عهد القائمقاميتين والمتصرفية فقد اصبحت المنطقة في غالبيتها خارج حدود الجبل وأتبعت الى ولاية الشآم ثم اعيدت اليه بعد سنة 1920  ابان الانتداب الفرنسي وما اعقبه من اندلاع الثورة السورية الكبرى سنة 1925 وصولا الى حقبة الاستقلال

قلعة الاستقلال

تشتهر راشيا الوادي بقلعتها التاريخية التي عرفت بأسم   "  قلعة الاستقلال  "  أو   " حصن 22 تشرين الثاني "  ويعود بناء القلعة الى القرن الحادي عشر حين اهتم الصليبيون ببناء برج لحماية قوافل التجار الآتين من فلسطين نحو بلاد الشآم ونقطة مراقبة وحماية لمواكب الحجاج والمسافرين عبر وادي التيم من دمشق الى القدس في فلسطين

حول البرج الصليبي الذي يعلو نحو  1400 م وعلى مساحة تبلغ 8000 مترمربع تنتصب قلعة راشيا في موقع استراتيجي تحيط به المنحدرات من ثلاث جهات وتواجه الجهة الرابعة قمة حرمون  ،  أما مدخل القلعة فهو من  جهة الجنوب وهي تشبه بجدرانها السميكة واقبيتها ودهاليزها المتعددة قلعة الشقيف الصليبية وبقناطرها تتماثل مع قناطر قصر بيت الدين

بناء واثار رومانية منها دهاليز بمسافة 1500 م يصل الى عين مري قرب مثلث العقبة - بكيفا  ، وكان يستعمل لحركة المقاتلين وتأمين التموين في حالات الحصار

أبنية واثار صليبية وآبار منحوتة بالصخر وقد ردمت اليوم بإستثناء بئر واحد مازال صالحا للاستعمال ، والأقبية السفلى للقلعة فيها قاعة أثرية ومخزن من الجهة الشمالية الشرقية والبرج من الجهة الجنوبية الغربية وهو يعتبر أعلى قمة في القلعة

أبنية وآثار شهابية تعود إلى العام 1370 م حين تولى الأمير ابو بكر شهاب ولاية حاصبيا وكان يأتي برفقة زوجته وابنته الى راشيا للصيد والقنص ، فبنى له منزلا داخل القلعة ، كما بنى الشهابيون مدخل القلعة والسور والقناطر من الجهة الجنوبية الغربية

السور الشرقي بناه الفرنسيون بعد دخولهم الى القلعة مستخدمين حجارة المنازل المحيطة بها بعد تهديمها وما تزال أسماء أصحاب المنازل موجودة على مدخل القسم الشمالي من القلعة وكذلك معالم لكنيسة ضمن حرم القلعة

لقد شهدت قلعة راشيا احداثا مهمة أبرزها المعركة الشهيرة في 22 تشرين الثاني 1925 حين اقتحم المقاتلون في الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش أسوار القلعة لتحريرها من الحامية الفرنسية وقد سقط العديد من الشهداء من أبناء راشيا والجوار في تلك المعركة . وفي الساحة العامة للقلعة تنتصب اليوم لوحتان تحمل إحداهما أسماء القتلى الفرنسيين والثانية أسماء شهداء منطقة راسيا

وتشاء المصادفة أن يكون يوم 22 تشرين الثاني 1943 اليوم الذي شهد تاريخ بزوغ فجر إستقلال لبنان . ففي ذلك اليوم شهدت قلعة راشيا خروج كل من الرئيس بشارة الخوري والئيس رياض الصلح ووزير الخارجية والاشغال العامة سليم تقلا ونائب لبنان الشمالي عبد الحميد كرامي ووزير التموين والتجارة والصناعة عادل عسيران ووزير الداخلية كميل شمعون وذلك بعد إعتقالهم من قبل السلطات الفرنسية لمدة 11 يوما في غرف منفردة لا تزال قائمة حتى اليوم

بعد جلاء القوات الفرنسية عام 1946 تمركزت في القلعة قوات من الدرك اللبناني وبعض الادارات الرسمية ، ثم تسلمها الجيش اللبناني في 1 -9 -1964  ولا تزال في عهدته حتى اليوم . وقد أدرجت القلعة مؤخرا ً على لائحة الاماكن السياحية في لبنان وأنارتها وزارة السياحة ويؤمها السياح من كل لبنان

