قلعة راشيا

تشتهر راشيا الوادي بقلعتها التاريخية التي عرفت بأسم   "  قلعة الاستقلال  "  أو   " حصن 22 تشرين الثاني "  ويعود بناء القلعة الى القرن الحادي عشر حين اهتم الصليبيون ببناء برج لحماية قوافل التجار الآتين من فلسطين نحو بلاد الشآم ونقطة مراقبة وحماية لمواكب الحجاج والمسافرين عبر وادي التيم من دمشق الى القدس في فلسطين

حول البرج الصليبي الذي يعلو نحو  1400 م وعلى مساحة تبلغ 8000 مترمربع تنتصب قلعة راشيا في موقع استراتيجي تحيط به المنحدرات من ثلاث جهات وتواجه الجهة الرابعة قمة حرمون  ،  أما مدخل القلعة فهو من  جهة الجنوب وهي تشبه بجدرانها السميكة واقبيتها ودهاليزها المتعددة قلعة الشقيف الصليبية وبقناطرها تتماثل مع قناطر قصر بيت الدين

بناء واثار رومانية منها دهاليز بمسافة 1500 م يصل الى عين مري قرب مثلث العقبة - بكيفا  ، وكان يستعمل لحركة المقاتلين وتأمين التموين في حالات الحصار

أبنية واثار صليبية وآبار منحوتة بالصخر وقد ردمت اليوم بإستثناء بئر واحد مازال صالحا للاستعمال ، والأقبية السفلى للقلعة فيها قاعة أثرية ومخزن من الجهة الشمالية الشرقية والبرج من الجهة الجنوبية الغربية وهو يعتبر أعلى قمة في القلعة

أبنية وآثار شهابية تعود إلى العام 1370 م حين تولى الأمير ابو بكر شهاب ولاية حاصبيا وكان يأتي برفقة زوجته وابنته الى راشيا للصيد والقنص ، فبنى له منزلا داخل القلعة ، كما بنى الشهابيون مدخل القلعة والسور والقناطر من الجهة الجنوبية الغربية

السور الشرقي بناه الفرنسيون بعد دخولهم الى القلعة مستخدمين حجارة المنازل المحيطة بها بعد تهديمها وما تزال أسماء أصحاب المنازل موجودة على مدخل القسم الشمالي من القلعة وكذلك معالم لكنيسة ضمن حرم القلعة

لقد شهدت قلعة راشيا احداثا مهمة أبرزها المعركة الشهيرة في 22 تشرين الثاني 1925 حين اقتحم المقاتلون في الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش أسوار القلعة لتحريرها من الحامية الفرنسية وقد سقط العديد من الشهداء من أبناء راشيا والجوار في تلك المعركة . وفي الساحة العامة للقلعة تنتصب اليوم لوحتان تحمل إحداهما أسماء القتلى الفرنسيين والثانية أسماء شهداء منطقة راسيا

وتشاء المصادفة أن يكون يوم 22 تشرين الثاني 1943 اليوم الذي شهد تاريخ بزوغ فجر إستقلال لبنان . ففي ذلك اليوم شهدت قلعة راشيا خروج كل من الرئيس بشارة الخوري والئيس رياض الصلح ووزير الخارجية والاشغال العامة سليم تقلا ونائب لبنان الشمالي عبد الحميد كرامي ووزير التموين والتجارة والصناعة عادل عسيران ووزير الداخلية كميل شمعون وذلك بعد إعتقالهم من قبل السلطات الفرنسية لمدة 11 يوما في غرف منفردة لا تزال قائمة حتى اليوم

بعد جلاء القوات الفرنسية عام 1946 تمركزت في القلعة قوات من الدرك اللبناني وبعض الادارات الرسمية ، ثم تسلمها الجيش اللبناني في 1 -9 -1964  ولا تزال في عهدته حتى اليوم . وقد أدرجت القلعة مؤخرا ً على لائحة الاماكن السياحية في لبنان وأنارتها وزارة السياحة ويؤمها السياح من كل لبنان