بيئة ونباتات طبيعية وحرف

 

بيئة ونباتات طبيعية

إن موقع راشيا الوادي بالقرب من جبل حرمون يغني طبيعتها وبيئتها المناخية في السهل  كما في منطقة  الملول والنصوب وصولا إلى محمية " شربي "  و  " حمى حسن " الكثيفة الاشجار والمتنوعة في غطائها النباتي

أما على سفوح حرمون فتنتشر أنواع مختلفة من النباتات ، بعضها مميز بفوائده الطبية  كنبتة  " شرش الزلوع " التي تنبت تحت الثلوج على إرتفاع 2500 م وتعرف ايضا بإسم " جذور جلجامش " ويستعمل جذرها لتضميد الجروح ولشفاء الالتهابات وتنشط القلب والجهاز العصبي ومعروفة منذ القدم كدواء للعجز الجنسي .....  يبلغ طول نبتة   شرش الزلوع أقل من متر  ولها أوراق رفيعة مسننة وأزهار صفراء صغيرة وبيضاء ولها نوعان من الجذور

جذر وتدي ( مذكر ) وجذر متشعب  مؤنث .... إضافة إلى نباتات أخرى مثل  " نعنع الجبل " و " زهرة الشنديب " و "الزوفى"

وقد ذكر لورتيه نباتات عديدة صادفها في رحلته على سفوح حرمون منها نبتة " العتبرية " شكلها عنقودي وأزهارها أرجوانية وحشيشة " اللجاة الجبلية " بأزهارها الذهبية المشابهة لمثيلاتها في قمم جبال الالب . وشجرة  " أبي برجيس " الصمغية وهي شجرة شائكة لها ناصية نصف كروية ، مرصعة بأزهار وردية

حرف وفنون

أ - حرفة الفضة

يعود تاريخ هذه الحرفة الفنية في بلدة راشيا إلى القرن السابع عشر ابان عهد الشهابيين الذين كانوا يعتمدون على حرفيي راشيا لتأمين زينة نسائهم من حلي وأقراط وقلادات وزنانير وعقود وخواتم بالاضافة إلى أعنة الخيل وسنابكها  وقد ازدهرت هذه الحرفة واتسع تسويق انتاجها ليشمل جبل العرب ومدينة حلب حيث ما تزال القلائد والصلبان موجودة في كنائس الساحل السوري لتشهد على براعة الحرفي الريشاني . أما اليوم فإن سوق راشيا الأثري يضم عددا من المشاغل الحرفية لصناعة الفضة ويتم تصريف الانتاج وبيعه اما مباشرة في المشغل او بواسطة بيت المحترف اللبناني في بيروت

ب - صناعة المدافىء

تشتهر راشيا ايضا بصناعة المدافىء  ( الصوبيات ) على الحطب او المازوت ، ويعود تاريخ هذه الصناعة الحرفية إلى العام 1937 . وقد تطورت هذه الصناعة لتأخذ موقعها إلى جانب الانتاج الحرفي حيث تفنن أصحابها في تشكيل مدافىء ذات مظهر خارجي مستوحى من التراث المعماري للبيوت الريشانية وتعتبر قطعا فنية مميزة تستضيفها البيوت خلال فصل الشتاء إلى جانب وظيفتها الاساسية في التدفئة

 

دبس العنب والعسل التشريني

أ- دبس العنب

تحتل زراعة الكرمة مكانة أساسية في الانتاج الزراعي في راشيا منذ مئات السنين تشهد على ذلك آثار عشرات المعاصر الخمرية القديمة بين الكروم ، حيث لم يكن الانتاج لغايات تجارية بل تأمينا لحاجات غذائية معيشية تبداء بالاستهلاك المباشر ( عنب المائدة )الذي يتحول إذا ما جفف إلى  ( زبيب ) وإذا ما عصر العنب وتمت تنقيته من المواد الحمضية وطبخ على نار قوية فإنه يصبح  ( دبسا للتحلية ) وقد كان وما يزال مادة طبيعية أساسية للحصول على السكريات الصحية على مدار السنة ، والعنب المنتج من كروم البلدة على انواع منها : السلطي والفضي والسرعيني والحلواني والسوري وأشهرها الشموطي المخصص لانتاج دبس العنب : المضروب أو السائل

ب - العسل التشريني

تشكل سفوح حرمون والمناطق الحرشية في راشيا مراعي طبيعية واسعة للنحل الذي يجني من زهور ونباتات حرمون وخاصة زهرة الشنديب أجود أنواع العسل الصيفي الذي يضاهي في جودته مثيله الاوروبي بالنظر لنوعية المراعي وارتفاعها التي تصل إلى حدود قمم حرمون بعيدا عن كافة أشكال التلوث الذي تسببه المدنية الحديثة ، كما ينتج النحالون في راشيا مادة  " الهلام الملكي " التي تعتبر مادة طبية ذات مميزات فريدة

 

المطاعم والهرجانات الفنية

خلال زيارة راشيا الوادي يستطيع السائح أن يستريح في رحاب الحديقة العامة عند مدخل راشيا وان يتذوق أشهى المأكولات اللبنانية في عدد من مطاعم البلدة ( مطعم الرابية ومطعم الوادي )  . وتشهد البلدة في فصل الصيف مهرجانات قلعة الاستقلال ومهرجان الشعر الزجلي إضافة إلى رحلة تنظمها البلدية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية إلى قمة حرمون بمناسبة عيد الرب في السادس من آب حيث يتوافد الزائرون من لبنان والبلاد الأوروبية في هذه المناسبة وتستغرق الرحلة من نقطة الانطلاق في مزرعة الفاقعة إلى قمة حرمون مسيرة 6 ساعات برفقة دليل متخصص .... تبداء الرحلة ليلا وتنتهي فجرا على قمة حرمون حيث تشهد العين أجمل منظر لشروق الشمس أو غروبها وما تتركه ألوان الشمس المطلة من وراء أفق الصحراء التدمرية وصولا الى صفحة مياه البحر المتوسط

ترسم ريشة الفنانين في راشيا اللوحة الطبيعية وتنقلها عبر لبنان والعالم ويمكن للزائر المهتم ان يشاهد الانتاج الفني في المحترفات الخاصة بالفنانين من أبناء راشيا وشراء انتاجهم الفني المعروض . والنشاطات الثقافية في راشيا تحتل مكانها المميز بفضل جهود المثقفين من ابنائها والعاملين على نهضتها