اعتصام في عين دارة استنكاراً لإقامة سدّ العزونية

اعتصام في عين دارة استنكاراً لإقامة سدّ العزونية:
على باسيل وبارود وقف التدمير البيئي

عين دارة – " النهار":
احتجاجاً على اقامة سد العزونية في أسفل بلدة عين دارة، نفذ اهالي البلدة و"جمعية طبيعة بلا حدود" وبعض مؤسسات المجتمع الاهلي اعتصاماً  امس، رفعوا خلاله لافتات تطالب بوقف التعدي على البيئة، وناشدوا الوزراء المعنيين " وقف المشروع المدّمر".
تحدث رئيس "جمعية طبيعة بلا حدود" محمود الاحمدية واصفا الاعتصام بـ"التظاهرة الحضارية"، ومشيرا الى ان "موضوعها الاساسي خاص لانه يتناول مشروع سد المياه"، معتبرا ان القيّمين عليه يدّعون انه سيؤمن تجميع نحو اربعة ملايين متر مكعب من المياه".
وفيما اشاد "بعمل وزير البيئة محمد رحال الذي تحرّك من خلف مكتبه وزار المنطقة"، قال الاحمدية ان "كل موضوع بهذه الاهمية يحتاج الى درس الاثر البيئي، ويا للاسف عندما نطلع على الدراسة المقترحة نجد فقرة تقول ان هذا السد غير مسيء للبيئة، ولكن اذا نظرنا الى هذه المنطقة، نرى ان هناك آلاف الاشجار المثمرة والصنوبر وغطاء نباتيا، وهذا نتاج ملايين الاعوام، وسنحوّلها بحيرة، اقل ما يقال عنها انها ضد الطبيعة والقانون والهندسة، علما ان الشرط الاساسي لتنجح البحيرات هو ان تكون طبيعة الارض غير قابلة لتسرّب المياه، أي  دلغانية، وهذه الشروط غير متوافرة في هذه المنطقة".
واوضح "ان الدراسة لم تلحظ هذه الشروط، ولكن ربما تكون قيمة هذا المشروع سبعة ملايين دولار ويكون المبلغ 17 مليونا، فتوضع عشرة ملايين في الجيوب. من هنا، اصبحنا نشك في كل خطوة لان بعدها المادي اكثر من بعدها المعنوي والبيئي، ونلفت المعنيين الى الاستفادة مما حصل في سد شبروح، حيث تسرّب المياه يومي، لكننا نسأل كيف يستفيد اهالي عين دارة من هذا السد وهو في أسفل البلدة، لذا من الافضل ان يقام في اعالي المنطقة ليستفيد منه كل الناس، كما ان جبال عين دارة، حيث المقالع والكسارات تقضم الارض، كانت افضل منطقة للتزلج".
بعدها تلا المهندس نضال حداد بيانا باسم المعتصمين، قال فيه: "امام هذا الواقع الاليم والخطير، نناشد باسم اهالي عين دارة المقيمين والمغتربين، المعترضين على اقامة السد، نناشد وزير الطاقة والموارد المائية جبران باسيل اعادة درس هذا الملف والعمل على وقف اجراءات التلزيم، واعمال المسح والبحث عن حلول بديلة، مثل نقل الموقع الى منطقة تتناسب اكثر مع المعايير البيئية والجيولوجية، بحيث تنتفي الاضرار".
واذ دعا " فاعليات المنطقة السياسية والاجتماعية واهاليها الى الوقوف مع عين دارة في وجه هذا التدمير البيئي"، طلب من "وزير الداخلية والبلديات زياد بارود التدخل لوقف استغلال موضوع السد من بلدية عين دارة وملاحقة كل من يثبت مخالفته للقانون، والطلب من رئيس بلدية عين دارة ومجلسها، تحمل المسؤولية الكاملة والاعتراض رسميا على انشاء هذا السد لما يسببه من ضرر عام".
وناشد "وزير السياحة فادي عبود الاطلاع على موقع هذا السد المفترض انشاؤه وقياس الاضرار السياحية"، محذرا " الشركات المتعهدة مسح الاراضي تحضيرا للاستملاك، او التي تقدمت بعروض لتنفيذ المشروع او اجزاء منه، من أنها ستتعرّض للملاحقة القانونية اذا قامت بأي اعمال داخل الاراضي الخاصة في بلدتنا من دون أخذ الاذن المسبق من اصحاب الاراضي، وندعو ايضا اهلنا وكل من يعنيهم الامر الى عدم بيع ارضهم، مهما تكن الاسعار والمغريات، وان يكونوا على أهبة الاستعداد للتدخل اذا أقدم أحد على المس بممتلكاتهم، سيكون هذا مسا بكرامتهم ووجودهم المتجذر في هذه الارض منذ مئات الاعوام".
واكد "استمرار التحرك على كل الصعد السياسية والشعبية والقانونية، حتى وقف المشروع المدمر او استبدال موقعه".
وقبل ارفضاض الاعتصام، همس بعض الحاضرين بأن التحرك له أبعاد سياسية على خلفية اقتراب موعد استحقاق الانتخابات البلدية، وتدخلّت السيدة ماري يوسف وهبي فاعتبرت أن "التحرك سياسي لان الانتخابات البلدية على الابواب"، مما اثار استغراب المشاركين الذي اكدوا " الاستمرار في تحركهم البيئي".

     Reference Annahar.com