سوق راشيا ألأثري

يقع السوق الاثري وسط البلدة محاطا بقرابة 36 بناء قديما ، وهو مرصوص بالحجارة بشكل هندسي متقن وطوله مئتين وخمسين مترا  ، ويعود تاريخه إلى القرن السابع عشر  وقد تم رصفه عام 1927 بإشراف السلطات الفرنسية من قبل المعلم الشويري شكري عبد الأحد وقد اهتمت وزارة السياحة بإعادة ترميمه وإنارته عام 1997 ويصنف من الأسواق الأثرية وهو السوق التراثي الوحيد في منطقة البقاع

أماكن العبادة

يوجد في راشيا أربع كنائس هي

كنيسة القديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس

كنيسة السيدة للروم الأرثوذكس

كنيسة السيدة للروم الكاثوليك 1883 م

وأقدم الكنائس في راشيا هي كنيسة القديس  " مارموسى الحبشي  " لطائفة السريان الكاثوليك وتعتبر من أقدم الكنائس التي شيدت في المنطقة وأبعدها تاريخا كونها تؤرخ للحقبة الزمنية التي تواجد فيها ابناء الطائفة السريانية في لبنان بعد توافدهم في القرن السابع عشر من منطقة الجزيرة في سوريا ومن العراق وبلاد الاناضول وكيليكيا ومن أورقا ومرغش وديار بكر ، وتمتاز هذه الكنيسة عن غيرها من الكنائس بالفن المعماري الذي استخدم الطريقة القوطية ( حجارة العقد ) في بنائها حيث اتت على شكل سفينة ، وهي نسخة طبق الأصل من حيث الشكل والمخطط عن كنيسة قلعة جندل التاريخية في سوريا

وإلى جانب قيمتها التاريخية والفنية ، فإن هذه الكنيسة تمتلك وتحفظ أيقونة شفيعها القديس مار موسى الحبشي  النادرة الوجود ، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسماية سنة ولا يوجد مثيل لها إلا في دير راهبات مار يعقوب ودير مار جرجس الحرف . ومار موسى الحبشي كان من أشهر الواعظين في مصر ويطلق اسمه فقط على هذه الكنيسة في راشيا وعلى كنيسة أخرى في الشمال اللبناني وكنيسة ثالثة في اللاذقية في سوريا ملاصقة لكنيسة مار نقولا وهي صغيرة الحجم

بالاضافة إلى هذه المعالم الأثرية والسياحية نجد معالم أثرية رومانية متناثرة في منطقة الفاقعة ( خربة ابو حديدي) وقصر الشميس ونواويس حجرية محفورة في الصخور وبقايا مطاحن كانت تعمل على المياه

بيوت القرميد

التراث العمراني  في راشيا الوادي يظهر في بيوتها القديمة المبنية بالحجر والمسقوفة بالقرميد الأحمر ، فالبلدة ما زالت تحافظ على شكلها التراثي الجميل وبيوتها القرميدية السطح تزيد على الثلاثماية منزل لبعضها علية اضافية تدعى  " طيارة " ولواجهتها الرئيسية أشكال هندسية مميزة بالقناطر الحجرية . أما لجهة الشكل الخارجي للمنازل القرميدية فهي مربعة بصورة عامة ، يعلو مدخل المنزل عند بابه  " عتبة كبيرة " فوقها قنطرة نصف دائرية محاطة بدائرتين على اليمين والشمال من الباب الرئيسي المحاط بنافذتين عن يمينه وشماله ايضا . ويطل من المنازل شرفات معلقة على نوعين الأولى على طريقة   " المندليون "  أي ان ركيزة الشرفة من الحجر والثانية معلقة على جسر حديدي سماكته 20 *30 سم وهذه الشرفات مزينة بدرابزين حديدية واقية على شكل نبال تنتهي كل نبلة بزهرة اللوتس او بقنطرة على شكل كوفي

اما التوزيع الداخلي للمنزل فهو حول صالون كبير يسمى  " اللوان " ويتفرع منه أربع غرف أو ست غرف وأحيانا ثماني ، وتسمى كل غرفة  " مربع " ومن مميزات هذه المنازل إرتفاعها الذي يصل إلى أربعة أمتار ونصف ، وهي غالبا محاطة بحديقة مجاورة لها